في ظل تزايد التوترات التجارية العالمية، برزت الرسوم الجمركية كإحدى الأدوات الاقتصادية الأكثر تأثيراً في الأسواق، لا سيما مع تحول النظام التجاري العالمي نحو الحمائية والصفقات الثنائية، ما يؤثر على تدفق الاستثمارات الدولية.
وأجمع خبراء، في قمة «المديرين التنفيذيين للاستثمار 2025» التي نظمها «بنك سنغافورة» في دبي، على أن التعريفات الجمركية أصبحت سلاحاً سياسياً بامتياز، مع تأثيرها المباشر على معدلات التضخم، وسلاسل التوريد، والقدرة التنافسية للأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء.
أوضح كبير استراتيجيي الاستثمار في (KKR) الاستثمارية بول ف. روبرتس، أن الاقتصاد العالمي ينتقل من مرحلة التعاون إلى التنافس بين القوى الكبرى، ما يعزز من التحديات أمام الأسواق الناشئة.
ولفت الخبراء إلى أن تزايد الاعتماد على التعريفات الجمركية كأداة سياسية قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التجارية، ما يرفع معدلات التضخم عالمياً.
وناقش الرئيس المشارك لمكتب الشؤون الحكومية في «غولدمان ساكس» ستيوارت جيمس، التأثير السلبي للرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على السلع المستوردة، على الشركات والمستهلكين من خلال زيادة الأسعار وتباطؤ سلاسل التوريد.
كما أشار إلى أن الاقتصادات الناشئة قد تكون الأكثر تضرراً؛ بسبب اعتمادها الكبير على التصدير والتجارة الخارجية.
وأوضح أن الأسواق الناشئة تواجه تحديات؛ بسبب التقلبات الاقتصادية وارتفاع أسعار الفائدة العالمية، لكنها في الوقت ذاته تقدم فرصاً استثمارية ضخمة، خاصة في القطاعات التكنولوجية والطاقة المتجددة.
رجح متحدثون استمرار ظاهرة زيادة الرسوم الجمركية والقيود التجارية ومساهمتها برفع الأسعار، ما يضع ضغطاً على الشركات والمستهلكين على حد سواء.
ولفتوا إلى أهمية تبنّي المستثمرين لاستراتيجيات استثمارية أكثر تنوعاً لمواجهة التقلبات.
مع تزايد المخاطر في الأسواق التقليدية، ركزت القمة على أهمية الاستثمارات البديلة، مثل العقارات، والبنية التحتية، والأسواق الخاصة.
أوضحت كبيرة مسؤولي الاستثمار في (M&G Investments) أن هذه الاستثمارات باتت ضرورية لتحقيق عوائد مستقرة في ظل اضطرابات الأسواق العامة.
أكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استثمارية ضخمة قد تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي.
وأشارت كبيرة استراتيجيي الاستثمار في «بلاكستون» جوان سيجال، إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح من الضروريات للمؤسسات الراغبة بالنمو ومواكبة التحولات المستقبلية.