بعد عام من الانسحاب.. أمازون تعود للإعلانات على منصة إكس

زادت شركة «أمازون» بشكل كبير إنفاقها على الإعلانات في منصة إيلون ماسك «إكس» (X)، في تحول ملحوظ، بعدما كانت قلصت إعلاناتها عليها منذ أكثر من عام؛ بسبب المخاوف المتعلقة بخطاب الكراهية.

هذا القرار، الذي تأثر بتوجيهات من الرئيس التنفيذي لـ«أمازون» آندي جاسي، قد يأتي بعده استثمار الشركة بشكل كبير في المنصة في المستقبل.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تعيد فيه شركات كبيرة أخرى، كانت قد قلصت أو أوقفت إعلاناتها على (X) سابقاً، النظر في مواقفها في ضوء التغيرات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك «أبل».

الشركة، التي سحبت جميع أموالها الإعلانية من المنصة في أواخر عام 2023، أجرت مؤخراً مناقشات حول إمكانية إعادة الإعلانات على الموقع، وفقاً لمصادر مطلعة.

تأثير سياسة تعديل المحتوى

في عهد ماسك، اعتمدت (X) سياسة أكثر تساهلاً في تعديل المحتوى، ما ساهم في تعزيز مكانته في الدائرة السياسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ودفع دوره المرتقب في إدارة «وزارة الكفاءة الحكومية» ومساهماته المالية في جهود إعادة انتخاب ترامب، القادة في عالم الأعمال والسياسة إلى إعادة النظر في علاقاتهم مع ماسك.

وبينما تعود بعض الشركات للإعلان على (X)، فإن مستويات الإنفاق لا تزال أقل من مستوياتها قبل استحواذ ماسك على المنصة بمبلغ 44 مليار دولار في 2022. ومع ذلك، فإن عودة المعلنين ستوفر دعماً مالياً حيوياً لـ (X) في وقت حرج.

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن البنوك الاستثمارية التي أقرَضَت ماسك المال لتمويل عملية الاستحواذ على المنصة تواجه صعوبة في التخلص من الديون، وهي بصدد ترتيب بيع الديون العليا بأسعار مخفضة، وقد يساعد تحسن الوضع المالي للشركة في تسهيل بيع هذه الديون.

لكن على الرغم من التقارير التي تشير إلى وجود مؤشرات إيجابية، اعترف ماسك في رسالة إلكترونية إلى الموظفين في شهر يناير الجاري أن (X) لا يزال يواجه تحديات مالية.

وذكر أن نمو المستخدمين راكد، والإيرادات غير مرضية، وأن الشركة تكافح لتحقيق التوازن المالي، رغم أنه نفى في وقت لاحق إرسال تلك الرسالة.

تحول العلاقة بين قادة التكنولوجيا وترامب

أصبح التحول في العلاقات بين قادة التكنولوجيا وترامب واضحاً، فقد ساهمت شركات مثل «أمازون» و«ميتافيرس» و«أبل»، إلى جانب رؤسائها التنفيذيين، في صندوق تنصيب ترامب، لتمويل الأنشطة المرتبطة بحفل التنصيب وتنظيم الاحتفالات المتعلقة به.

وشوهد مؤسس «أمازون»، جيف بيزوس، الذي كان في وقت سابق من منتقدي ماسك، وهو يحضر الفعاليات التنصيبية لترامب إلى جانب ماسك، ما يدل على تحسن علاقتهما المتوترة سابقاً.

وأشار ماسك إلى صداقتهما الجديدة على (X)، بمشاركة صورة فكاهية من فيلم (Step Brothers) كتب عليه «هل أصبحنا الآن أفضل أصدقاء؟».

تأثير هجرة المعلنين في إيرادات (X)

بدأت هجرة المعلنين من (X) بعد وقت قصير من استحواذ ماسك على المنصة؛ بسبب المخاوف من سياسته في تعديل المحتوى والاضطرابات التي أعقبت التغيرات الإدارية.

وأدى الجدل حول المحتوى المعادي للسامية على المنصة في عام 2023 إلى انسحاب المزيد من المعلنين.

وأثرت هذه الهجرة بشكل كبير على إيرادات (X)، والتي سعى ماسك لتعويضها من خلال تدفقات إيرادات بديلة مثل الاشتراكات. ومع ذلك، تبقى الإعلانات جزءاً أساسياً من النموذج المالي لـ(X).

وزادت التوترات بين ماسك والمعلنين، ففي أواخر عام 2023، رد ماسك على انسحاب المعلنين بالإشارة إلى أنهم «يمكنهم الذهاب إلى الجحيم».

وفي الصيف الماضي، رفعت (X) دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار ضد مجموعة تجارية للإعلانات وعدد من العلامات التجارية الكبرى، بما في ذلك شركة «مارس» و«سي في إس هيلث» (CVS Health)، متهمة إياهم بمحاولة مقاطعة المنصة بشكل غير قانوني.

وضمت (X) منصة «تويتش» التابعة لـ«أمازون» إلى الدعوى في شهر نوفمبر الماضي، قائلة إن منصة البث المباشر توقفت عن شراء الإعلانات على (X) في الولايات المتحدة بعد نوفمبر 2022.

وتزعم الدعوى أن «المجموعة الصناعية للإعلانات» (Advertising Industry Group) نظمت حملة جماعية لحرمان «تويتر» من مليارات الدولارات من الإعلانات، مع إشارات من (X) إلى خطط لإضافة المزيد من المدعى عليهم في القضية.