أعلنت «تيك توك» إغلاق منصتها لبث الموسيقى، «تيك توك ميوزيك»، في 28 نوفمبر المقبل، منهيةً بذلك جهوداً استمرت عامين لمنافسة عمالقة الصناعة مثل «سبوتيفاي» و«أبل ميوزيك».
وفقاً لتقرير صحيفة «وول ستريت جورنال»، كانت الشركة الأم، «بايت دانس»، قد أطلقت هذه الخدمة للاستفادة من تأثير «تيك توك» في تشكيل اتجاهات الموسيقى. ومع ذلك، يبدو أن الشركة تعيد تقييم إستراتيجيتها في هذا المجال.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، أكدت «تيك توك» أن معلومات الحسابات والبيانات الشخصية المرتبطة بخدمة الموسيقى سيتم حذفها تلقائياً بعد إيقاف الخدمة، ونصحت المستخدمين بنقل قوائم التشغيل الخاصة بهم إلى منصات بث أخرى بحلول 28 أكتوبر.
بدوره، قال أولي أوبرمان، رئيس تطوير الأعمال الموسيقية العالمية في تيك توك، موضحاً القرار: «سنغلق (تيك توك ميوزيك) في نهاية نوفمبر للتركيز على تعزيز دور (تيك توك) في دعم استماع الموسيقى وزيادة القيمة على خدمات بث الموسيقى الموجودة بالفعل، مما يعود بالنفع على الفنانين وكُتّاب الأغاني وصناعة الموسيقى ككل».
دخلت «بايت دانس» للمرة الأولى سوق بث الموسيقى في عام 2022، عندما أطلقت خدمة «تيك توك ميوزيك» في إندونيسيا والبرازيل، إلا أنه سرعان ما توسعت الخدمة المدفوعة إلى مناطق أخرى، بما في ذلك أستراليا والمكسيك وسنغافورة.
وباستخدام منصتها الشهيرة لمقاطع الفيديو القصيرة كنقطة انطلاق، كانت «بايت دانس» تأمل منافسة اللاعبين الرئيسين في صناعة بث الموسيقى.
مع ذلك، ورغم التأثير الهائل لـ«تيك توك» في عالم الموسيقى، إذ تشتهر بجعل الأغاني تنتشر بشكل كبير وإطلاق الفنانين الجدد إلى النجومية، فإن خدمة «تيك توك ميوزيك» واجهت صعوبة في تحقيق النجاح.
كذلك، واجهت «بايت دانس» تحديات في إبرام صفقات طويلة الأجل مع كبرى شركات التسجيل الموسيقية، الأمر الذي حال دون استمرار الخدمة.
في فبراير 2024، سحبت «يونيفرسال ميوزيك غروب»، أكبر شركة تسجيل في العالم، أعمالها بالكامل من «تيك توك».
وجاء هذا القرار في ظل خلافات حول كيفية تعويض الفنانين بشكل عادل عن استخدام موسيقاهم في مقاطع الفيديو على المنصة، إذ أدى ذلك إلى ظهور العديد من مقاطع الفيديو على «تيك توك» من دون صوت، ما أثار نقاشات أوسع حول دور منصات التواصل الاجتماعي في صناعة الموسيقى.
وتضم «يونيفرسال» بعضاً من أكبر نجوم الموسيقى في العالم، مثل تايلور سويفت وباد باني ودريك وبيلي إيليش، إذ شكّل غيابهم عن تيك توك ضربة كبيرة للمنصة.
لكن لاحقاً توصلت «بايت دانس» و«يونيفرسال» إلى اتفاق جديد في مايو، أعاد موسيقى «يونيفرسال» إلى «تيك توك»، إذ شمل الاتفاق زيادة في حقوق الفنانين وحماية أوسع ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الموسيقى.
ولا تزال «تيك توك» لاعباً رئيساً في اكتشاف الموسيقى والترويج لها، على الرغم من إغلاق منصة الموسيقى، خاصة أنها تواصل تشكيل الاتجاهات ودعم صناعة الموسيقى.