تعتزم شركة «ماكدونالدز» للوجبات السريعة، تحويل مطاعمها وعددها 43 ألفاً، إلى مطاعم تكنولوجية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بمساعدة شركة «غوغل» في خطوة تهدف للتحديث بعد عام من تباطؤ المبيعات.
وتهدف شركة البرغر العملاقة، إلى تقليل المشكلات التي تتراوح بين الآلات المعطلة والطلبات الخاطئة، وفقًا لبراين رايس، كبير مسؤولي المعلومات في الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقرًا لها.
ولتحقيق ذلك، استعانت «ماكدونالدز» بخدمة (Google Cloud) في أواخر عام 2023 لتوفير المزيد من قوة الحوسبة لكل مطعم من مطاعمها، مما يمنحها القدرة على معالجة البيانات وتحليلها في الموقع.
وقال رايس إن هذا الإعداد، المعروف باسم الحوسبة الطرفية، يمكن أن يكون خياراً أسرع وأرخص من إرسال البيانات إلى السحابة، خاصة في المواقع البعيدة التي لا تتمتع باتصالات سحابية موثوقة، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
رايس أوضح أن الحوسبة المتطورة ستتيح تطبيقات مثل التنبؤ بموعد تعطل معدات المطبخ بعد تركيب أجهزة استشعار فيها، ما يغذي البيانات إلى نظام الحوسبة المتطورة.
وقال إن ماكدونالدز تستكشف أيضًا استخدام ميزة التعرف على الوجه في الكاميرات المثبتة في المتاجر لتحديد ما إذا كانت الطلبات دقيقة قبل تسليمها إلى الزبائن.
وبدأت الشركة في طرح الحوسبة المتطورة في بعض المطاعم الأميركية في عام 2024، وتخطط لإدراج المزيد هذا العام. ورفضت الشركة الإفصاح عن عدد المطاعم التي لديها حالياً اتصال سحابي متطور، ومتى ستكتمل العملية.
رايس أشار إلى أن شركة البرغر العملاقة تتطلع أيضا إلى إنشاء «مدير افتراضي يعمل بالذكاء الاصطناعي»، والذي يتولى المهام الإدارية مثل جدولة المناوبات نيابة عن المديرين. وقد استكشفت مطاعم بيتزا هت وتاكو بيل التابعة لعملاق الوجبات السريعة Yum Brands قدرات مماثلة.
تأتي هذه الاستثمارات في وقت مهم بالنسبة لماكدونالدز، التي كانت مبيعاتها في الولايات المتحدة بطيئة في يناير الماضي، خاصة في الولايات المتحدة، وهو ما يعكس الركود الأوسع نطاقاً في صناعة الوجبات السريعة.
والشهر الماضي، أعلنت «ماكدونالدز»، عن إيرادات فصلية دون التوقعات، متأثرة بانخفاض غير متوقع في المبيعات داخل أميركا، بعد تفشي بكتيريا إي كولاي في الأسابيع الأولى من الربع الرابع. وتراجع سهم الشركة بأقل من 1% في تعاملات ما قبل السوق.
وسجلت الشركة ربحية للسهم عند 2.83 دولار، متوافقة مع التوقعات، فيما بلغت الإيرادات 6.39 مليار دولار مقابل 6.44 مليار دولار متوقعة. وحققت صافي دخل قدره 2.02 مليار دولار، أو 2.80 دولار للسهم، مقارنة بـ 2.04 مليار دولار، أو 2.80 دولار للسهم، في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.
تأتي هذه النتائج في وقت تحاول فيه ماكدونالدز تعزيز جاذبيتها لدى المستهلكين، بعد تأثرها بارتفاع معدلات التضخم وتداعيات الصراع في الشرق الأوسط وتباطؤ تعافي النمو في الصين.
وفقًا لخوسيه جوميز، المدير الإداري لتجارة التجزئة والسلع الاستهلاكية في غوغل كلاود، تُعد ماكدونالدز من أوائل المحركين في صناعتها عندما يتعلق الأمر باستخدام الحوسبة المتطورة، ولكنها ليست الوحيدة.
وبالإضافة لحل مشكلات الطلب والأعطال، توفر هذه الآليات لماكدونالدز كماً هائلاً من البيانات والصور التي جمعتها عن عملائها، ما يمنح عملاق الوجبات السريعة ميزة معرفة كيفية تحسين ولاء العملاء، وتخصيص العروض والإعلانات عن طريق معرفة بيانات الشراء السابقة والتفضيلات للعملاء، وفق «وول ستريت جورنال».
ومن المتوقع أن يتم استخدام هذه التقنية في أي قطاع له مواقع مادية موزعة، بما في ذلك المستشفيات والمصانع.
وقال سانديب أوني، محلل البيع بالتجزئة في شركة (Gartner) لأبحاث السوق واستشارات تكنولوجيا المعلومات، إنه على الرغم من ميزة السبق، ستظل «ماكدونالدز» تواجه تحديات تشمل التكلفة وصعوبة تطبيق نفس التكنولوجيا في جميع الفروع والمواقع المملوكة للشركة. ورفضت ماكدونالدز الإفصاح عن المبلغ الذي تنفقه على مبادراتها التكنولوجية.