في حديث خاص لـ«إرم بزنس»، كشف رجل الأعمال السوري غسان عبود عن تفاصيل لقائه مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، حيث ناقشا النموذج الاقتصادي الذي يجب تطبيقه في سوريا لدعم اقتصادها، وذلك عبر استثمارات ضخمة ونموذج اقتصادي مستوحى من التجربة الخليجية.
عبود، الذي بنى مجموعة أعمال تصل قيمتها إلى ملياري دولار، يؤمن بأن سوريا لديها الإمكانات لتصبح مركزاً اقتصادياً مهماً في المنطقة، شرط أن يتم تطبيق إصلاحات إدارية وقوانين تدعم الاستثمار.
يقول غسان عبود: «قابلت الرئيس أحمد الشرع، ووجدته منفتحاً على فكرة الاقتصاد الحر. كان يسعى لتطبيق تجربة تشبه ما رأيناه في دول الخليج، حيث يتم تشجيع الاستثمارات وخلق بيئة أعمال جاذبة».
وأضاف: «التجربة الخليجية أثبتت أن الاقتصاد الحر والانفتاح على العالم يمكن أن يحقق معجزات. أنا أؤمن بأن سوريا لديها الإمكانات لتطبيق نموذج مشابه، لكن ذلك يتطلب إصلاحات إدارية وقوانين واضحة تدعم الاستثمار، وتحمي حقوق المستثمرين».
على الرغم من نجاحه الكبير في الإمارات، يطمح عبود إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا. يقول: «عندما تبدأ الحكومة السورية في تطبيق قوانين سليمة، وتستعيد البنوك عافيتها، سأكون أول المستثمرين. أنا مؤمن بالاقتصاد الحر وبأن التعاون الدولي هو مفتاح النجاح».
وأكد أنه لن يستثمر في قطاع البناء في سوريا، بل سيعمل على جلب البضائع وتطوير المواني العالمية وإحياء سلاسل الإمداد.
وعند سؤاله عن ما إذا كان قد يتولى حقيبة وزارية في الحكومة السورية الجديدة، أكد غسان عبود أن نجاح الحكومات يعتمد بشكل كبير على وجود وزراء من رجال الأعمال الناجحين. يقول: «إذا أرادت أي حكومة أن تنجح، يجب أن يكون وزراؤها من رجال الأعمال الحقيقيين، وليسوا مجرد بيروقراطيين. رجل الأعمال يعرف كيف يدير الأمور بفاعلية، ويضع خططاً استراتيجية، ويبني علاقات دولية قوية».
ويضيف: «في الإمارات، نرى العديد من الوزراء الذين كانوا رجال أعمال ناجحين قبل دخولهم الحكومة. هذا هو النموذج الذي يجب أن تحتذي به الدول الأخرى، بما في ذلك سوريا. رجل الأعمال يعرف كيف يحول التحديات إلى فرص، وكيف يحقق النتائج بسرعة وكفاءة».
ويؤكد أن سوريا لا تزال غير جاهزة لكي يتمكن الوزير من تحقيق تلك المهام، وعندما يكون هناك جاهزية، لن يمانع الحصول على حقيبة وزارية في تشكيلة الحكومة السورية.
اليوم، يمتلك غسان عبود 149 شركة، ويعمل لديه 4800 موظف، منهم 3000 في الإمارات و1700 في دول أخرى، بما في ذلك أستراليا. يقول عبود: «أنا لا أتوقف عن العمل، كل شهر أفتتح مشروعاً جديداً في الإمارات، سواء كان محطة لوجستية أم صيدلية أم سوبر ماركت».
ويضيف: «بدأت بتجارة السيارات وقطع الغيار، وبحلول عام 2004 أصبحت أحد أكبر موردي السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. اليوم، لديّ استثمارات في قطاعات متنوعة مثل الضيافة عبر سلسلة فنادق «كريستال بروك كوليكشن»، وسلسلة سوبر ماركت «جرانديوس» التي تضم أكثر من 50 فرعاً، بالإضافة إلى مشاريع في قطاعات العقارات والخدمات اللوجستية».
تحدث غسان عبود عن بداياته المتواضعة في الإمارات، حيث يقول: «جئت إلى هذه البلاد ومعي 80 دولاراً فقط في عام 1992. كانت البداية صعبة، لكن اليوم، بعد رحلة كفاح طويلة، وصلت إلى ما أنا عليه الآن: وأصبحت ثروتي تقدر بملياري دولار».