وعكست أسعار الذهب اتجاهها الهابط مطلع الأسبوع بعدما تكبدت 32 دولاراً دفعة واحدة، لترتفع بنهاية تعاملات أمس الثلاثاء، بفضل رهان المستثمرين على بيانات الوظائف الضعيفة التي ترجح سيناريو الركود التضخمي.
الذهب يعتمد على البيانات في الوقت الحاليكايل رودا
وبحلول الساعة 7:00 صباحا بالتوقيت العالمي غرينتش، ارتفع المعدن الأصفر 5 دولارات للأونصة، وصولاً إلى مستويات 2365 دولارا للأونصة للعقود الآجلة تسليم يونيو.
كما زادت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بحوالي 3 دولارات للأونصة، وصولاً إلى مستويات 2360 دولاراً للأونصة، بزيادة 0.15%.
وزادت أسعار الذهب 17 دولاراً في نهاية تعاملات الثلاثاء، مع تحول تركيز المستثمرين إلى تقارير التضخم الرئيسة، والتي قد تقدّم المزيد من الرؤى حول وتيرة وحجم تخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وكانت أسعار الذهب أنهت تعاملاتها أول أمس الاثنين على تراجع بنحو 32 دولاراً، وسجلت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي أفضل أداء منذ أوائل أبريل بعد بيانات اقتصادية أميركية عززت الرهانات على خفض سعر الفائدة.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو 0.72%، أو ما يعادل 16.9 دولار، لتصل إلى 2359.90 دولار للأونصة.
يتوقع المتعاملون أن يبدأ البنك المركزي الأميركي في تيسير السياسة النقدية في سبتمبراستطلاع فيدرالي نيويورك
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركية ارتفاع أسعار الجملة في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع في شهر أبريل، ما يرجح احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في وقت قريب.
وكشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين - وهو مقياس لما يتلقاه المنتجون مقابل السلع- 0.5% خلال شهر أبريل نيسان، ما يزيد عن تقديرات وول ستريت البالغة 0.3%.
أدى تقرير الوظائف الضعيف الذي صدر الأسبوع الماضي، وتقرير الوظائف الأميركية الأقل من المتوقع لشهر أبريل، إلى زيادة التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.
ويبدو أن أسعار الذهب حالياً مدعومة بسيناريو مخاطر الركود التضخمي المستمر الذي يتجاهل التكلفة المرتفعة الكاملة للاحتفاظ بالذهب، إذ تراهن الأسواق على أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيس مرتين هذا العام، بدءا من سبتمبر.
إذا بدأ مؤشر أسعار المستهلكين في الانخفاض قليلا، فسيكون ذلك إيجابيا للذهبكايل رودا
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، في أحدث استطلاع له حول توقعات المستهلكين، إن المشاركين في الاستطلاع يتوقعون أن يصل التضخم بعد عام من الآن إلى 3.3% مقارنة بـ3% في مارس.
ووفق توقعات المشاركين في أحدث استطلاع لمجلس الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، من المتوقع أن يتراجع التضخم بعد ثلاث سنوات من الآن إلى 2.8%، ويتوقع المتعاملون أن يبدأ البنك المركزي الأميركي في تيسير السياسة النقدية في سبتمبر.
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالي في "كابيتال دوت كوم"، إن الذهب يعتمد على البيانات في الوقت الحالي، وأضاف: "إذا بدأ مؤشر أسعار المستهلكين في الانخفاض قليلا، فسيكون ذلك إيجابيا للذهب، لأنه في وضع رائع للاستفادة من تلك التحركات بالنظر إلى صموده في هذه المرحلة".
وأضاف رودا لرويترز: "إذا جاء مؤشر أسعار المستهلك أعلى من المتوقع، فسيؤدي ذلك إلى زعزعة جميع الأسواق والثقة في إمكانية خفض أسعار الفائدة".
إذا جاء مؤشر أسعار المستهلك أعلى من المتوقع، فسيؤدي ذلك إلى زعزعة جميع الأسواق والثقة في إمكانية خفض أسعار الفائدةكايل رودا
ويرى رئيس الفيدرالي جيروم باول أن سوق العمل الأميركي يتسم بالقوة في الوقت الحالي، وأن ما يتعرض له هو استعادة لمستوى التوازن، وقال: "إن السوق يعود لما كان عليه بسنوات قبل الوباء".
ولفت رئيس الفيدرالي إلى أن التحسن في سوق العمل يأتي بنحو تدريجي وسيؤثر على مستويات التضخم، وذلك على هامش الاجتماع السنوي لرابطة البنوك العالمية في أمستردام، وقال باول: "حالة الاقتصاد وسوق العمل الأميركي قوية".
وأضاف: "بيانات التضخم في الربع الأول وحتى الآن جاءت مخالفة للتوقعات، وكشفت عن تعثر في التقدم في معركة كبح جماح التضخم، ونحن على علم بأن المهمة ليست سهلة، وعلى الجميع التحلي بالصبر والسماح للسياسة النقدية بأن تقوم بعملها".
وتوقع رئيس الفيدرالي أن ينمو الاقتصاد الأميركي بـ2% وربما أكثر، وقال باول: "كل توقعات الركود الاقتصادي التي صدرت مع وصول معدل البطالة 3.9% غير دقيقة".
وبعد صدور تقرير مؤشر أسعار المنتجين يوم الثلاثاء، رأى التجار فرصة 60% لخفض سعر الفائدة في سبتمبر، مقارنة بفرصة بـ64% قبل التقرير، ومقابل 75% قبل شهر.
ووفقا لخدمة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي.إم.إي" عدل المتعاملون توقعاتهم لنسب خفض أسعار الفائدة هذا العام بسبب التضخم المرتفع.
ويتوقع المتعاملون الآن خفضاً بنحو 42 نقطة أساس على مدى العام، مقارنة بتوقعات في بداية العام بخفض يبلغ 150 نقطة أساس، وفقا لخدمة "فيد ووتش".