الرسوم الجمركية تضرب مستقبل «تسلا» بالصين
سهم «تسلا» يخسر 38% منذ بداية عام 2025
وضعت الرسوم الجمركية علاقة الحليفين ترامب وماسك على منعطف جديد، إذ لم تكن علاقة الرئيس الأميركي بأغنى رجل في العالم جيدة خلال ولايته الأولى، التي انتهت بدعوى قضائية من جانب «تسلا» على إدارة ترامب، إلا أن الأمور انقلبت رأساً على عقب مع تصدر اسم الملياردير الأميركي إيلون ماسك قائمة مؤيدي ترامب خلال انتخابات نوفمبر الماضي.
أنفق إيلون ماسك نحو 230 مليون دولار على دعم ترامب لتمكينه من العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، وهو ما تكلل بالنجاح لتقفز ثروة مؤسس «تسلا» ومالك منصة «إكس» وشركة «سبيس إكس» وغيرها، إلى مستويات غير مسبوقة عقب تقارب سياسي لافت بينه وبين الرئيس الأميركي.
وصلت ثروة ماسك إلى قرب 490 مليار دولار في منتصف ديسمبر الماضي عقب اختياره مستشاراً للرئيس كي يدير ما أطلق عليه حينذاك وزارة أو إدارة الكفاءة المسؤول عن تقليص نفقات الحكومة الأميركية.
لكن مع إعلان ترامب عن حزمة الرسوم الجمركية التي أحدث زلزالاً في الأسواق العالمية كبد الأسهم الأميركية ما يقرب من 7 تريليونات دولار، طالت الخسائر الحادة ثروة ماسك لتهبط 35 مليار دولار في يومين فقط عقب تفعيل التعريفات.
قالت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير نشر أمس، إن إيلون ماسك، وجه خلال الساعات القليلة الماضية، إشارات إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإلغاء الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة.
ماسك انتقد مستشار التجارة في البيت الأبيض، بيتر نافارو، بسبب خطط التعريفات الجمركية التي يقودها، والتي كانت جزءاً من السياسة التجارية للرئيس ترامب، ونشر مقاطع فيديو أفصح عن موقفه من سياسات فريق ترامب التجارية.
وأوضح إيلون ماسك على منصة «إكس» أن حصول نافارو على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد «أمر سيئ وليس جيداً».
كما نشر ماسك مقطع فيديو، يتضمن إشادة الخبير الاقتصادي المحافظ الراحل ميلتون فريدمان بفوائد التعاون التجاري الدولي.
يأتي موقف ماسك في وقت حساس، هدد فيه ترامب بفرض تعريفات جديدة بنسبة 50% على الواردات من الصين، إلى جانب التعريفات السابقة التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي.
يرى الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات الكهربائية «تسلا»، أن الرسوم الجمركية تضر بأهداف أعمال الشركة التي تعتبر الولايات المتحدة والصين مركزين رئيسين للتصنيع والاستهلاك.
وكتب ماسك في أكثر من منشور عبر منصة «إكس» ما يشير إلى رغبته في رؤية زيادة حرية التنقل بين الدول في أوروبا والولايات المتحدة، مؤكداً أنه يجب منح الفرصة للعمل في أي من المكانين إذا رغبوا في ذلك.
في مقابلة مع نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ماسك إنه يود أن يرى منطقة تجارة حرة بين أوروبا والولايات المتحدة.
وكتب ماسك في منشور على منصة «إكس» الأسبوع الماضي: «في نهاية المطاف، آمل أن يتم الاتفاق على أن كلاً من أوروبا والولايات المتحدة يجب أن تتحرك بشكل مثالي، في رأيي، نحو وضع خالٍ من التعريفات الجمركية».
في عام 2020، رفعت «تسلا» دعوى قضائية ضد إدارة ترامب للطعن في الرسوم الجمركية السابقة، ورغم أن ماسك أيد هذه الخطوة في البداية، فإنه انقلب عليها وعاد لينتقدها بشدة.
حينذاك أصبحت الدعوى القضائية مصدر انتقادات لاذعة، إذ اتهمت إدارة ترامب مؤسس «تسلا» بالتقرب من بكين وتقويض مبدأ «أميركا أولاً» الذي يتبناه ترامب.
في الأشهر الأخيرة، تراجع الطلب على سيارات «تسلا»، وهو ما يلقي محللون باللوم فيه جزئياً، على زيادة ظهور ماسك السياسي، واهتمامه بدعم الرئيس الأميركي على حساب إدارة أعماله.
يقول دان إيفز من شركة «ويدبوش» للأوراق المالية، إن العلامة التجارية لـ«تسلا» تواجه رياحاً معاكسة شديدة تتعلق بالسمعة.
وخفض إيفز سعر سهم «تسلا» المستهدف من 550 دولاراً إلى 315 دولاراً، وقال: «سيكون من الصعب التقليل من شأن رد الفعل العنيف لسياسات ترامب الجمركية في الصين على الشركة».
كما انخفض سعر سهم «تسلا» بأكثر من 2.5% يوم الاثنين ليغلق عند 233.29 دولار، بينما خسر السهم أكثر من 38% من قيمته منذ بداية العام.