logo
تكنولوجيا

تيك توك و«وي تشات».. تطبيقات الصين تقاوم حظر الغرب

تيك توك و«وي تشات».. تطبيقات الصين تقاوم حظر الغرب
تاريخ النشر:12 نوفمبر 2023, 06:11 م
سلط قرار الحكومة الكندية بحظر تطبيق "وي تشات" الصيني جزئيا، بدعوى وجود مخاطر تهدد الأمن السيبراني، سلط الضوء مجددا على ما يعرف بحروب الجيل السادس، خاصة أن القرار سبقه قرار آخر مماثل ضد تطبيق "تيك توك"، وهي موجة لا تقتصر على كندا وإنما تشمل عدة دول غربية تتعامل مع المنصات والتطبيقات الإلكترونية الصينية بحذر وقلق شديد.

ويأتي هذا القلق انطلاقا من مخاوف تتعلق بالشكوك في حفاظ هذه المنصات على خصوصية وسرية بيانات المستخدمين، والخشية من وصول تلك البيانات إلى أيدي الحكومة الصينية، وهو ما تنفيه بكين، مؤكدة استقلالية الشركات المالكة للتطبيقات.

وأعلن مجلس الخزانة الكندي، الذي يشرف على الإدارة العامة، في بيان، أن كبير مسؤولي المعلومات في البلاد قرر أن مجموعة تطبيقات "وي تشات" تمثل مخاطر غير مقبولة على الخصوصية والأمن، ولهذا صدر قرار بإزالة التطبيقات لمستخدمي الهواتف المحمولة التابعة للحكومة الكندية، وسيتم منعهم من تحميلها في المستقبل.

حظر واسع

ولا يقتصر الحظر على كندا أو تطبيق "وي تشات"، حيث قررت 12 دولة حول العالم فرض إجراءات تضييقية على تطبيق "تيك توك" الشهير المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية لنفس الأسباب تقريبا.

وتأتي الولايات المتحدة، في مقدمة الدول التي فرضت حظرا جزئيا على التطبيق، يشمل هواتف وأجهزة الموظفين بالحكومة، كما تفكر السلطات في فرض حظر تام على تنزيل التطبيق داخل الولايات المتحدة إذا لم توافق الشركة على بيع الإصدار الأميركي من "تيك توك" لشركة أميركية.

والأمن السيبراني هو حماية الأنظمة والبرامج والشبكات من الهجمات الرقمية، وحمايتها أيضا من الوصول إلى المعلومات الحساسة أو تدميرها أو تغييرها، وتشكل تدابير الأمن السيبراني تحديا كبيرا أمام الحكومات والأفراد لأن المهاجمين يتطورون ويصبحون أكثر ابتكارا.

قمة التطور الصيني

ويقول المهندس صلاح عز، خبير الاتصالات وقطاع التكنولوجيا، إن برامج التواصل الاجتماعي الصينية وعلى رأسها تيك توك تعد من أكثر البرامج شهرة وانتشارا ولها جمهور عريض، لأنها تعلم جيدا عقلية ومتطلبات المستخدمين المستهدفين، فتطبيق "تيك توك" مثلا لديه نحو مليار مستخدم نشط حول العالم معظمهم شباب ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 13و25 عاما، وهو ما يجعله التطبيق الأكثر شعبية بين الشباب على مستوى العالم.

وأضاف عز، في تصريحات لـ "إرم الاقتصادية"، أن الابتكار الصيني في مجال التطبيقات الرقمية يمثل قمة التطور، فبرنامج مثل "وي تشات" تستطيع من خلاله الحصول على خدمات عديدة، منها المراسلة والتجارة الإلكترونية وخدمات الدفع الإلكتروني، وذلك هو ما يميزه عن أي تطبيق آخر ويجعله ينتشر سريعا على مستوى العالم، حيث يبلغ عدد المستخدمين النشطين به مليارا و300 مليون مستخدم.

ويعد تطبيق "تيك توك" المملوك لشركة "بايت دانس" من أكثر الشركات الناشئة انتشارا وقيمة على مستوى العالم، حيث تبلغ قيمته السوقية 200 مليار دولار، ويبلغ عدد مستخدميه حول العالم حوالي 900 مليون مستخدم نشط، بينما تبلغ القيمة السوقية لتطبيق "وي تشات" حوالي 500 مليار دولار، ويصل عدد مستخدميه 1.3 مليار مستخدم نشط، منهم تقريبا مليار مستخدم داخل الصين.

حروب تقنية

من جانبها، تقول راشيل كونينج، الخبيرة الاقتصادية ومحللة سوق التكنولوجيا بمؤسسة "ماركت ووتش"، إن حظر التطبيقات الصينية داخل الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأوروبية سيصيب هذه الشركات بضرر كبير، فضلا عن أن كل قرار من قرارات الحظر سيؤدي لعزوف جزء من المعلنين والشركات التجارية عن تسويق منتجاتهم عبر تلك التطبيقات، موضحة أن الخاسر الأكبر سيكون الشركات الصينية والمستثمرين بهذه الشركات.

ولفتت كونينج إلى أن كثرة قرارات الحظر ستعمل على عزل شبكات الإنترنت عن بعضها البعض، وسيعزل الإنترنت الصيني عن إنترنت الدول الأخرى، مشددة على أن الحرب التقنية والحظر ليس في مصلحة الأسواق؛ لأنها تقلل المنافسة وتنعكس سلبا على المستخدمين، وأيضا نتائج أعمال شركات هذا القطاع.

وأضافت أن إدارة الرئيس بايدن تصر حاليا على بيع الصينيين لتطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة أو حظره بالكامل، موضحة أن الحظر الكامل داخل الولايات المتحدة يعني بالضرورة استفادة التطبيقات الأمريكية التي تقدم خدمات مماثلة مثل خاصية "ريلز" على إنستغرام، وهو ما يعني ذهاب حصيلة كعكة الإعلانات لهذا التطبيق كبديل عن منافسه "تيك توك".

وأوضحت كونينج أن من يملك بيانات أكثر ولديه القدرة الأدق على تحليلها سيكون لديه قدرة أكبر على صناعة القرار، وكذلك التحكم في المستقبل خلال السنوات المقبلة، لذلك نرى ما يحدث الآن من حروب لحظر تطبيقات التواصل الاجتماعي لأنها تقوم على جمع البيانات الشخصية للأفراد.

جدير بالذكر أن أكثر من 4.8 مليارات شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل نشط، وهو ما يشكل نحو 60% من سكان العالم.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC