اختتم مهرجان دبي للتسوق في نسخته الـ30 في 12 يناير 2025، بعد موسم حافل بالفعاليات والعروض التي اجتذبت 10 ملايين زائر من مختلف أنحاء العالم.
ورغم انتهاء المهرجان رسمياً، إلا أن تأثيره الإيجابي لا يزال يتردد في مختلف القطاعات الاقتصادية، إذ نجح في تعزيز السياحة والتجارة وترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للتسوق والترفيه.
ويبرز المهرجان كقصة نجاح متجددة تعبّر عن رؤية دبي نحو الاستدامة الاقتصادية والابتكار في استقطاب الفعاليات العالمية، منذ الإطلاق الأول في عام 1996، إذ ساهم في تحفيز النشاط الاقتصادي عبر قطاعات الضيافة والتجزئة، والنقل والخدمات اللوجستية.
كما يضمن التأثير المستدام للمهرجان، استفادة مختلف جوانب الاقتصاد، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفير الآلاف من الوظائف الموسمية في مجالات مثل إدارة الفعاليات، والضيافة، والتجزئة، والنقل، ما يعزز النمو الاقتصادي المحلي.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لمراكز التسوق في الإمارات لدى ماجد الفطيم العقارية، فؤاد شرف، «سنظل ملتزمين بإبداع تجارب استثنائية تعكس روح دبي المتجددة، وتضفي المزيد من البهجة والطاقة التي تجعل من المدينة وجهة لا تضاهى خلال المهرجان وما بعده».
وأشار شرف في تصريحات صحفية، إلى أن عدد زوار المهرجان تجاوز 10 ملايين شخص هذا العام، في زيادة إجمالية 12% مقارنة بالنسخة الماضية.
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي لـ«مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة»، أحمد الخاجة، خلال إطلاق نسخة مهرجان دبي للتسوق لعام 2022-2023، إن مهرجان دبي للتسوق ليس فقط أطول مهرجان تسوق مستمر في العالم، بل هو الأفضل أيضاً، مشيراً إلى أن المهرجان الذي يستمر لـ7 أسابيع يقدم تجارب رائعة وفعاليات ترفيهية مميزة.
تشهد دبي ازدهاراً ملحوظاً في القطاع التجاري خلال فترة مهرجان دبي للتسوق، ويشمل ذلك مجالات السياحة، والمجوهرات، والضيافة.
ويساهم المهرجان بشكل أساسي في زيادة إيرادات السياحة، بفضل تزامنه مع موسم السياحة الشتوي، ما يجذب الزوار الدوليين الباحثين عن الطقس الدافئ.
ومع اقتراب نهاية الموسم، تشهد الأعداد عادة زيادة كبيرة، ما يجعل هذه الفترة واحدة من أكثر الفترات ازدحاماً في مطارات وفنادق الإمارات.
ويتمتع مهرجان دبي للتسوق بجاذبية عالمية، إذ يجذب الزوار من مختلف أنحاء أوروبا وآسيا والأميركيتين، ما يجعله حدثاً دولياً بامتياز.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«مطارات دبي»، بول غريفيث، إن ما يميز الوضع الحالي هو أن مطار دبي الدولي يشهد ارتفاعاً في الرحلات المباشرة، ما يمثل تحولاً عن النمط التقليدي الذي كان يهيمن عليه السفر عبر الترانزيت.
فيما سجلت السوق الحرة في دبي مبيعات قياسية بلغت 7.901 مليار درهم (2.16 مليار دولار أميركي) في عام 2024، مدفوعة بالزيادة الكبيرة في المبيعات خلال فترة نهاية العام.
تشهد فنادق دبي مستويات إشغال مرتفعة خلال فترة المهرجان، إذ تتجاوز 90%، لا سيما في أماكن الإقامة الفاخرة القريبة من مراكز التسوق والمعالم السياحية، وفي موسم 2023-2024، قدمت العديد من الفنادق باقات خاصة بالمهرجان، ما أسهم في زيادة إيرادات الخدمات السياحية.
وسجلت فنادق دبي معدل إشغال بلغ 83% بين شهري يناير ومارس 2024، رغم زيادة المعروض من الغرف بنسبة 2% على أساس سنوي، ليصل إلى أكثر من 152,000 غرفة.
ويشهد مطار دبي الدولي (DXB)، الذي يعد من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، زيادة ملحوظة في حركة المسافرين خلال مهرجان دبي للتسوق. في عام 2024، إذ استقبل المطار 68.6 مليون مسافر خلال الأشهر الـ9 الأولى، ومن المتوقع أن تضيف حركة المسافرين في الربع الرابع نحو 23 مليون مسافر إضافي.
