من المتوقع أن تسجّل السياحة المصرية ما بين 15.5 و16.1 مليون سائح بنهاية عام 2024، بمعدل نمو يتراوح بين 4% و 8% مقارنة بـ14.9 مليون سائح في 2023، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت إلى «إرم بزنس». يأتي هذا النمو بعد عام مليء بالتحديات، حيث تأثر القطاع بالأحداث الجيوسياسية في المنطقة، مما أدى إلى انخفاض الإشغالات الفندقية خلال الموسم الشتوي الماضي، قبل أن تبدأ معدلات النمو في التعافي اعتباراً من أبريل 2024.
وأوضحت المصادر التي تحدثت إليها «إرم بزنس» أن تحقيق هذا النمو يعد إنجازاً كبيراً في ظل التوترات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على القطاع السياحي خلال النصف الأول من العام. وأضافت أن مؤشرات الحجوزات للموسم الشتوي الحالي، الممتد من نوفمبر 2024 إلى أبريل 2025، تُظهر ارتفاعاً بنسبة 25% مقارنة بالموسم الماضي، مع توقعات بنمو أكبر بنهاية العام المقبل.
ويُعد القطاع السياحي مصدراً رئيسياً للنقد الأجنبي في الاقتصاد المصري، إلى جانب صادرات السلع وتحويلات المغتربين والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أوضح رامي فايز، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق المصرية، لـ«إرم بزنس» أن الإشغالات الفندقية سجلت مستويات مرتفعة في نوفمبر 2024، حيث تجاوزت 85% في القاهرة والغردقة ومرسى علم، ووصلت إلى 80% في شرم الشيخ. وأضاف أن مطار مرسى علم استقبل خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر 168 رحلة طيران، مما يعكس التدفق الكبير للسياحة الوافدة.
تمتلك مصر حالياً طاقة فندقية تبلغ نحو 222.6 ألف غرفة، تتركز 74% منها في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء. وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة هذه الطاقة إلى ما بين 450 و500 ألف غرفة بحلول عام 2030، لتحقيق هدفها باستقطاب 30 مليون سائح سنوياً.
وفي إطار جهودها لدعم القطاع السياحي، أطلقت الحكومة المصرية مبادرة تمويل بقيمة 50 مليار جنيه بفائدة 12% لبناء وتجديد الغرف الفندقية، مع الإقرار على بيع 40% من إيرادات العملة الأجنبية للبنوك. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القدرة الاستيعابية للقطاع، الذي يواجه تحدياً كبيراً بسبب محدودية الطاقة الفندقية الحالية.
أكد علاء عاقل، الرئيس التنفيذي لشركة جاز للفنادق التابعة لمجموعة «ترافكو» (Travco Group)، أن المؤشرات للربع الأخير من 2024 إيجابية للغاية. وتوقع ارتفاع التدفقات السياحية خلال احتفالات أعياد الميلاد في ديسمبر، مع إشغالات مرتفعة في فنادق القاهرة والغردقة وشرم الشيخ.
ورغم الأزمات التي واجهها القطاع منذ 2011، بما في ذلك جائحة كورونا وإغلاق المطارات، عاد النشاط السياحي في مصر بقوة عام 2022، ووصل إلى ذروته في 2023 بتسجيل 14.9 مليون سائح. مع استمرار التحديات، يبدو أن القطاع على الطريق الصحيح لتحقيق نمو مستدام يعزز مكانته كأحد أعمدة الاقتصاد المصري.