logo
شركات

بعضها يطير مجددا.. كيف تبدأ الطائرات المتقاعدة رحلتها الجديدة؟

بعضها يطير مجددا.. كيف تبدأ الطائرات المتقاعدة رحلتها الجديدة؟
طائرات شركة «لوفتهانزا» الألمانية متوقفة على أرض مطار فرانكفورت بسبب إضراب نظمته نقابة «فيردي» في مارس 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:15 مارس 2025, 10:44 ص

حياة بعد الموت.. هذا هو مصير الطائرات التي يتم التخلص منها من قبل شركات الطيران. بعض الطائرات، التي يتم شراؤها من قبل شركات طيران في دول فقيرة، ستطير مجددًا. لكن العديد منها سيُفكك بالكامل، ويُباع كقطع غيار. 

ويُعد هذا التدوير أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية صناعة النقل الجوي، كما يوضح تقرير «ذا إيكونوميست».

في صباح أحد أيام الاثنين الجميلة في أبريل 2024، تتجه طائرة بوينغ (747-400) تابعة لشركة «إير إنديا»، والمعروفة باسم «أغرا»، إلى المدرج 27 في مطار بومباي، ثم تبدأ في التوجه للإقلاع.

بينما تغادر الطائرة الأرض، وتبدأ في الارتفاع فوق المدينة المزدحمة، تبدو للحظة وكأنها تتمايل بشكل مقلق نحو اليسار ثم نحو اليمين، قبل أن تستقر وترتفع في السماء فوق بحر العرب.

قبل ذلك، كانت «أغرا» قد نقلت عائلات إلى أحبائهم، وطلاباً إلى حياتهم الجديدة، ومديرين إلى أسواق جديدة.

حملت على متنها رؤساء وزراء إلى القمم، وحجاجاً إلى مكة، وأعادت مواطنين عالقين خلال جائحة كوفيد-19. في المجموع، وعلى مدار سبع سنوات، قامت بأكثر من 13,000 رحلة، وسجلت 63,120 ساعة في السماء.

أخبار ذات صلة

الإمارات تطلق قريبا ممرات التاكسي الجوي وطائرات الشحن المسيرة

الإمارات تطلق قريبا ممرات التاكسي الجوي وطائرات الشحن المسيرة

وفي أحد أيام أبريل 2024، كانت الطائرة متجهة إلى وجهتها الأخيرة: روسويل، في نيو مكسيكو، في صحراء الجنوب الغربي للولايات المتحدة. وهناك، بين الصبار وبعض الكائنات الغريبة، هي الآن راسية. لكن «أغرا» ستعيش حياة ثانية بعد الموت، وهو أمر أساسي لضمان استمرارية الطيران العالمي.

تقوم شركات الطيران بتجديد أسطولها بشكل مستمر لأسباب لا تتعلق بالضرورة بصلاحية الطائرات للطيران. في الواقع، كان بإمكان طائرة بوينغ (747-400) مثل «أغرا» أن تطير ضعف ساعاتها الحالية، وتقوم بما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الرحلات قبل أن تبدأ هيكلتها في إظهار علامات الشيخوخة. قد يبدو هذا غير منطقي بالنسبة لصناعة ذات هوامش ربح ضيقة، وغالباً ما يُتهم بعضها بعدم مراعاة البيئة، إلا أن هذا القرار مدفوع بحسابات تجارية عملية جداً.

تُوقف شركات الطيران تشغيل طائرات معينة؛ بسبب توقعات الركاب ومتطلبات التكلفة. قد يفاجئ هذا الركاب الذين اعتادوا على المقاعد الضيقة، ولكن رفاهية الركاب أصبحت أكثر أهمية مع التحسينات التكنولوجية الحديثة. فمثلًا، تتميز الطائرات الحديثة مثل بوينغ (787) دريملاينر وإيرباص (A350) بأنها أقل ضوضاء وأكثر استقراراً في أثناء الاضطرابات الجوية. كما يمكنها تحمل معدلات رطوبة أعلى؛ ما يقلل من مخاطر الجفاف للركاب، وتوفر ضغطاً هوائياً أكثر شبهاً بالظروف الأرضية.

وتعتبر الطائرات الجديدة أيضاً أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وهو العنصر الأكثر تكلفة لشركات الطيران. فتُسهم المحركات الأقل استهلاكاً للوقود وتصميمات الهياكل الخفيفة مثل الألياف الكربونية في تقليل المصاريف، حيث يُقال إن طائرة إيرباص (A350) تستهلك 25% وقوداً أقل لكل راكب مقارنة بأسلافها.

ثم هناك الحسابات المحاسبية المعقدة التي تتعلق بشراء الطائرات واستهلاكها، حيث تقرر بعض شركات الطيران التخلص من الطائرات عندما تبدأ تكاليف الصيانة أو الزيارات الدورية في التفوق على قيمتها السوقية.

مشاريع متنوعة

بعد التقاعد، تصبح الطائرات جزءاً من مشاريع متنوعة. بعضها يُعاد تحويله إلى فنادق أو أماكن إقامة، مثل فندق «جومبو ستاي» في السويد الذي يحتوي على طائرة بوينغ (747) تم تحويلها إلى فندق. وبعضها يُستخدم لأغراض اجتماعية، مثل الطائرة (737) التي تحولت إلى مكتبه في حي فقير في مكسيكو سيتي. وهناك أيضاً طائرات تستخدم في مشاريع علمية، أو تحطمت عمداً لتوثيق تأثير الحوادث.

أخبار ذات صلة

«بوينغ» تحت المجهر بعد تحطم طائرة كوريا الجنوبية

«بوينغ» تحت المجهر بعد تحطم طائرة كوريا الجنوبية

لكن معظم الطائرات المتقاعدة، مثل «أغرا»، تنتهي في صحاري جنوب غرب الولايات المتحدة، حيث تُخزن في مناطق صحراوية مثالية لذلك. المناخ الجاف والحار في هذه المناطق يساعدان في حفظ الطائرات وتجنب التآكل الناتج عن الرطوبة.

تُخزن الطائرات في أماكن مثل مطار مقاطعة بينال في ولاية أريزونا الأميركية، حيث يتم صيانتها وإعادة تدوير قطعها لتعود للطيران مجددًا، سواء عبر بيع الأجزاء أو إعطائها حياة جديدة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC