ألمانيا: سنعلن عن إجراءات مضادة
كندا: سنرد بقوة وحزم إذا لزم الأمر
أثارت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم، موجة غضب عارمة، لدى الاقتصادات الكبرى، التي توعدت بالرد الحازم، وهو ما أجج المخاوف بتوجه عالمي صوب حرب حمائية.
يأتي ذلك، وسط مخاوف من أن تلك الإجراءات قد تُحدث موجات تضخم جديد في أسعار السلع والخدمات، ما يدفع البنوك المركزية للتريث في سياسة التيسير النقدي التي انتظرتها الأسواق، لدعم وتحفيز الاقتصاد المتباطئ بعد نحو 4 سنوات من التشديد النقدي، لمواجهة موجات التضخم القياسية التي أعقبت جائحة كورونا.
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 25% دون استثناءات، والتي سبقها الرسوم الصينية والتي ردت عليها بكين هي الأخرى برسوم مضادة، في حين أكد أنه سيعلن عن رسوم جمركية متبادلة، ربما يوم الثلاثاء أو الأربعاء، وقال «إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية على المنتجات المستوردة في الحالات التي فرضت فيها دولة أخرى رسوماً جمركية على السلع الأميركية».
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي لن يترك قرار الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب من أوروبا يمر دون رد.
كتبت على منصة (إكس): «أشعر بأسف عميق إزاء القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية، مضيفة: «الرسوم الجمركية غير المبررة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد».
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الثلاثاء، إن كندا ستسعى لتسليط الضوء على التأثير السلبي للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألومنيوم، وإن رد كندا سيكون حازماً وقوياً إذا لزم الأمر.
وأضاف ترودو على هامش قمة الذكاء الاصطناعي في باريس «الكنديون سيردون بقوة وحزم إذا لزم الأمر».
قال المستشار الألماني أولاف شولتس «إن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر إخطاراً رسمياً بفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة، لكن أي خطوة من هذا القبيل ستُقابل بإجراءات انتقامية».
أضاف شولتس لصحفيين خلال فعالية انتخابية بشمال ألمانيا «نظراً لعدم وجود أي شيء رسمي حتى الآن، لا يمكننا إلا أن نقول بحذر شديد، ولكن بوضوح كبير، إن على أي أحد يفرض رسوماً جمركية أن يتوقع إجراءات مضادة».
قال مارك فيراسي وزير الصناعة الفرنسي في مقابلة مع قناة «تي.إف1» التلفزيونية: «يتعين على أوروبا أن ترد بشكل حازم وموحد على الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإنه يأمل أن يأتي هذا الرد قريباً».
قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس: «إن بريطانيا لم تطلع على تفاصيل الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على صادرات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة».
والولايات المتحدة هي ثاني أكبر سوق لصادرات الصلب البريطانية بعد الاتحاد الأوروبي، إذ تصدر بريطانيا نحو 200 ألف طن من الصلب سنوياً إلى الولايات المتحدة بقيمة تزيد على 400 مليون جنيه إسترليني (495 مليون دولار).
قالت المفوضية الأوروبية «إنها سترد بما يحمي مصالح الاتحاد الأوروبي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية قريباً على واردات المعادن، لكنها أضافت أنها لن ترد حتى تحصل على توضيح مفصل أو مكتوب للإجراءات».
وذكرت المفوضية أنها لم تتلق أي إخطار رسمي بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على سلع الاتحاد الأوروبي، وأنها لن ترد على "إعلانات فضفاضة" دون تفاصيل أو توضيح مكتوب.
ستشمل الإجراءات صادرات أوروبية بقيمة 6.4 مليار يورو (6.6 مليار دولار)، ورد الاتحاد الأوروبي في عام 2018 بحزمة مبدئية من الرسوم الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو، وبخطط لإضافة سلع أمريكية بقيمة 3.6 مليار يورو أخرى بعد ذلك بثلاث سنوات.
أستراليا حليف أمني رئيسي للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهي مُصدّر صغير للصلب، على الرغم من أنها أكبر مصدر في العالم لخام الحديد، المادة الرئيسية لصناعة الصلب.
قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: «اتفقنا مع الرئيس الأميركي على تعبير نستخدمه علناً، وهو أنه وافق على أن الإعفاء قيد الدراسة، وأعفى ترامب أستراليا خلال ولايته الرئاسية الأولى من الرسوم الجمركية الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم.