جاء ذلك وفقا لما كانت تشير إليه توقعات الأسواق على نطاق واسع، وجاء قرار بنك الصين الشعبي بتثبيت معدل الفائدة على تسهيلات الإقراض المتوسط وخفض السيولة المتاحة بالنظام المصرفي حتى بعد صدور بيانات التضخم الضعيفة التي سجلتها البلاد الشهر الماضي.
ما زلت أتوقع خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلةشانغ تشيوي
وكانت بيانات التضخم عادة ما تستدعي المزيد من التحفيز، مما يشير إلى حذر الصين تجاه التيسير النقدي مع تصاعد الضغوط على انخفاض قيمة اليوان.
وتجدر الإشارة إلى أن بنك الصين الشعبي قد قام بخفض معدلات الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسط الأجل آخر مرة بشهر أغسطس من العام الماضي، حيث تم تخفيضها من 2.65% إلى 2.5%.
وفي غضون ذلك، عبر بعض الاقتصاديين عن خيبة أملهم إزاء موقف بنك الشعب الصيني تجاه تكلفة الاقتراض للتسهيلات متوسطة الأجل.
وقال تشانغ تشيوي، كبير الاقتصاديين لدى شركة "بين بوينت أسيت مانجمنت" (Pinpoint Asset Management): "ما زلت أتوقع خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة".
وأضاف تشيوي: "لا يمكن للصين الاعتماد فقط على الصادرات لدعم اقتصادها، نحن بحاجة لفعل المزيد لتعزيز الطلب المحلي".
لا يمكن للصين الاعتماد فقط على الصادرات لدعم اقتصادها. نحن بحاجة لفعل المزيد لتعزيز الطلب المحليتشانغ تشيوي
ويواجه بنك الصين الشعبي مهمة متزايدة الصعوبة تتمثل في إدارة المخاطر الاقتصادية من ناحية والتعامل مع تداعيات اختلاف معدلات الفائدة لديه عن تلك الخاصة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من ناحية أخرى.
ويتم التراجع عن رهانات خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة مع بقاء التضخم ثابتا، ومع أن السياسة النقدية الأكثر مرونة ستساعد بدعم الاقتصاد ولكنها تؤدي أيضا إلى تفاقم ضعف العملة وهروب رأس المال.
يذكر أن سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسط الأجل لدى بنك الصين الشعبي هو سعر فائدة قياسي يمكن للبنوك في الصين استخدامه لاقتراض أموال من بنك الصين الشعبي لفترة تتراوح من 6 أشهر إلى سنة واحدة، كسيولة متوسطة الأجل للبنوك التجارية.
وعادة ما يكون سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسط الأجل أعلى من سعر الإقراض القياسي، مما يشجع البنوك على استخدام التسهيل فقط عندما تواجه نقصا في الأموال.
وفي غضون ذلك وفي إشارة إلى نيته للمساعدة في التعافي الاقتصادي حديث العهد دون زيادة الضغط على اليوان، جدد البنك المركزي الصيني قرضاً سياسياً رئيسياً مع الاحتفاظ بتكلفة الاقتراض كما هي.
ووفقا لبيان البنك قدم بنك الشعب الصيني 125 مليار يوان (17.3 مليار دولار) عبر تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل يوم الأربعاء، وهو ما يعادل مبلغ قروض مماثلة مستحقة هذا الشهر، كما أبقى سعر الفائدة على القرض لأجل عام ثابتاً عند 2.5%، تماشياً مع تقديرات استطلاع إس آند بي غلوبال.
أبقى البنك سعر الفائدة دون تغيير نظراً لاستقرار البيانات الاقتصادية فيما لا يزال اليوان تحت الضغطمينغ مينغ
قال مينغ مينغ، كبير الاقتصاديين بشركة "سيتيك سيكيوريتيز" (Citic Securities)، إن "البنك المركزي جدد القروض نظراً لاستقرار السيولة بشكل عام والإصدار المنتظر للسندات الحكومية الخاصة طويلة الأجل".
وأضاف كبير الاقتصاديين بشركة "سيتيك سيكيوريتيز" (Citic Securities): "أبقى البنك سعر الفائدة دون تغيير نظراً لاستقرار البيانات الاقتصادية فيما لا يزال اليوان تحت الضغط".
تعتبر خطوة بنك الشعب الصيني الاستباقية علامة على أن القادة في الصين يعتمدون أكثر على التحفيز المالي لتحقيق هدف النمو الطموح البالغ نحو 5% هذا العام.
وجاء تجديد القروض بعد تقلص مؤشر الائتمان واسع النطاق لأول مرة الشهر الماضي، مما يبرز التحديات التي تواجهها بكين لتعزيز الاستثمار والاستهلاك.
كما يبرز قرار الحفاظ على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل المخاوف بشأن احتمالية تسبب التيسير النقدي الجديد في إضعاف اليوان ومفاقمة هروب رؤوس الأموال، نظراً لوجود فجوة واسعة بالفعل بين عوائد السندات الأميركية والصينية.
وتراجعت العملة الصينية بنحو 2% مقابل الدولار الأميركي في السوق المحلية منذ بداية هذا العام.
وجاء قرار تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل قبل يومين من الموعد المقرر لإصدار وزارة المالية الدفعة الأولى من السندات السيادية الخاصة طويلة الأمد بقيمة تريليون يوان، وهو رابع طرح من نوعه خلال 26 عاماً.