وتراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوعين مواصلة الهبوط للجلسة الرابعة على التوالي في ظل تزايد قلق المستثمرين حيال موعد خفض أسعار الفائدة الأميركية وقوة أنشطة الأعمال في الولايات المتحدة، التي تمنح الفيدرالي فرصة أكبر للإبقاء على أسعار الفائدة مقيدة عند مستويات مرتفعة لفترة الأطول، وذلك بعدما أشارت البيانات إلى عدم تأثر النمو الاقتصادي بالفائدة المرتفعة.
استجابة الفيدرالي للتضخم الثابت ستتضمن الحفاظ على سعر الفائدة في الوقت الحالي، وتعكس أيضاً مناقشة احتمال حدوث زيادات أخرىمحضر الفيدرالي
تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو خلال تعاملات اليوم الجمعة إلى مستويات 2326.3 دولار للأونصة بتراجع في حدود 9 دولارات أو ما يعادل 0.25%.
ونزلت الأسعار الفورية للذهب في عقود التسليم اللحظي إلى مستويات 2325.48 دولار للأونصة قبل أن تعكس اتجاهها بحلول الساعة 5:30 صباحاً بالتوقيت العالمي غرينتش صعودا إلى مستويات 2335 دولاراً للأونصة.
عند نهاية تعاملات أمس الخميس تعرضت أسعار الذهب لخسائر عنيفة، حيث هبط الذهب في المعاملات الفورية 1.8% إلى 2336.39 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى له منذ 13 مايو.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.3% إلى 2337.2 دولار عند التسوية لتفقد 56 دولاراً دفعة واحدة، وذلك بعدما ارتفع المعدن الأصفر إلى مستوى قياسي عند 2454.2 دولار يوم الاثنين وصعد 14% منذ بداية العام.
ارتفاع الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة الأميركية أديا إلى جولة من جني الأرباح في الذهبالخبير الاستراتيجي في السلع الأولية لدى تي.دي سكيوريتيز دانيال غالي
ومما جعل الذهب أقل جاذبية، تقليص الدولار خسائره خلال اليوم مع تسارع أنشطة الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين خلال مايو مما يشير إلى انتعاش النمو الاقتصادي في منتصف الربع الثاني.
وقال الخبير الاستراتيجي في السلع الأولية لدى "تي.دي سكيوريتيز" دانيال غالي في مذكرة: "ارتفاع الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة الأميركية أديا إلى جولة من جني الأرباح في الذهب، لكن الانخفاض سيكون محدودا".
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أن استجابة السياسة النقدية في الوقت الحالي سوف تتضمن الإبقاء على سعر الفائدة القياسي عند المستوى الحالي.
وما دفع إلى تحول شهية المخاطر عن الذهب الذي لا يدر عائدا أن أعضاء اللجنة المفتوحة أشاروا إلى إلى مناقشات حول المزيد من الزيادات المحتملة في سعر الفائدة.
أظهرت أداة "فيد واتش" توقع الأسواق تثبيت الفيدرالي لتكاليف الاقتراض في اجتماعي يونيو ويوليو بنسبة 98.9% و88.9% على التوالي بعد محضر الفيدرالي الأميركي الأخير.
وفي الوقت ذاته، تراجع ترجيح المستثمرين لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر إلى 46.4% من 50.7% قبل أسبوع ومقابل 67% مطلع مايو الجاري.
أشارت رهانات المتداولين إلى تزايد الشكوك في أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة في عام 2024، ويتوقع حاليًا فرصة بنسبة 73% لخفض أسعار الفائدة بحلول نوفمبر.
أظهر محضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن استجابة الفيدرالي للتضخم الثابت ستتضمن الحفاظ على سعر الفائدة في الوقت الحالي، ولكنها تعكس أيضًا مناقشة احتمال حدوث زيادات أخرى.
وجاء في محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي: "أشار العديد من المشاركين إلى الرغبة في تشديد السياسة بشكل أكبر في حالة تجسد مخاطر التضخم بطريقة تجعل مثل هذا الإجراء مناسبًا".
هناك فرصة لانجراف أسعار الذهب مرة أخرى إلى مستويات الدعم حول منطقة 2300 دولار إذا استمر الدولار في الزخم الصعوديكبير محللي السوق في كيه سي إم تريد (KCM Trade) تيم ووتر
قال كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد (KCM Trade) تيم ووتر: "تعرضت أسعار الذهب لصدمة بعد أن ذكّر محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي المستثمرين بأن تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة كل البعد عن أن تكون وشيكة".
وقال لرويترز إن هناك فرصة لانجراف أسعار الذهب مرة أخرى إلى مستويات الدعم حول منطقة 2300 دولار إذا استمر الدولار في الزخم الصعودي.
وأضاف أن التوقعات على المدى المتوسط إلى الطويل لا تزال تبدو بناءة بالنسبة للذهب، لكن هذا يعتمد إلى حد كبير على أن تكون حركة السعر التالية أقل وليست أعلى من بنك الاحتياطي الفيدرالي.