وبحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عمدت شركة غوغل التابعة لـ ألفابت، وشركة "أوبن إيه آي" في سان فرانسيسكو، وشركة مايكروسوفت، إلى تقييد الوصول إلى روبوتات الدردشة الذكية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الأشهر الأخيرة في مراكز الأعمال، وفي حالة أوبن إيه آي، شمل تقييد الوصول هونغ كونغ، والبر الرئيسي للصين إلى جانب كوريا الشمالية وسوريا وإيران.
وفي حين أن أياً من الشركات لم تقدم أسباباً، يقول المراقبون الذين نقلت عنهم الصحيفة، إنهم قد يتعرضون للخطر إذا نشرت برامج الدردشة الإلكترونية محتوى ينتهك قانون الأمن القومي، الذي فرضته الصين منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، إذ يجرم القانون العديد من أنواع الانتقاد للحكومة وبكين.
وانضمت شركة أبل إلى شركة تينسنت الصينية لتصفية المواقع المشبوهة، حيث يشكو المستخدمون من أنها حظرت مؤقتًا الوصول إلى المواقع المشروعة مثل منافس تويتر ماستودون Mastodon. ورفضت شركة ديزني تقديم حلقتين من مسلسل "عائلة سمبسون" على منصتها، خشية أن تتعارض مع قانون الأمن القومي، وفقًا لمطلع على الأمر.
ويخشى البعض من أن الإنترنت في هونغ كونغ، الذي كان يعمل بحرية تقريبًا، يتجه نحو أن يصبح أكثر تقييداً مثل الإنترنت في الصين، الذي يخضع لرقابة صارمة من خلال نظام يعرف بجدار الحماية العظيم والذي لا يسمح بوصول خدمات التواصل الاجتماعي الأجنبية مثل تويتر وفيسبوك منذ عام 2009.
وتمكن بعض سكان هونغ كونغ من الوصول إلى روبوتات الدردشة باستخدام تطبيقات خاصة، تابعة لجهات خارجية أو باستخدام شبكات خاصة افتراضية، تعرف باسم VPNs، والتي تسمح للمستهلكين بحماية موقعهم وهويتهم عبر الإنترنت.
وقالت متحدثة باسم حكومة هونغ كونغ، إن الحكومة تحترم استراتيجيات الشركات لإطلاق المنتجات، وأشارت إلى أنه يمكن الوصول إلى روبوتات الدردشة، من خلال وسائل بديلة، مثل شبكات VPN.
وفي حين أن عدد سكان هونغ كونغ البالغ حوالي 7.5 مليون نسمة، يعني أنها ليست سوقًا رئيسية من حيث قاعدة مستخدميها لشركات التكنولوجيا الأميركية، فإن الشركات الأجنبية والعمال غالباً ما يستشهدون بالتدفق الحر للمعلومات، كأحد أسباب وجودهم هنا. وغادر عشرات الآلاف من العمال المدينة على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأظهر استطلاع أجرته غرفة التجارة الأميركية في هونغ كونغ في مارس، أن 38% فقط من المستطلعين كانوا متفائلين أو متفائلين للغاية بشأن الحفاظ على حرية الوصول إلى منصات الإنترنت والمعلومات العالمية، في السنوات الثلاث المقبلة.
وكانت غوغل قد سحبت عام 2010 نشاطها في مجال محركات البحث في البر الرئيسي للصين، بعد رفضها الموافقة على فرض رقابة على نتائج البحث في البلاد.
وقد تشعر شركات الذكاء الاصطناعي بالقلق من أن برامج الدردشة الخاصة بها، تنتهك قانون الأمن القومي، كما يقول تشارلز موك، الباحث في مركز السياسة السيبرانية بجامعة ستانفورد والنائب السابق في هونغ كونغ. وقال إن ذلك يمكن أن يحدث إذا أعطت روبوتات الدردشة، إجابات غير متوقعة على الأسئلة، بطرق تنتهك القواعد، بحسب ما نقلت وول ستريت جورنال.
واستخدمت أبل - التي تعتمد على الصين لتصنيع آيفون - لسنوات خدمة من غوغل لإظهار تحذير لمستخدمي متصفح سفاري، في هونغ كونغ وأماكن أخرى عند النقر على الروابط التي قد تكون ضارة، مثل تلك التي قد تكون مصممة لعمليات الاحتيال.
وفي الأشهر الأخيرة، قام مستخدمون في هونغ كونغ بمشاركة لقطات الشاشة، التي توضح أن خدمة تينسينت تعيق وتحجب الوصول إلى مواقع ويب شرعية من الغرب، من بينها موقع GitLab للترميز الأميركي، ومنصة تبادل العملات المشفرة كوينباس Coinbase، وخدمة وسائل التواصل الاجتماعي ماستودون، وأتيحت هذه المواقع في وقت لاحق.