logo
اقتصاد

تجارة "المناقلة" تعود بقوة وتهدد بتذبذبات حادة في الأسواق المالية

تجارة "المناقلة" تعود بقوة وتهدد بتذبذبات حادة في الأسواق المالية
محافظ "المركزي الياباني" كازو أويدا خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع السياسة النقدية في مقر البنك وسط العاصمة طوكيو في 26 أبريل 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:17 أغسطس 2024, 10:13 ص

رغم عودة سوق الأسهم العالمية وأغلب الأصول إلى الصعود وتسجيل ارتفاعات قوية خلال الأسبوع الماضي، بيد أن المخاوف من تكرار موجة بيع الأصول وتصفية المراكز لشراء الين الياباني عبر صفقات المناقلة (Carry Trade) لا تزال عالقة بالأذهان خوفاً من تكرار أحداث 5 أغسطس التي أطلق عليها "الاثنين الأسود"، وتنذر بعودة موجة تراجعات حادة وتذبذبات عالية في الأسواق المالية.

وخيمت ظلال كئيبة على الأسواق العالمية يوم الاثنين قبل الماضي، بسبب مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية بعد تقارير سلبية عن بيانات التوظيف الأميركية التي انخفضت إلى مستويات أقل من المتوقع لشهر يوليو، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات تقريبًا.

أخبار ذات صلة

ندوة جاكسون هول ومحضر اجتماع "الفيدرالي" يحددان مصير الأسواق

ندوة جاكسون هول ومحضر اجتماع "الفيدرالي" يحددان مصير الأسواق

إشارات السوق

وفقاً لبيانات التداول ومتابعة أسواق الفوركس، ما يحدث الآن من ارتفاع للأسهم العالمية، وأغلب الأصول تزامناً مع التراجعات الكبيرة التي يتعرض لها الين الياباني، الذي فقد ما يقرب من 6% منذ يوم 5 أغسطس الماضي.

ارتفع الين من مستويات 162 يناً للدولار إلى ما دون 142 يناً للدولار، والتي وصل إليها بعد رفع الفائدة وتأكيد محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا أن صناع السياسة النقدية منفتحون على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بعد زيادة مفاجئة بواقع 15 نقطة إلى 0.25% في اجتماع 31 يوليو الماضي.

وبعدما وصل الين إلى أعلى سعر هذا العام، جاءت تصريحات نائب محافظ البنك المركزي الياباني شينيتشي أوشيدا لتقلب الطاولة ويدخل الين من جديد في سلسلة من التراجعات، حتى وصل بنهاية تعاملات أمس إلى مستويات قرب 148 يناً للدولار.

حقق الين مكاسب قوية أمس الجمعة، مقلصًا أسوأ انخفاض أسبوعي له في ما يقرب من شهرين، إذ انخفض بأكثر من 1% مقابل الدولار، بعدما اقترب من مستويات 150 يناً للدولار خلال التعاملات.

الين ينخفض 6% بعد الوصول إلى أعلى سعر خلال 2024 دون مستويات 142 يناً للدولار.

بورصة طوكيو

البيع ع المكشوف

رصدت شركة "إيه تي إف إكس غلوبال ماركتس"، وهي شركة وساطة فوركس أسترالية عبر الإنترنت، ارتفاعًا بنسبة 30% إلى 40% في عمليات البيع على المكشوف بالين في الأسبوع الماضي.

كانت حصة كبيرة من الرهانات مدفوعة بصناديق التحوط وعملاء المستثمرين ذوي القيمة الصافية العالية وفقاً لبلومبرغ.

شهدت شركة "نومورا القابضة" أكبر شركة وساطة في اليابان، بدء مجموعة متنوعة من المستثمرين في اقتراض الين مرة أخرى لاستثمار العائدات في أماكن أخرى في أصول ذات عائد أعلى. 

ويشير هذا إلى أن العملاء من الشركات وصناديق التحوط، الذين كانوا من تجار الين المتحمسين، يعودون إلى هذه الصفقات.

أخبار ذات صلة

هل انتهى تصحيح الأسهم العالمية؟

هل انتهى تصحيح الأسهم العالمية؟

 ماذا نراقب

ينتظر المتداولون الحصول على مزيد من الوضوح بشأن تجارة المناقلة وبيع الين على المكشوف هذا الأسبوع مع خطاب محافظ بنك اليابان كازو أويدا أمام البرلمان في 23 أغسطس. 

