logo
اقتصاد

ارتفاع حرارة الأرض يضاعف سعر زيت الزيتون والعنب

ارتفاع  حرارة الأرض يضاعف سعر زيت الزيتون والعنب
رجل يجلس أمام بحيرة جفت بسبب نقص الامطار، وأدى تغير المناخ إلى جفاف أكثر من نصف بحيرات العالمالمصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:27 يونيو 2024, 03:59 م

تتسبب عادة الأوبئة والصراعات والسياسات الاقتصادية في التضخم، ولكن هناك عامل آخر ليس أقل أهمية الآن، وهو تغيّر المناخ الذي يؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار. وهذا العامل ليس مفاجئاً. فلعقود من الزمن، ظل العلماء يحذّرون من العواقب الوخيمة المترتبة على زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.

وعندما يتضاعف سعر لتر زيت الزيتون بسبب تغير المناخ، أو عندما ينخفض ​​إنتاج العنب وتقفز أسعاره، وعندما يؤدي حصاد حبوب الكاكاو إلى تغذية المضاربة، فالمستهلك هو الذي يتحمّل العواقب. والاقتصاديون يحذرون من عامل ارتفاع الأسعار هذا، الذي سيزداد تأثيره في السنوات المقبلة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وبحلول عام 2035، قد يكون ارتفاع درجات الحرارة مسؤولاً عن 1.2 نقطة مئوية من التضخم في جميع أنحاء العالم، وفقاً لدراسة للبنك المركزي الأوروبي نشرها معهد بوتسدام للأبحاث في مارس حول تأثيرات تغيّر المناخ.

ونرى مثالاً لهذا التضخم في ارتفاع أسعار زيت الزيتون. وأثّر الجفاف في جنوب أوروبا، مصدر 60% من الإنتاج العالمي، والفيضانات والأمطار الغزيرة في أفريقيا، على محصول بساتين الزيتون، وبالتالي على الأسعار. وفي الواقع، إن المواد الغذائية هي الأكثر عرضة للتأثر بالتضخم بسبب تغير المناخ، حسبما يوضح ماكس كوتز، خبير اقتصادي في معهد "بوتسدام" لصحيفة "ديلي" الأميركية.

 ومن جهتها حذرت الصحيفة الاقتصادية اليومية "ذي إيكونوميك" من أن الأحداث المناخية المتطرفة التي تزداد مع ظاهرة الاحتباس الحراري "تعرقل إنتاج بعض أفضل المنتجات مثل العنب وزيت الزيتون والقهوة والكاكاو". وعندما تسوء الأحوال الجوية حيث تنمو هذه المحاصيل، فسرعان ما تظهر عواقبها على الأسعار التي تصبح "مذهلة" في أماكن أخرى من العالم.

 وهذا هو الحال بالنسبة للكاكاو: فقد أدى الجفاف ثم هطول الأمطار الغزيرة في أفريقيا في الخريف، إلى تدمير حبوب الكاكاو. وبالنسبة للقهوة، اندلعت المضاربات بعد الجفاف الشديد في فيتنام، الذي تسبب في ارتفاع أسعار "الروبوستا" إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة وأربعين عاما. وفي إيطاليا، فالأمطار الغزيرة أصبحت مسؤولة عن "عودة ظهور العفن الفطري" الذي هاجم كروم العنب، وتسبب بأسوأ حصاد للعنب في العالم منذ عام 1961.

وهل سيتعين علينا أن نتوقف عن تذوق زيت الزيتون، والاستغناء عن العنب والقهوة؟ كلا، فالزراعة تسعى في كل مكان إلى التكيف لتعوّض عن هشاشتها، سواء في البلدان الجنوبية، أو في البلدان الشمالية.
وعلى سبيل المثال، باتت الدول في شمال أوروبا كالمملكة المتحدة والسويد تهتم بزراعة كروم العنب. ولكن تغيير الحقول الزراعية يستغرق بعض الوقت. فشجرة الزيتون مثلا لا تصل إلى كامل إنتاجها إلا بعد 10 سنوات من زراعتها، فيما الاحترار العالمي يتسارع. ويقول جيري نيلسون، الباحث في الاقتصاد الزراعي بجامعة إلينوي، لصحيفة "واشنطن بوست ":"مع تزايد تكرار عواقب تغير المناخ وزيادة حدتها، فإن استراتيجيات التكيف ستصبح أقل فعالية".

 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC