انكماش صناعي يثقل كاهل الاقتصاد مع تراجع أسعار المنتجين
قال المكتب الوطني للإحصاء، اليوم الثلاثاء، إن الأرباح الصناعية في الشركات الصينية الكبيرة توسعت 4.1% على أساس سنوي، بعد زيادة 3.6 % في الشهر السابق، وهو ما جاء على نقيض التوقعات التي رجحت استقرار النمو.
خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، ازدادت الأرباح 3.6 % إلى 4.1 تريليون يوان (751 مليار دولار )، وكانت التوقعات رجحت أن يأتي نمو الأرباح 3.5%، مع الحفاظ على وتيرة النصف الأول.
جاء النمو الأخير، على الرغم من تباطؤ نمو الصادرات الصينية بشكل غير متوقع في يوليو، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الوطني في نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن الطلبات الخارجية دعمت تعافي الأرباح الصناعية هذا العام، حتى مع ظهور النزاعات التجارية والتعريفات الجمركية الجديدة كتهديد لأرباح الشركات المصنعة.
وأكدت الصين اليوم الثلاثاء على استيائها الشديد من قرار كندا فرض رسوم جمركية بـ100% على واردات البلاد من السيارات الكهربائية الصينية.
تعد حصيلة الأرباح مقياساً رئيساً للصحة المالية للمصانع والمناجم والمرافق في جميع أنحاء الصين، والتي يمكن أن تؤثر على قرارات الاستثمار الخاصة بها في الأشهر المقبلة.
ازدادت الأرباح 3.6% إلى 4.1 تريليون يوان (751 مليار دولار )، وكانت التوقعات رجحت أن يأتي نمو الأرباح 3.5%
مكتب الإحصاء الوطني
وفقاً لبيان مكتب الإحصاء الوطني، فإن نمو الأرباح هذا العام كان مدفوعاً بزيادة مزدوجة الرقم في أرباح التصنيع عالي التقنية ومكاسب مستقرة لدى صانعي المعدات.
أظهر البيان أن مزودي السلع الاستهلاكية شهدوا أيضاً انتعاش الأرباح بسبب التعافي المطرد للطلب المحلي، ويمثل قطاعي تصنيع المعدات والسلع الاستهلاكية يمثلان حوالي 57% من إجمالي الأرباح الصناعية.
يثقل الانكماش الصناعي كاهل النمو الصيني، حيث يواصل تحقيق بيانات سلبية بحسب بيانات رسمية للشهر الماضي والتي اظهرت استمرار انكماش القطاع.
إضافة إلى ذلك فقد انخفض مؤشر أسعار المنتجين 0.8 % على أساس سنوي في يوليو، وهو الشهر الثاني والعشرون على التوالي من الانخفاض.
كما تتزايد الرياح المعاكسة، حيث يظل الطلب في الصين ضعيفاً، ما يضغط على هوامش الربح للشركات، ويزيد من تفاقم تحدي الطاقة الفائضة في بعض الصناعات.
وقال تشاو ماو يو من المكتب الوطني للإحصاء: "ظل الطلب المحلي ضعيفاً نسبياً، وأصبحت البيئة الخارجية معقدة وعرضة للتغييرات".. "لا يزال من الضروري تعزيز أساس تعافي الأرباح الصناعية".
لا يزال من الضروري تعزيز أساس تعافي الأرباح الصناعية
مكتب الإحصاء الوطني
مع تفاقم أزمة قطاع العقار علقت الصين نظامها للموافقة على مصانع الصلب الجديدة في ظل الفوائض الضخمة لدى الشركات وضعف الطلب المحلي حتى مع خفض أسعار الفائدة.
وتعد الجهود الأخير جزءاً من الجهود الرامية إلى معالجة ركود الطلب الذي دفع أكبر منتج في البلاد، مجموعة باوو ستيل الصينية، إلى التحذير من أزمة أكثر حدة من ركود عامي 2008 و2015.
وأدى تباطؤ استهلاك الديزل خلال ركود الإسكان العميق إلى انخفاض معالجة النفط لشركة سينوبك - أكبر مصفاة للنفط الخام في الصين - بـ38% في النصف الأول.