ترامب يهدد العالم: الدفع أو الدواء المرّ

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحكومات الأجنبية ستضطر لدفع أموال كثيرة لرفع الرسوم الجمركية الشاملة التي وصفها بأنها دواء، لعلاج الاختلالات في ميزان التجارة العالمي؛ ما أثار المزيد من المخاوف في الأسواق المالية العالمية.

أشار ترامب إلى أنه لا يشعر بالقلق بشأن الخسائر التي أدت بالفعل إلى محو تريليونات الدولارات من قيمة أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، في حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، والذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية.

طاولة المفاوضات

أثناء عودته من عطلة نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأميركي، في إشارة إلى خسائر الأسواق العالمية: «لا أريد أن يحدث أي شيء، ولكن في بعض الأحيان، يتعين عليك تناول الدواء لعلاج شيء ما».

في إشارة إلى قادة الاقتصادات الكبرى والمفاوضات المتوقعة، قال ترامب: «إنهم قادمون إلى طاولة المفاوضات، يريدون التفاوض، لكن لن يكون هناك أي حوار ما لم يدفعوا لنا مبالغ طائلة سنوياً».

وقال ترامب إنه تحدث إلى زعماء من أوروبا وآسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذين يأملون إقناعه بخفض الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى 50% والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم التاسع من أبريل.

هزة عالمية

اهتزت الأسواق العالمية، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي؛ ما أدى إلى فرض رسوم انتقامية من الصين وإثارة المخاوف من حرب تجارية عالمية وركود.

في الوقت ذاته يواجه المستثمرون صعوبة في تحديد ما إذا كانت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ستستمر، أو أنها جزء من نظام جديد دائم أو مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات من دول أخرى.

يأتي ذلك في حين يسعى كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي إلى تصوير الرسوم الجمركية باعتبارها إعادة تموضع ذكية للولايات المتحدة في النظام التجاري العالمي.

نفوذ أم دمار؟

أوضح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، وفق «بي سي نيوز» الأميركية أن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الأربعاء الماضي، مشيراً إلى الرئيس الأميركي خلق لنفسه أقصى قدر من النفوذ.

في الوقت ذاته قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن الرسوم الجمركية ستظل سارية لأيام وأسابيع.

وسعى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إلى تهدئة المخاوف من أن تكون الرسوم الجمركية جزءاً من استراتيجية للضغط على بنك الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي لخفض أسعار الفائدة، قائلاً إنه لن يكون هناك إكراه سياسي على البنك المركزي الأميركي.

في المقابل كتب الملياردير الأميركي بيل أكمان، حليف الرئيس الأميركي والذي أيد انتخابه نهاية العام الماضي، على منصة «إكس»: «ترامب يفقد ثقة قادة الأعمال» محذراً من «شتاء نووي اقتصادي».

ردود فعل

عرض الرئيس التايواني لاي تشينغ تي أمس الأحد إلغاء التعريفات الجمركية كأساس للمحادثات مع الولايات المتحدة، وتعهد بإزالة الحواجز التجارية، وقال إن الشركات التايوانية ستزيد استثماراتها في الولايات المتحدة.

في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيسعى إلى إعفاء من الرسوم الجمركية البالغة 17% على سلع البلاد خلال اجتماع مقرر مع ترامب الاثنين.

وأكدت الحكومة الهندية أنها لا تخطط للرد على رسوم جمركية بنسبة 26% مبينة أن المحادثات جارية مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق محتمل.

في إيطاليا، تعهدت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أمس بحماية الشركات التي تضررت من الرسوم الجمركية المقررة بنسبة 20% على السلع من الاتحاد الأوروبي.

هبوط وركود

قدر خبراء الاقتصاد في «جيه بي مورغان» أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي على مدار العام بنسبة 0.3%، بانخفاض عن تقدير سابق لنمو بنسبة 1.3%، وأن معدل البطالة سيرتفع إلى 5.3% من 4.2%.

وكتب خبراء بنك «جيه بي مورغان» الأسبوع الماضي، في مذكرة بحثية للعملاء، إنه من المتوقع الآن بنسبة 60% حدوث ركود اقتصادي عالمي بحلول نهاية العام، مقابل 40% كانت متوقعة في وقت سابق.

عد تنازلي

بدأ موظفو الجمارك الأميركية يوم السبت تحصيل الرسوم الجمركية الأحادية التي فرضها ترامب بنسبة 10% على جميع الواردات من العديد من الدول.

ومن المقرر أن تدخل معدلات الرسوم الجمركية «المتبادلة» الأعلى، والتي تتراوح بين 11% و50%، حيز التنفيذ يوم الأربعاء الساعة الـ12:01 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (4:01 صباحاً بتوقيت غرينتش).