استلمت سوريا أمس الأربعاء شحنة جديدة من عملتها المحلية المطبوعة في روسيا، مع توقعات بوصول شحنات أخرى مستقبلاً، ما يعكس تحسن العلاقات بين البلدين، حسب ما أفاد مسؤول حكومي لرويترز.
وقد بدأت سوريا في دفع أموال لروسيا لطباعة عملتها بموجب تعاقد معها بملايين الدولارات خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاماً، وذلك بعد فسخ عقد سابق بين دمشق وشركة تابعة للبنك المركزي النمساوي بسبب العقوبات الأوروبية.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الترتيب لا يزال مستمراً بالشروط نفسها، وقال مصدر مطلع على العقد إنه كذلك.
وقد استمر الدعم الروسي لسوريا، حتى بعد الإطاحة ببشار الأسد، وذلك للحفاظ على المصالح الروسية المتمثلة في وجود قواعد عسكرية على الساحل السوري، مع تعزيز العلاقات عبر زيارات دبلوماسية واتصالات رفيعة المستوى.
تعد شحنات العملة مهمة جداً لسوريا. وتراجع اقتصاد البلاد الذي دمرته الحرب بشكل أكبر في الأشهر القليلة الماضية؛ بسبب نقص في العملة الذي عزاه مسؤولون سوريون لأسباب من بينها تأخر شحنات العملة من روسيا.
ويجد المودعون في سوريا صعوبة في صرف مدخراتهم بسبب الأزمة النقدية، وزادت الضغوط على الشركات المحلية التي تعاني بالفعل من منافسة جديدة من الواردات الرخيصة بعد أن فتح حكام البلاد الجدد الاقتصاد الذي كان يحد من الاستيراد بسياسات حمائية.
وقالت مصادر لرويترز إن زيادة مقررة لمرتبات موظفي القطاع العام بنسبة 400% لم تتم ولم تمول قطر هذه الزيادة بسبب الغموض حول العقوبات الأميركية وسياسة الرئيس دونالد ترامب حيال سوريا.
ويعتقد خبراء الاقتصاد أن نقص السيولة في سوريا هو السبب الرئيس وراء ارتفاع قيمة العملة في السوق السوداء في الأشهر التي أعقبت سقوط الأسد، وساعد على ذلك أيضاً تدفق زوار من الخارج وإنهاء الضوابط الصارمة المفروضة على التجارة بالعملات الأجنبية.
من جانبها، صرحت محافظة البنك المركزي السوري ميساء صابرين لرويترز في يناير أنها تريد تجنب طباعة الليرة للحد من التضخم.
وقال مصدران لرويترز في وقت سابق إن احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي تبلغ نحو 200 مليون دولار فقط في انخفاض حاد عن 18.5 مليار دولار قدر صندوق النقد الدولي أنها كانت لدى البنك في 2010 قبل عام من اندلاع الحرب الأهلية.