وكجزء من العروض الترويجية لمهرجان دبي للتسوق، قدمت «مجموعة دبي للمجوهرات» (DJG) جوائز ذهبية بقيمة 1.5 مليون درهم إماراتي لـ20 فائزاً، ما شكّل ختاماً رائعاً لإحدى أكثر العروض المنتظرة خلال المهرجان. وسجّل سوق الذهب وحده زيادة في حركة الزوار بنسبة تتراوح بين 25% و30% خلال فترة المهرجان.
ما يميز مهرجان دبي للتسوق عن غيره من المهرجانات التسويقية هو قدرته على دمج تجربة التسوق مع الفعاليات الثقافية والترفيهية، تم اختيار هذه الأنشطة بعناية لتعزيز تجربة الزوار، ما يساهم بشكل كبير في تشجيعهم على الإقامة لفترات أطول وزيادة الإنفاق.
ومن أبرز معالم مهرجان دبي للتسوق «القرية العالمية»، التي تطورت منذ عام 1997 من مجموعة أكشاك صغيرة إلى وجهة ثقافية وترفيهية ضخمة، تستقطب أكثر من 10 ملايين زائر سنوياً.
وفي ختام الموسم الثامن والعشرين للقرية في أواخر العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة دبي القابضة للترفيه» فرناندو إيروا: «مع إسدال الستار على موسم آخر مميز، يسعدنا الاحتفال بالإنجاز الكبير المتمثل في استقبال 10 ملايين زائر في القرية العالمية».
وأضاف إيروا، أن هذا الإنجاز يعكس مكانة القرية كوجهة ثقافية عالمية، ويؤكد الالتزام المستمر بدعم النمو الاقتصادي وتعزيز التبادل الثقافي.
ويسير الموسم الحالي للقرية العالمية، الذي يمتد حتى 11 مايو 2025، على المسار الصحيح لتحطيم الأرقام القياسية السابقة، إذ شهد الموسم زيادة في عدد الأجنحة ليصل إلى 30 جناحاً، تمثل أكثر من 90 ثقافة من دول مختلفة، ويضم أكثر من 3,500 متجر.
كما يقدم الموسم أكثر من 250 خياراً لتناول الطعام، إلى جانب أكثر من 40,000 عرض و200 لعبة وفعالية ترفيهية، ما يجعله وجهة مثالية للزوار الباحثين عن تجربة ثقافية وترفيهية شاملة.
ونظم مهرجان دبي للتسوق فعاليات متنوعة تستقطب جمهوراً واسعاً، بما في ذلك الحفلات الحية التي يحييها نجوم عالميون، والعروض الترفيهية في الشوارع، وعروض الأزياء، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية المبهرة التي أقيمت يومياً في مواقع شهيرة مثل «برج خليفة» و«شاطئ جميرا بيتش ريزيدنس» (JBR).
تتضمن مبادرات مهرجان دبي للتسوق فعاليات مثل «سوق خارج الصندوق» (MOTB) في «برج بارك»، الذي يبرز العلامات التجارية المحلية والمنتجات المستدامة والحرف اليدوية.
وتلبي هذه الفعالية الطلب المتزايد على تجارب تسوق أصيلة وصديقة للبيئة، ما يجذب بشكل خاص السياح الشباب الذين يبحثون عن خيارات تعكس قيم الاستدامة والتميز الثقافي.
في هذا السياق، أكدت عضو مجلس الإدارة ورئيسة لجنة التسويق في مجموعة دبي للمجوهرات، ليلى محمد سهيل، في حديث مع «إرم بزنس»، على النجاح الكبير لحملة المجموعة خلال مهرجان دبي للتسوق.
وقالت إن المهرجان، الذي تزامن مع موسم العطلات، استقطب إقبالاً كبيراً من السياح الوافدين والمقيمين المسافرين إلى الخارج، معتبرة أن نجاح الموسم مدفوعاً إلى حد كبير بالسياح والمتسوقين لقضاء العطلات، ما يؤكد جاذبية المهرجان الدائمة.
وعلى مر السنوات، لعب مهرجان دبي للتسوق دوراً محورياً في تطوير بنية تحتية عالمية المستوى، شملت مراكز التسوق المتطورة، وشبكات النقل الحديثة، والمرافق الترفيهية المتنوعة.
ويعزز هذا التطوير المستمر مكانة دبي كوجهة تنافسية على المستوى العالمي، ويضمن استمرارية تدفق الزوار من جميع أنحاء العالم.
ومع كل نسخة جديدة، يرسخ مهرجان دبي للتسوق مكانته كواحد من أبرز الأحداث السياحية والتجارية على مستوى العالم، ما يضمن استمرار ريادة دبي في مجالات السفر والتجارة والاحتفالات الثقافية.