انخفضت أسهم شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية بنسبة 28%، وهو أكبر انخفاض منذ ديسمبر 2022، وذلك بالتزامن مع انتهاء أول شهر لوجود الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، في البيت الأبيض تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وانخفض السهم بنسبة 3% أخرى يوم الاثنين، وهو أول يوم تداول في مارس الجاري، مما دفع القيمة السوقية للشركة إلى حوالي 915 مليار دولار، وفق شبكة «سي إن بي سي».
وجاء الانخفاض يوم الاثنين في أعقاب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نشره ماسك خلال عطلة نهاية الأسبوع، يشير إلى أن «مكسبًا بنسبة 1000% لشركة تسلا في غضون 5 سنوات أمر ممكن» مع «التنفيذ المتميز» على حد قوله.
وأعلنت شركة «تسلا» عن اختيارها الأول في قطاع السيارات في الولايات المتحدة في مذكرة صدرت في الثاني من مارس.
وفي تقرير أرباح الربع الرابع للشركة في أواخر يناير الماضي، قالت «تسلا» إن إيرادات السيارات انخفضت بنسبة 8% عن العام السابق، وأبلغت عن انخفاض بنسبة 23% في الدخل التشغيلي.
واستشهدت الشركة بانخفاض متوسط أسعار البيع عبر خطوط «موديل 3» و«موديل واي» و«موديل إس» و«موديل إكس» كسبب رئيس للانخفاض.
ومن المتوقع أن تتعرض الشركة أيضًا لضربة من الرسوم الجمركية الجديدة التي ينفذها ترامب، والتي تنطبق على السلع والمواد القادمة من كندا والمكسيك، حيث يوجد بعض مورديها الرئيسيين.
وبحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي» فإن الانخفاض الأخير في أسعار الأسهم لا يتعلق فقط بما يحدث في مبيعات «تسلا»، لكن من الواضح أن سياسات ماسك وعمله وتصرفاته خارج إدارة الشركة وملازمة ترامب تؤثر فيها بشكل سلبي.
بالإضافة إلى شركة «تسلا»، يدير ماسك شركة «سبيس إكس» وشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة (xAI) كما يمتلك شركة التواصل الاجتماعي (X).
ويقود ماسك حالياً ما يسمى بوزارة كفاءة الحكومة، أو (DOGE)، التي تقوم بإجراء تخفيضات شاملة في القوى العاملة الفيدرالية الأميركية، وتقليص الإنفاق الفيدرالي، والسعي إلى إلغاء اللوائح ودمج الوكالات، كل ذلك في حين تسعى للحصول على عقود حكومية جديدة لشركاته.
وعلى الرغم من وعظه بالشفافية، إلا أن ماسك أبقى الكثير من التفاصيل حول عمل المجموعة وخططها مخفية عن الرأي العام، كل ذلك مع حصوله على وصول غير مسبوق إلى أنظمة الكمبيوتر الحكومية الفيدرالية والبيانات الحساسة دون موافقة الكونغرس.
وعلى موقع (X)، حيث يضم ملفه الشخصي 219.2 مليون متابع، أصبح ماسك أيضًا أكثر انخراطًا في الشؤون الدولية، على سبيل المثال، الترويج لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين في ألمانيا، وتوجيه اتهامات بالتدخل في الانتخابات من قبل القادة الأوروبيين.
الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» استخدم أيضًا موقع (X) لنشر الأكاذيب حول نظرة الأوكرانيين إلى رئيسهم فولوديمير زيلينسكي، واتهامه دون أساس بالسعي إلى «حرب أبدية» مع روسيا، وهي تعليقات تشبه نقاط الحوار مع الكرملين.
وردًا على ذلك، اندلعت المشاعر المناهضة لماسك و«تسلا» في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
وقد انتشر إعلان من لندن مؤخرًا بعد ظهوره في كشك للحافلات، حسبما أفادت يورونيوز. ويتضمن صورة لماسك، وهو يشير بحركة حددها المؤرخون على أنها تحية نازية. كما أن العشرات من سيارات تسلا الكهربائية احترقت في هجوم يشتبه في أنه حريق متعمد في فرنسا ليلة الأحد الماضي.
وشهدت مبيعات سيارات «تسلا» الجديدة انخفاضًا حادًا في أوروبا، إذ انخفضت في فرنسا والدول الإسكندنافية في الشهرين الأولين من عام 2025، وانخفضت في ألمانيا بنحو 60% في يناير مقارنة بالعام السابق.