logo
الاقتصاد الأخضر

دراسة: تغيير المناخ يفاقم خطر اندلاع الحرائق

دراسة: تغيير المناخ يفاقم خطر اندلاع الحرائق
بقايا منزل محترق في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجلوس في 22 يناير 2025.المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:29 يناير 2025, 01:33 م

كشف تحليل علمي حديث أن تغير المناخ يلعب دوراً كبيراً في زيادة احتمالية وقوع حرائق الغابات الكبرى، مثل تلك التي أودت بحياة 29 شخصاً على الأقل في لوس أنجلوس في يناير الماضي.

وأظهرت تقديرات شبكة خبراء الطقس العالمي (WWA) أن المزيج المتفجر من النباتات الجافة والرياح القوية، الذي يزيد خطر حرائق الغابات العنيفة، أصبح أكثر احتمالاً بنسبة 35%؛ بسبب تغير المناخ وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت الشبكة، في بيان: «لقد أدى تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية إلى تفاقم حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس من خلال تقليل هطول الأمطار، وتجفيف النباتات، وزيادة التداخل بين ظروف الجفاف المسببة للحرائق ورياح سانتا آنا القوية» في فصل الشتاء.

وترى الباحثة في «إمبريال كولدج لندن» كلير بارنز، وهي من الخبراء المشاركين في الدراسة، أنه بسبب الاحترار العالمي، «تمتد ظروف الجفاف إلى فصل الشتاء، ما يزيد خطر اندلاع حرائق الغابات في أثناء رياح سانتا آنا القوية، والتي يمكن أن تحوّل الحرائق الصغيرة إلى حرائق مميتة». 

وتشير الدراسة إلى أن هطول الأمطار المسجل بين شهري أكتوبر وديسمبر انخفض في العقود الأخيرة.

وبحسب الباحثين، فإن موسم الحرائق في لوس أنجلوس أصبح أطول و«أكثر خطورة». وقال هؤلاء في تقريرهم إن «ظروف الجفاف التي تزيد احتمال اندلاع الحرائق تستمر الآن في المتوسط لمدة أطول بنحو 23 يوماً سنوياً، مقارنة بالمناخات التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية».

حرائق مدمرة

فيما تواصل السلطات التحقيق في أسباب حرائق لوس أنجلوس المدمرة، التي أودت بحياة العديدين، يُشتبه في أن يكون خلل كهربائي هو السبب وراء حريق إيتون الذي يعد ثاني أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا.

وقد اندلعت الحرائق في أوائل يناير بالقرب من لوس أنجلوس، في منطقة تفتقر بشدة إلى الأمطار منذ ثمانية أشهر.

وحصلت هذه الحرائق بعد عامين شهدا تساقط كميات كبيرة من الأمطار، ما أدى إلى ظهور نباتات خضراء مورقة جفت بعد ذلك خلال أشهر طويلة من الجفاف.

وأوضح أستاذ علم المناخ في جامعة كاليفورنيا جون عباس أوغلو، المشارك في إعداد التحليل، خلال مؤتمر صحافي: «انتقلنا من فترة رطبة للغاية إلى فترة جافة للغاية».

ووصلت شدة رياح سانتا آنا في يناير إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2011، وفق خبراء الأرصاد الجوية، ما أدى إلى تأجيج نيران الحرائق وجعل مهمة عناصر الإطفاء شبه مستحيلة.

واختتم عباس أوغلو حديثه قائلاً: «لقد كان مزيجاً متفجراً من حيث المناخ والظروف الجوية المواتية للحرائق».

وتحذّر منظمة تقويم الطقس العالمية، التي تدرس الروابط بين الأحداث الجوية المتطرفة وتغير المناخ، من أن خطر اندلاع حرائق الغابات الشديدة مرشح للاستمرار في الارتفاع.

ويقدّر خبراء المنظمة أن «هذه الظروف المؤدية إلى الحرائق ستزداد بنسبة 35% أخرى، إذا وصل الاحترار إلى +2.6 درجة مئوية في عام 2100»، مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، وقد ارتفعت معدلات الحرارة بالفعل منذ تلك الحقبة بنحو 1.3 درجة مئوية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC