ويقول موقع "سيبيركوبا" المستقل: "إنها محاولة يائسة لزيادة عدد السياح". وخلال اختتام معرض السياحة الدولي في العاصمة هافانا، أعلن النظام الكوبي أنه سيتم الآن إعفاء الزوار الصينيين من تأشيرات الدخول إلى الجزيرة. وأوضحت صحيفة "غرانما" اليومية الرسمية للحزب الشيوعي الكوبي، أن القرار "يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين".
وفي اليوم نفسه، أعلنت شركة طيران الصين أنها ستستأنف خطها المباشر بين بكين وهافانا برحلتين أسبوعياً. وكان الاتصال بين البلدين قد بدأ في عام 2015، قبل أن ينقطع بسبب جائحة كوفيد-19.
وفي مقال آخر، قال موقع "سيبيركوبا"، نقلاً عن مسؤولة كبيرة في وزارة السياحة، إن "الهدف هو أن تصبح كوبا الوجهة المفضلة للسياح الصينيين في منطقة البحر الكاريبي".
ولكن هذا الهدف لا يزال بعيداً. فوفقاً للأرقام الرسمية، زار الجزيرة 18 ألف صيني فقط في عام 2023. وقبل الوباء، كان الصينيون يحتلون المركز الثالث عشر فقط بين السياح من جميع أنحاء العالم.
وتعتمد كوبا، التي تمر بأزمة اقتصادية خطيرة، تتسم بشكل خاص بنقص كبير في الغذاء والطاقة، على السياحة، التي تظل المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية، على الرغم من تضاؤلها.
ويبدو أنها تراهن على دول قريبة سياسياً: قبل الصين، حاولت الديكتاتورية الكوبية جذب السياح الروس. وعلّق الموقع المستقل "دياريود كوبا" بقوله :"إن السلطات تعتبر قطاع السياحة بمثابة طوق النجاة وشريان الحياة لهم".
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت السلطات الكوبية أنها منفتحة على الاستثمارات الروسية في قطاع السياحة. وفي الواقع، في الربع الأول من عام 2024، جاء السياح الروس في المركز الثاني (حوالي 67000)، لكنهم لا يزالون متخلفين كثيرًا عن السياح الكنديين (400000)، والأهم من ذلك أنهم لا يعوضون انخفاض عدد الزوار الأوروبيين.
أما الانفتاح على الصينيين، فله "طابع استراتيجي"، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الروسية الرسمية "سبوتنيك" عن مسؤول كوبي، وخاصة لمواجهة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة.
ومع ذلك، وفقاً لسيبيركوبا، فإن "العلاقات التجارية بين النظامين الشيوعيين، (كوبا والصين) وعلى الرغم من الروابط الأيديولوجية، أصبحت اليوم ضعيفة، وتتمثّل بإعلانات نوايا أكثر من المشاريع الملموسة". وفي وسائل الإعلام نفسها، كتب خبير اقتصادي: "يواجه قطاع السياحة الكوبي أسوأ أزمة في تاريخه، وهو لا يرفع رأسه". وفي عام 2023، انخفض عدد السياح إلى ما كان عليه في عام 2009.