من ساو باولو إلى بانكوك حتى جوهانسبرغ، تزدحم الشوارع بشكل متزايد بالسيارات الصينية الرخيصة، وسيارات الكروس أوفر وسيارات الدفع الرباعي التي تصنعها شركات مثل شركة «جريت وول موتور»، وشركة «بي واي دي»، و«شيري» للسيارات، وشركة «سايك موتور».
ومنذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة، استهدف إبعاد صناعة السيارات الصينية خارج الولايات المتحدة، لحماية الشركات الثلاث الكبرى في بلاده، لكن هذا لم يمنعها من السيطرة على بقية العالم.
ووفق تقرير لوكالة «بلومبرغ»، فإنه على الرغم من سياسات إدارة ترامب وفرض كندا والاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية الصنع، رحب المشترون في الأسواق الناشئة بالسيارات والشاحنات الصينية بأذرع مفتوحة، مما يشكل تهديداً جديداً لشركات صناعة السيارات العالمية المتعطشة للنمو.
في حين كان القادة في الولايات المتحدة وأوروبا قلقين منذ فترة طويلة من أن تصبح الصين بائعاً مهيمناً للسيارات الكهربائية، تُظهر بيانات جمعية صانعي السيارات الصينية أن السيارات التي تعمل بالوقود شكلت ما يقرب من 80% من إجمالي صادرات السيارات العام الماضي، وفق «بلومبرغ».
ولا تمتلك العديد من الأسواق في الدول النامية محطات شحن أو شبكة كهربائية موثوقة بما يكفي لدعم الطرازات الكهربائية بالكامل. لكن شركات صناعة السيارات الصينية وجدت في تلك الأماكن سوقاً جاهزة للسيارات التي تعمل بالوقود، والتي لم يعد بإمكانها بيعها في الداخل بكميات كبيرة.
ومن المتوقع أن ترتفع الحصة السوقية العالمية لشركات صناعة السيارات الصينية خارج الصين إلى 13% في عام 2030 من 3% اليوم، وفقاً لشركة (AlixPartners) بما في ذلك الصين، تقفز هذه الحصة العالمية إلى 33%، ومن المتوقع أن تصل إلى 39% في إفريقيا والشرق الأوسط بحلول ذلك الوقت.
وفي مؤتمر استضافته شركة «وولف» للأبحاث الاستثمارية في شهر فبراير الماضي، أقر رئيسا شركة «فورد موتورز» و«جنرال موتورز» بالضغوط التنافسية التي تتعرض لها الأسواق النامية.
وقال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة «فورد»، للمستثمرين: «عملياتنا في الخارج ملائمة للغاية، لكن الصينيين يأتون إلى تلك الأسواق الآن، ففي الأسواق الناشئة مثل الهند، وخاصة أميركا الجنوبية، يهيمن عليها الصينيون»، وفق ما نقلت «بلومبرغ».
فيما تنتهز «جنرال موتورز» لصناعة السيارات التي تتخذ من ديترويت مقراً لها الفرصة لتصدير الطرازات التي يصنعها مشروعها الصيني المشترك إلى الأسواق الناشئة مثل البرازيل.
وقالت الرئيسة التنفيذية ماري بارا، إن العمل مع صانعي السيارات الصينيين على بعض المنتجات يسمح لـ"جنرال موتورز" بالمنافسة بشكل أفضل في الأسواق التي يوجَد فيها الصينيون بشكل كبير، وفق «بلومبرغ».
جيري جان الرئيس التنفيذي لمجموعة «جيلي» للسيارات الصينية، أكد أن شركته ستعود إلى جنوب إفريقيا بعد ما يقرب من عقد من الزمان منذ خروجها من السوق.
وتقدم عملاق صناعة السيارات الصيني بالعديد من طلبات تسجيل العلامات التجارية الفرعية، أحدها يتضمن ريدارا، وهي علامة تجارية فرعية تركز على الشاحنات الصغيرة.
ووفق التقرير تمثل السيارات الصينية الصنع، في جنوب إفريقيا، ما يقرب من 10% من المبيعات، أو حوالي 5 أضعاف الحجم المباع في عام 2019.
وأوضح جان أن سوق جنوب إفريقيا يتماشى مع خطتهم التوسعية العالمية، وقد افتتحت جيلي مؤخرًا متجرين في أستراليا ونيوزيلندا.
وتُشكّل سوق أستراليا ونيوزيلندا نقطة انطلاق لاستراتيجية الصين العالمية، وقال جان :«هذا العام، سنُسرّع توسعنا في الأسواق الخارجية من خلال طرح سيارات فاخرة في أسواق مثل المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا».
ساعد التسويق الذكي أيضاً شركات صناعة السيارات الصينية في الحصول على مكانة متقدمة. ففي البرازيل، حيث أصبحت السيارات الصينية مألوفة على الطرقات مثلها مثل موديلات شيفروليه وتويوتا.
ويفتتح عملاق السيارات الصيني «بي واي دي» مصنعاً قيد الإنشاء في كاماكاري، بالبرازيل، وسيكون المصنع أول مصنع للسيارات الكهربائية للشركة خارج آسيا.
من المرجح أيضاً إطلاق سيارة جيلي X5، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات كهربائية، في جنوب إفريقيا، بعد أن وجدت مكاناً لها في سوق أستراليا ونيوزيلندا مع إطلاق العلامة التجارية هناك، وفق التقرير.
وستُطرح X5 في أستراليا ونيوزيلندا، وفقاً للتقارير، ببطارية 60.22 كيلوواط/ساعة، قادرة على قطع مسافة 430 كيلومتراً وفقاً لمعايير WLTP.
وفي تركيا، استحوذت العلامات التجارية الصينية على حصة 8% في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، بعد أن كانت لا شيء تقريباً في عام 2022.
واستحوذت في تشيلي، على ما يقرب من ثلث مبيعات السيارات لعدة سنوات متتالية.
وتصدر الصين عدد من السيارات أكثر من أي بلد آخر، وارتفعت صادراتها من سيارات الركاب بنسبة 20% تقريباً إلى 4.9 مليون سيارة في عام 2024 وحده، وفقاً لجمعية مصنعي السيارات الصينية مقارنة، بأقل من مليون سيارة في عام 2020.