صوّت عمال مصنع بوينغ في «إيفريت» بالرفض على أحدث عرض عقد قدمته الشركة لإنهاء الإضراب الذي بدأ منذ 6 أسابيع، والذي أوقف إنتاج الطائرات الأكثر مبيعاً لدى عملاق الطيران.
وقال زعماء النقابات المحلية في سياتل إن 64% من أعضاء الجمعية الدولية لعمال الماكينات والطيران الذين أدلوا بأصواتهم يوم الأربعاء صوتوا ضد قبول عرض العقد.
كان آخر إضراب لشركة بوينج في عام 2008 قد استمر ثمانية أسابيع وكلف الشركة نحو 100 مليون دولار يومياً، أما الإضراب الذي حدث في عام 1995 فقد استمر عشرة أسابيع.
تضمن العرض الأخير الذي رفضه العمال زيادة في الأجور بـ35% على مدى أربع سنوات. أما النسخة التي رفضها أعضاء النقابة عندما صوتوا لصالح الإضراب الشهر الماضي فقد تضمنت زيادة في الأجور 25% على مدى أربع سنوات.
قالت النقابة، التي طالبت في البداية بزيادة الرواتب 40% على مدى ثلاث سنوات : «إن الزيادات السنوية في العرض المعدل ستصل إلى 39.8%، عندما يتم جمعها».
من جهتها قالت إدارة عملاق صناعة الطيران العالمي: «إن متوسط الأجر السنوي لعمال الماكينات يبلغ حالياً 75608 دولارات».
في وقت مبكر من الإضراب، قدمت شركة بوينغ ما وصفته بأنه العرض الأفضل والنهائي، وتضمن الاقتراح زيادة الأجور 30% على مدى أربع سنوات.
أثار العرض المزعوم غضب زعماء النقابات؛ لأن الشركة أعلنت ذلك للعمال المضربين من خلال وسائل الإعلام وحددت مهلة قصيرة للتصديق.
تراجعت شركة بوينغ عن موقفها ومنحت النقابة مزيدًا من الوقت، ومع ذلك، أكد العديد من العمال أن العرض لم يكن جيدًا بما يكفي.
وسحبت الشركة العرض المقترح في التاسع من أكتوبر بعد انهيار المفاوضات، وأعلن الجانبان عن أحدث اقتراح يوم السبت الماضي.
متوسط الأجر السنوي لعمال الماكينات يبلغ حالياً 75608 دولارات
بوينغ
قال جون هولدن، رئيس نقابة (IAM District 751) في بيان صدر مساء الأربعاء: «بعد 10 سنوات من التضحيات، نحن نأمل في تحقيق العدالة، ذلك من خلال استئناف المفاوضات على الفور».
أضاف هولدن« هذه هي الديمقراطية في مكان العمل - وهي أيضًا دليل واضح على وجود عواقب عندما تسيء الشركة معاملة عمالها عامًا بعد عام».
بحسب عمال شركة بوينغ، فإن نقطة الخلاف كانت رفض الشركة استعادة خطة التقاعد التقليدية التي تم تجميدها قبل عقد من الزمان.
وقال لاري بيست، المنسق العام للإضراب : «كان ينبغي أن يكون معاش التقاعد على رأس الأولويات، لقد قلنا جميعًا إن هذه كانت أولويتنا القصوى، إلى جانب الأجور». وأضاف : «الآن هي الفرصة المثالية في وقت الذروة لاستعادة معاش التقاعد، وعلينا جميعًا أن نبقى في الإضراب ونتمسك بمواقفنا».
وشدد لاري على أن «خطة الرعاية الصحية أصبحت أكثر تكلفة ولن تكون مزايا المعاش المتوقعة كافية، حتى عند دمجها مع حساب التقاعد 401.
بدأ الإضراب في 13 سبتمبر وكان بمثابة اختبار مبكر لكيلي أورتبيرج،الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، الذي تولى المنصب في أغسطس.
وقال أورتبيرج في وقت سابق أمس:«إن بوينج بحاجة إلى تغيير ثقافي أساسي، وطرح خطته لإحياء شركة الطيران العملاقة بعد سنوات من الخسائر الفادحة والأضرار التي لحقت بسمعتها»
وكرر أورتبيرج في رسالة إلى الموظفين وفي مكالمة الأرباح «أنه يريد إعادة ضبط علاقة الإدارة بالعمال حتى لا يكونا منفصلين في المستقبل».
وأوضح أن قادة الشركة بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في مصانعهم لمعرفة ما يجري ومنع تفاقم المشكلات والعمل بشكل أفضل معًا لتحديد السبب الجذري وإصلاحه وفهمه.
نريد إعادة ضبط علاقة الإدارة بالعمال حتى لا يكونا منفصلين في المستقبل
رئيس بوينغ
تأتي المواجهة العمالية خلال عام صعب بالفعل بالنسبة لشركة بوينغ، والتي أصبحت محور تحقيقات فيدرالية متعددة بعد أن انفجرت لوحة باب طائرة 737 ماكس في أثناء رحلة لشركة ألاسكا إيرلاينز في يناير الماضي.
حرم الإضراب الشركة من الأموال التي تحتاج إليها بشدة والتي تحصل عليها من تسليم الطائرات الجديدة لشركات الطيران، وأعلنت الشركة أول أمس عن خسارة في الربع الثالث تجاوزت 6 مليارات دولار.
يشار إلى أن عمال الماكينات النقابيين المضربين هم من يقوم بتجميع طائرة 737 ماكس، طائرة الركاب الأكثر مبيعاً من بوينغ، إلى جانب طائرة 777 وطائرة الشحن 767 في مصانع في رينتون وإيفرت بولاية واشنطن.
في الأسابيع الأخيرة، أعلن أورتبيرج عن تسريحات واسعة النطاق للعمال (حوالي 17 ألف شخص) وخطة لجمع ما يكفي من النقود لتجنب إعلان الإفلاس.
لم تشهد شركة بوينغ عامًا مربحًا منذ عام 2018، وتمثل أرقام أمس الأربعاء ثاني أسوأ ربع في تاريخ الشركة، وبلغ إجمالي الإيرادات 17.84 مليار دولار، وهو ما يطابق تقديرات وول ستريت.
خسرت بوينغ 6.17 مليار دولار في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر، بخسارة معدلة بلغت 10.44 دولار للسهم.، وكان المحللون الذين استطلعت آراءهم شركة زاكس ريسرش Zacks Investment Research يتوقعون خسارة قدرها 10.34 دولار للسهم.
10 سنوات من التضحيات، نحن نأمل في تحقيق العدالة، ذلك من خلال استئناف المفاوضات على الفور
نقابة (IAM District 751)
تكشف ميزانية بوينغ عن تحمل ديوناً بقيمة 58 مليار دولار، وفي هذا الإطار قال المدير المالي براين ويست: «إن الشركة لن تحقق تدفقات نقدية إيجابية حتى النصف الثاني من العام المقبل».
تدهورت أحوال شركة بوينغ بعد تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس في أكتوبر 2018 ومارس 2019؛ ما أسفر عن مقتل 346 شخصًا.
وتجددت المخاوف المتعلقة بالسلامة في يناير الماضي، عندما انفجرت لوحة من طائرة ماكس في أثناء رحلة لشركة ألاسكا إيرلاينز.