توقفت الصين عن شراء الذهب للشهر الخامس على التوالي، في إشارة إلى تحول السيولة النقدية نحو دعم الاقتصاد عبر ضخ مليارات من الدولارات في قطاع المصارف لتنشيط وتحفيز النمو، ودعم شركات العقار المتعثرة في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
يأتي ذلك بينما تترقب الأسواق قرارات التحفيز الجديدة المرتقبة غداً الثلاثاء، فيما أظهرت بيانات رسمية صينية صدرت اليوم، إحجام البنك المركزي الصيني «بنك الشعب» عن شراء الذهب لتدعيم الاحتياطي الإستراتيجي للبلاد بعد عام ونصف العام من المشتريات المتواصلة.
أوضحت بيانات البنك المركزي أن احتياطي الصين من الذهب ظل دون تغيير عند 72.8 مليون أونصة بنهاية الشهر الماضي، في حين ارتفعت قيمة الاحتياطي إلى 191.47 مليار دولار من 182.98 مليار دولار في نهاية أغسطس.
ومن المرجح توقف بكين عن الشراء بسبب زيادة سعر المعدن النفيس في الآونة الأخيرة، جنباً إلى جنب، وتوجيه السيولة صوب دعم المصارف عبر ضخ سيولة يومية في الأسواق لتحفيز الاقتصاد وتدعيم خطة التحفيز الاخيرة.
ويتفق توجه المركزي الصيني مع تقديرات مجلس الذهب العالمي بأن المصارف المركزية سوف تُقلص مشترياتها خلال عام 2024 مقارنة بمستويات العام الماضي، لكنها ستظل أعلى من وتيرة الشراء في فترة ما قبل عام 2022.
ووفقاً لبيانات المركزي الصيني، استمر البنك في شراء الذهب على مدار 18 شهراً متتالياً حتى مايو الماضي قبل أن يتوقف عن الشراء منذ ذلك الحين.
بعد أسبوعين فقط على إعلان البنك المركزي الصيني عن إطلاق أضخم خطة تحفيز في البلاد منذ الجائحة، من المقرر أن تعقد الهيئة العليا للتخطيط الاقتصادي غداً الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً لمناقشة حزمة من السياسات الرامية لتعزيز النمو الاقتصادي.
يأتي ذلك بينما يترقب المستثمرون والاقتصاديون هذا المؤتمر الصحفي عن كثب منذ الإعلان عنه، إذ أطلقت بكين حزمة موسعة من إجراءات التيسير النقدي ودعم القطاع العقاري قبل بدء العطلة.
تحولت الرؤية القاتمة تجاه الاقتصاد الصيني إلى أخرى إيجابية بعدما أعلن البنك المركزي في الأسبوع قبل الماضي عن إطلاق خطة للتحفيز تشمل خفض الفائدة وضخ السيولة وخفض الاحتياطي الإلزامي للبنوك، وهي الخطة التي وصفها البنك بالأكبر منذ الجائحة.
وانعكاساً لحالة التفاؤل جراء خطة التحفيز، جنباً إلى جنب والقرارات المرتقبة غداً، قال بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة الأسبوع الماضي وفقاً لمورنينغ ستار: «إن عمليات تخصيص الاستثمارات من قبل صناديق التحوط في الأسهم الصينية تسارعت بوتيرة حادة في الأسهم الصينية».
بينما قال بنك «بي إن واي ميلون» في مذكرة، بحسب بيزنس إنسايدر: «تشير مكاسب المؤشرات الرئيسة إلى أن المستثمرين العالميين يبحثون عن فرص جديدة في الصين، في إشارة إلى أن إقبال المستثمرين العالميين على أسهم الصين يعكس تفاؤلاً أوسع نطاقاً بشأن المستقبل الاقتصادي للبلاد».