ترامب يشعل العالم بالرسوم الجمركية.. ماذا يُخبّئ خلف الكواليس؟

في خطوة وُصفت بالحرب التجارية، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على واردات من 180 دولة في الثاني من أبريل، وهو اليوم الذي أطلق عليه اسم «يوم التحرير». خطوة تبدو في ظاهرها تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، لكنها في العمق تمسّ بجوهر السياسة الأميركية التقليدية، التي تقوم على الهيمنة العالمية مقابل تقديم تنازلات اقتصادية لحلفائها، كمنحهم رسوماً جمركية تفضيلية.

هذه الخطوة التي اعتبرها كثيرون شرارة «حرب تجارية» جديدة، قد لا تكون مجرد رد فعل اقتصادي، بل ربما تحمل في طياتها استراتيجية أعمق. النظرية المثيرة التي يتداولها البعض اليوم تقول إن ترامب يسعى لإضعاف الدولار الأميركي عمداً.

نعم، ترامب لا يؤمن بالدولار القوي، ويرى أن ارتفاع قيمته يضر بالصناعة الأميركية، لأنه يجعل الواردات أرخص، ما يضعف تنافسية السلع المحلية، وفي المقابل يرفع كلفة الصادرات الأميركية على المستهلكين الأجانب.

في عام 1985، اجتمع وزراء مالية خمس دول كبرى مع الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في نيويورك، ووقعوا اتفاق (Plaza Accord) لخفض قيمة الدولار بعد أن تضاعفت خلال خمس سنوات. واليوم، تشير تسريبات من مقرّبين من ترامب إلى مساعٍ لعقد اتفاق جديد يُطلق عليه اسم «اتفاق مارا لاغو»، واللافت أن الرسوم الجمركية قد تكون مجرد أداة ضغط على الدول لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

رغم أنها لا تزال نظرية، إلا أن عالم ترامب مليء بالمفاجآت والسيناريوهات المحتملة. الجميع يحاول فك شيفرة قراراته التي قد تعيد رسم المشهد الاقتصادي العالمي من جديد.