موجة شراء واسعة لـ«بيتكوين» بعد اختيار أتكينز
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنه سيرشح بول أتكينز لرئاسة هيئة الأوراق المالية والبورصات خلفاً لغاري غينسلر، المقرر أن تنتهي ولايته يوم 17 يناير المقبل؛ ما يضع أحد المحافظين البارزين ذوي الخبرة في واشنطن على رأس الهيئة التنظيمية الرئيسة في «وول ستريت».
يعد تعيين أتكينز، المحامي والمسؤول السابق في هيئة الأوراق المالية والبورصات الذي دعا إلى إلغاء العديد من القيود التنظيمية، أمراً مرحباً به في «وول ستريت» وصناعة العملات المشفرة.
كما أدى إعلان اختيار أتكينز (المؤيد للتشفير) رئيساً للهيئة خلفاً لغاري غينسلر (المناهض للتشفير) إلى موجة محمومة من الارتفاعات للأصول المشفرة.
إلى ذلك لن تكون «وول ستريت» بعيدة عن حالة التفاؤل التي تسود سوق التشفير، حيث انتقد أتكينز إجراءات الإنفاذ المفرطة التي اتخذتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في «وول ستريت»، مؤكداً أنها أضرت بالمساهمين.
يعد بول أتكينز، المفوض السابق في هيئة الأوراق المالية والبورصات، شخصية معروفة في الدوائر القانونية المحافظة، وكان مفوض الهيئة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وفي إعلانه عن قراره، كتب ترامب عبر منصة «تروث سوشيال»: «أتكينز كان زعيما أثبت جدارته في مجال التنظيم المالي».
يشغل أتكينز حالياً منصب الرئيس التنفيذي لـ«باتوماك غلوبال بارتنرز»، وهي شركة استشارية لإدارة المخاطر والاستراتيجيات مقرها واشنطن، أسسها في عام 2009.
عارض أتكينز ما رآه من زيادات غير منتجة في الإشراف على صناديق التحوط، وضوابط التدقيق الداخلي وقواعد تداول الأسهم المعروفة باسم (Reg NMS)، وذلك حينما اختاره الرئيس بوش ليكون أحد المفوضين الخمسة المعينين سياسياً في الهيئة، وهو الدور الذي شغله حتى عام 2008.
دوّن ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «أتكينز يؤمن بوعدنا أن أسواق رأس المال ستكون قوية ومبتكرة، وذلك كي تستجيب لاحتياجات المستثمرين، والتي توفر رأس المال لجعل اقتصادنا الأفضل في العالم».
أضاف الرئيس الأميركي المنتخب عبر منصته «تروث سوشيال»: «يدرك أن الأصول الرقمية والابتكارات الأخرى ضرورية لجعل أميركا أعظم من أي وقت مضى».
في المقابل أطلق غينسلر، الذي يترك منصبه في 20 يناير، أكثر من 40 قاعدة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتقليل المخاطر والقضاء على تضارب المصالح في «وول ستريت»، كما رفع دعوى قضائية ضد العديد من شركات التشفير التي زعم أنها لا تنتهك قواعد هيئة الأوراق المالية والبورصات.
كان أتكينز من بين كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأعمال في فريق استشاري قصير الأمد للرئيس ترامب في عام 2016، و اعتبره البعض منافساً لقيادة لجنة الأوراق المالية والبورصات حينذاك.
وصف أتكينز الافتقار إلى قوانين تشفير واضحة بأنه قضية أساسية يتعين على هيئة الأوراق المالية والبورصات معالجتها في إشارة إلى تغيير في الاتجاه نحو حل هذه القضايا في المستقبل.
كانت العملات المشفرة بقيادة «بيتكوين» حطمت مستويات قياسية عقب إعلان ترامب عن هذا الاختيار، لتصل «بيتكوين» إلى أعلى مستوى تاريخي جديد قرب مستويات 104 آلاف دولار.
وأشعل اختيار أتكينز حماسة المتداولين في سوق التشفير، بعد تعهدات ترامب الانتخابية بإقالة غاري غينسلر وتعيين آخر يدعم العملات المشفرة.
يأتي اختيار أتكينز بعد تاريخ من التصادم بين صناعات البنوك والعملات المشفرة مع أجندة هيئة الأوراق المالية والبورصات المثيرة للجدل تحت قيادة غينسلر.
من المتوقع أن يراجع أتكينز العديد من قواعد غينسلر وإجراءات التنفيذ التي تمر عبر المحاكم، ويتبنى لمسة أكثر ليونة في ما يتعلق بالعملات المشفرة، ويسعى إلى إجراء تغييرات في القواعد تهدف إلى تعزيز تكوين رأس المال.
ورحبت العديد من الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع التشفير باختيار أتكينز عبر منشورات متفرقة على منصة «إكس»، في حين حذرت البعض من أنه قد يكون متساهلاً للغاية مع «وول ستريت» والعملات المشفرة.
قال الرئيس التنفيذي لمعهد شركات الاستثمار، إريك بان، في بيان عبر «إكس»: «سجله المتميز وسنوات خبرته في الصناعة وتاريخ خدمته في هيئة الأوراق المالية والبورصات تجعله مرشحاً مؤهلاً للغاية».
بينما أكد كبير مسؤولي الشؤون القانونية والسياسات في مجلس التشفير للابتكار، جي كيم، في بيان عبر «إكس»: «هذا اختيار قوي ومتقدم، نتطلع إلى إدارة جديدة للهيئة تركز على تعزيز الابتكار المسؤول».