 وأشار نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا إلى أن صناع السياسات لن يرفعوا أسعار الفائدة أكثر إذا كانت الأسواق المالية غير مستقرة، وهو ما جاء مناقضاً لتصريح أويدا عقب اجتماع البنك في 31 يوليو الماضي.

في الوقت ذاته، إذا بدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في خطابه في جاكسون هول المقرر 23 أغسطس أيضاً، الرهانات على أن البنك الفيدرالي سيخفف السياسة النقدية بنصف نقطة مئوية في سبتمبر، فقد يشجع المضاربون على مزيد من عمليات البيع في الين.

وإذا بدا أويدا متساهلاً بينما بدا باول متشدداً، فهذا يعني أن فروق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان ستظل مرتفعة، ما يغري المزيد من المستثمرين بالدخول في المناقلة.

صفقات الين القصيرة الأجل للأموال السريعة قد تم تصفيتها بالكامل على الأرجح، ولكن صفقات الأموال شبه السريعة، والأموال اللزجة لم تنته بعد.

بنك يو بي إس

مستويات مهمة

وقال محللون لدى "يو بي إس" في مذكرة نشرتها وسائل إعلام أميركية:" نصنف تجارة الين إلى ثلاث فئات هي الأموال السريعة، والأموال شبه السريعة، والأموال اللزجة". 

وأضاف محللو يو بي إس "نعتقد أن صفقات الين القصيرة الأجل للأموال السريعة قد تم تصفيتها بالكامل على الأرجح، ومن وجهة نظرنا، يجب أن يكون التراجع في المجموعتين الأخيرتين تدريجيًا، وليس بشكل غير منظم".

ومع التعافي الأخير للدولار الأميركي مقابل الين الياباني، ينبغي على المستثمرين أن يتطلعوا إلى بيع زوج العملات عند الارتفاعات فوق 147 يناً، نظرًا لتوقعاتنا التي تشير إلى انخفاضه على المدى الأبعد.

 4 تريليونات

تساعد العائدات الأعلى في بقية العالم على تضخيم جاذبية الاقتراض بثمن بخس بالين، إذ إن أسعار الفائدة في اليابان أقل بكثير من النظراء العالميين، ويبلغ متوسط سعر الفائدة في البنوك الكبرى 5% بينما في اليابان لا يتجاوز 0.25%.

وعلى مدار عقدين، تضخمت سوق المناقلة لتصل إلى 4 تريليونات دولار، إذ راهن المتداولون بمليارات الدولارات على ضعف الين، في ظل التوقعات بأن بنك اليابان سوف يبقي أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة للغاية كما كان الحال لمدة عقدين من الزمان.

 ولكن رفع أسعار الفائدة مرتين هذا العام لمكافحة التضخم الياباني أظهر مخاطر هذه الإستراتيجية، خاصة مع تصريحات المسؤولين بانفتاحهم على رفع إضافي خلال العام الجاري.

الاثنين الأسود

خلال سبع ساعات فقط، بلغت خسائر وول ستريت 870 مليار دولار، انخفض مؤشر داو جونز ألف نقطة، وستاندرد اند بورز سجل أسوأ أداء منذ 2022، وهبط بنسبة قاربت 3%، ومؤشر ناسداك هبط 6%، وهي أكبر وتيرة انخفاض منذ سبتمبر 2022.

وانخفض مؤشر نيكي 6%، وهو الأداء الأسوأ منذ 1987، في حين انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 7% ليكون إجمالي انخفاض المؤشرين خلال يوليو حوالي 20%، وبلغ إجمالي خسائر الأسهم اليابانية 570 مليار دولار. كما هوت بورصة تايوان لأدنى مستوى منذ 57 عاماً.

تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها خلال ستة شهور، إذ تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.1% منخفضاً إلى ما دون 500 نقطة، ومع اتساع الذعر الذي اجتاح أسواق الأسهم تراجع الذهب الملاذ الآمن 2.2%.

طالت الانهيارات سوق العملات الرقمية، إذ انخفضت بيتكوين 10.98%، لتصل إلى 54073 دولاراً، ما أدى إلى هبوط القيمة الإجمالية للعملات المشفرة بنحو 270 مليار دولار.

فهل عودة تجارة المناقلة لتطل برأسها من جديد ينذر بإعصار سيضرب أسواق المال، ويبخر الأصول في وقت ربما يتجاوز سبع ساعات الاثنين الأسود، وتمتد تأثيراته إلى بضعة أشهر وربما سنوات؟

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC