وشهد الين الياباني نزولاً كبيراً مقابل الدولار الأميركي في الأسابيع الأخيرة ليتجاوز مستويات الـ 160 يناً للدولار لفترة وجيزة في الأسبوع قبل الماضي للمرة الأولي منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ليتدخل المركزي الياباني عبر شراء العملة بما يعادل 60 مليار دولار وهو ما عدل مسار الين الهابط وصولا إلى مستويات 153 يناً للدولار، إلا أن الين عاد للهبوط بنهاية تعاملات الأسبوع وصولا إلى مستويات 157.3 ين للدولار.
اليابان مستعدة لاتخاذ الإجراء المناسب في حالة حدوث تحركات مفرطة في سوق العملاتكبير دبلوماسيي العملة في اليابان، ماساتو كاندا
وفي إشارة إلى تصريحات وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال الحدث ذاته بأن تدخل المسؤولين ينبغي أن يكون في أضيق الحدود، وعليهم أن يصدروا تحذيراً بطريقة مناسبة بشأنه عندما يلجأون إليه، قال ماتوسو: "أنا دائما على اتصال وثيق مع نظرائي في الخارج، وخاصة مع الولايات المتحدة".
وتعليقا على تصريحات الخزانة الأميركية قال ما توسو: "من البديهي أن ترغب الولايات المتحدة في أن يكون التدخل في أضيق الحدود، لكننا سنواصل اتخاذ التدابير الصحيحة في أي وقت بمقتضى الحاجة لذلك".
وأكد كبير مسؤولي العملة أن اليابان مستعدة لاتخاذ الإجراء المناسب في حالة حدوث تحركات مفرطة في سوق العملات.
وقال كبير ماتوسو: "أخبرت مجموعة السبع الكبرى أنه يجب عليهم الاستجابة بشكل مناسب لتحركات العملات الأجنبية غير المنتظمة المفرطة".
وأضاف ماتوسو: "إذا كانت هناك تقلبات مفرطة في أسعار العملات لها تأثير سلبي على الاقتصاد، فإن التدخل ضروري ومبرر".
إذا كانت هناك تقلبات مفرطة في أسعار العملات لها تأثير سلبي على الاقتصاد، فإن التدخل ضروري ومبرركبير دبلوماسيي العملة في اليابان، ماساتو كاندا
إذا لزم الأمر
وبعد نزول الين قرب قاع 3 أسابيع متجها صوب مستويات 160 يناً للدولار وهو أدنى مستوى في 34 عاما، قال ماتوسو: "اليابان على استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة في أي وقت إذا لزم الأمر".
وفشلت جولة من التدخلات حينما قام المركزي الياباني بضخ 60 مليار دولار في سوق الفوركس في الأسبوع الماضي لوقف خسائر الين التي فاقمت تراجعاتها من تباطؤ النمو الاقتصادي واتساع العجز التجاري.
وبعد النزول إلى مستويات دون 160 نقطة ارتفع الين مقابل الدولار إلى مستويات 153 يناً للدولار قبل أن ينزل من جديد خلال التعاملات المبكرة اليوم إلى مستويات 157.2 ين للدولار.
وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى في 10 أيام مدعوما بتوقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول عند 5.5% متجاوزا مستويات الـ 105 نقطة.
ليس من المستبعد اتخاذ الحكومة اليابانية أي خطوات للاستجابة لتحركات الين بسوق العملات الأجنبية غير المنظمةوزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي
وفي غضون ذلك أكد وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الوزراء، عن قلقه إزاء الآثار السلبية لضعف الين، وتوابع الأمر فيما يتعلق بحوافز رفع الأجور.
وقال سوزكي: "نراقب في الحكومة عن كثب تحركات سوق العملات، مشيرا إلى أن قرارات السياسة النقدية تقع ضمن اختصاصات بنك اليابان".
وأضاف وزير المالية الياباني: "ليس من المستبعد اتخاذ الحكومة اليابانية أي خطوات للاستجابة لتحركات الين بسوق العملات الأجنبية غير المنظمة".
ضعف الين
وعبر كلمة معدة مسبقاً قال صانع السياسة النقدية في بنك اليابان أساهي نوجوتشي: "القوة غير المتوقعة في الاقتصاد الأميركي هي أحد الأسباب وراء ضعف الين حيث زادت من قوة الدولار الأميركي".
وأوضح نوجتشي أن السيناريو الرئيسي هو أن وتيرة رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في المستقبل من المرجح أن تكون بطيئة، لكن ذلك لا يزال يعتمد على البيانات الاقتصادية.
وقال صانع السياسة النقدية: "سوف يأخذ بنك اليابان في الاعتبار التضخم الناجم عن التكلفة وتعديل السياسات النقدية في حال أدى ارتفاع الأجور إلى ارتفاع الأسعار والتضخم".
القوة غير المتوقعة في الاقتصاد الأميركي هي أحد الأسباب وراء ضعف الين حيث زادت من قوة الدولار الأميركيصانع السياسة النقدية في بنك اليابان أساهي نوجوتشي
وتوقع نوجتشي أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تتجذر الدورة الإيجابية للأجور والتضخم في الاقتصاد الياباني، بينما تتزايد احتمالات الوصول إلى هدف التضخم 2% خلال عامين تقريبا.
ولفت نوجتشي بحسب البيان المنشور على موقع بنك اليابان المركزي إلى أن بعض الشركات تستفيد من ضعف الين الياباني في تحقيق زيادة بالإيرادات.
وقال نوجتشي: "قد يكون لضعف الين لفترة طويلة تأثيرات مختلفة على الاقتصاد الياباني، بما في ذلك على معدلات نمو الأجور ومعدلات التضخم".