وتتجه الأسهم الأوروبية لتسجيل أكبر نسبة انخفاض أسبوعية في أكثر من خمسة أسابيع بوقت ظهرت فيه مؤشرات على استمرار ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وتعافي اقتصاد منطقة اليورو مما قلص آمال تنفيذ بنوك مركزية كبرى خفض أسعار الفائدة هذا العام.
خفض أسعار الفائدة أمر محتمل باجتماع البنك في الشهر المقبل مع احتواء الارتفاعات السريعة في نمو أسعار المستهلكمحافظ المركزي الأوروبي كريستين لاغارد
تراجع مؤشر "يورو ستوكس 600" الأوسع نطاقا خلال تعاملات اليوم الجمعة، بحلول الساعة 10:30 بالتوقيت العالمي غرينتش 0.5% إلى 519.1 نقطة.
وانخفض مؤشر "فوتسي 100" البريطاني بنحو 0.4% إلى 8309 نقاط، وتراجع "داكس الألماني" 0.4% إلى مستويات 18618 نقطة.
وتزامنا هبط مؤشر "كاك 40 الفرنسي" 0.35 إلى مستويات 8080 نقطة، وتراجع "فوتسي إم أي بي الإيطالي" 0.4% ونزل مؤشر "ايبكس الإسباني" 0.75%.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني التي صدرت اليوم، هبوط مبيعات التجزئة 2.3% على أساس شهري في أبريل بعد تراجعها 0.2% في قراءة مارس المعدلة، ومقارنة بتوقعات انخفاضها 0.4% فقط.
وأشارت البيانات إلى انخفاض المبيعات 2.7% خلال أول 4 أشهر من العام، وذلك رغم ارتفاعها بنسبة 0.7% على مدار الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل.
وفي الوقت ذاته، أوضحت بيانات نهائية صدرت عن مكتب الإحصاءات الفيدرالي الألماني، انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في الربع الأول من العام مقارنة بالفترة المناظرة من العام الماضي، تماشياً مع القراءة الأولية.
لكن البيانات كشفت عن تعافي الاقتصاد الألماني مطلع العام الجاري مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% مقارنة بالربع الأخير من 2023، وذلك تماشياً مع القراءة الأولية أيضاً.
عملية الخفض يجب أن تكون تدريجية ولا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يتسرع فيهاعضو البنك المركزي الأوروبي مارتينز كازاكس
قالت محافظ البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في كلمة معدة للنشر مسبقا: "خفض أسعار الفائدة أمر محتمل باجتماع البنك في الشهر المقبل مع احتواء الارتفاعات السريعة في نمو أسعار المستهلك (أي التضخم) الآن إلى حد كبير".
وأضافت: "هناك احتمال قوي لبدء خفض الفائدة باجتماع يونيو، حيث يتعلق الأمر بما إذا كانت البيانات الواردة تعزز مستوى الثقة لدى أعضاء البنك المركزي الأوروبي في تحقيق هدف التضخم البالغ 2% على المدى المتوسط".
وأكدت ثقتها بأن التضخم تحت السيطرة، وأن توقعات المركزي الأوروبي للعام المقبل والعام الذي يليه تقترب حقا من الهدف، إن لم يكن عند هدف البنك المركزي الأوروبي نفسه، لذلك، أضافت لاغارد أن صناع القرار قد وصلوا بالفعل إلى مرحلة السيطرة على التضخم.
في الوقت ذاته، قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي مارتينز كازاكس، خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية: "عملية الخفض يجب أن تكون تدريجية ولا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يتسرع فيها".
وأوضح صانع السياسات الأوروبي مارتنيز كازاكس، أن السيناريو الأساسي هو أن المركزي الأوروبي يقترب تدريجيا من هدف التضخم البالغ 2%، وأضاف أن نهج الاعتماد على البيانات الاقتصادية الذي يتبعه البنك هو النهج المناسب حتى الآن.
وفي الوقت ذاته، أشارت عضو المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل، إلى أنه من المحتمل أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو، لكنها أردفت قائلة: "يجب النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية، نظرا لمخاطر التيسير قبل الأوان".
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني يواكيم ناجل: "خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقة".
خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقةيواكيم ناجل
قالت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا: "لا تزال هناك مخاطر صعودية على توقعات التضخم على المدى القريب من العوامل الجيوسياسية، حيث تشهد المؤشرات الرئيسية لاستمرار التضخم اعتدالا على نطاق واسع كما هو متوقع، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة.
ورغم انقسام الأعضاء، أبقى بنك إنجلترا على أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي، متفقا مع توقعات الأسواق والمحللين، متجنباً المجازفة بخفض مبكر لأسعار الفائدة رغم بيانات التضخم الأخيرة والتي جاءت إيجابية، مبقيا على تكلفة الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ 16 عاما.
وقال هيو بيل كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا: "موعد خفض أسعار الفائدة المصرفية لا يزال بعيدا بعض الشي، حيث إن خفض أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية لن يؤدي بالكامل إلى إلغاء الموقف التقييدي للسياسة النقدية".