عاد كبار المسؤولين التنفيذيين العاملين في الشركات متعددة الجنسيات إلى الصين، مع إعادة فتح البلاد، حيث تسعى بكين إلى استعادة ثقة الشركات العالمية وجذب الاستثمارات.
وقالت شركة فولكس فاغن، أن رئيسها التنفيذي قام بزيارة للصين في الفترة من أواخر يناير إلى أوائل فبراير، بينما من المتوقع أن يزور الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، والرئيس التنفيذي لشركة فايزر ألبرت بورلا، الصين، خلال الشهر المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
كما سيقوم رئيس مجلس إدارة مجموعة ميرسيدس بنز، أولا كالينيوس بزيارة للصين.
وبالنسبة للعديد من كبار المسؤولين التنفيذيين، ستكون هذه أول زيارة لهم للبلاد منذ أن بدأت جائحة كوفيد-19، بعد أن عززت الصين التي تعتبر مركز تصنيع كبيرا وسوقا استهلاكيا للعديد من أكبر الشركات في العالم، بعد عزلة استمرت ثلاث سنوات منذ إغلاق باب السفر الدولي.
وتأتي الزيارات الميدانية للعمليات المحلية والاجتماعات مع المديرين، أولوية لدى المدراء التنفيذيين، بينما يتطلع البعض الآخر إلى مقابلة شركاء الأعمال المحليين والمسؤولين الحكوميين.
ومن المتوقع أن يحضر العشرات من المديرين التنفيذيين، مؤتمرات الأعمال المخطط لها للأشهر القادمة في البلاد، بعد إلغاء القيود المفروضة على الوباء في الصين.
وتعتمد بكين على مثل هذه الزيارات التنفيذية لجذب الاستثمارات، من الشركات متعددة الجنسيات.
وكانت الصين قد أوصلت رسالة في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس في سويسرا، الشهر الماضي، مفادها أنها باتت منفتحة على الأعمال.
مخاوف
ومن ناحية أخرى لا تزال المخاوف قائمة بين بعض الشركات، بشأن صحة الاقتصاد الصيني، الذي توسع بنسبة 3% في عام 2022، وهو أبطأ معدل منذ عقود.
وعلاوة على ذلك، فإن التوترات بين الولايات المتحدة والصين، التي تصاعدت مؤخرًا، بسبب ما وصفته واشنطن ببالون مراقبة صيني يحلق فوق الولايات المتحدة.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن، أوليفر بلوم، من بين أوائل كبار المسؤولين التنفيذيين من شركة كبرى متعددة الجنسيات، يزورون الصين، منذ ألغت معظم قيودها الحدودية في أوائل يناير.
وقال متحدث باسم شركة فولكس فاجن، إن بلوم كان في الصين لمدة خمسة أيام من أواخر يناير إلى أوائل فبراير، حيث التقى بشركاء المشروع المشترك لصناعة السيارات الألمانية ومسؤولين حكوميين وموظفين محليين.
وتعد الصين أكبر سوق منفرد لشركة فولكس فاجن، ولكن الشركة شهدت انخفاضًا في حصتها السوقية هناك بنحو الخمس، على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث تواجه منافسة متزايدة من مجموعة من العلامات التجارية المحلية للسيارات.
وقال متحدث من شركة فولكس فاجن، إن بلوم الذي تولى رئاسة شركة فولكس فاجن قبل خمسة أشهر، زار الصين في نوفمبر كواحد من حفنة من رجال الأعمال التنفيذيين، الذين قاموا برحلة قصيرة مع المستشار الألماني أولاف شولز.
وقال رئيس شركة فولكس فاجن في الصين، رالف براندشتتر، إن الزيارة الأخيرة تعتبر بمثابة إشارة قوية جداً للشركاء في المنطقة، موضحاً مدى أهمية الصين بالنسبة للشركة.
مؤتمرات تجارية
ومن المتوقع أن تشهد الصين مجموعة من المؤتمرات التجارية المخطط لها في الصين، خلال الأشهر المقبلة، والتي ستكون نقطة جذب لقادة الشركات، بما في ذلك منتدى التنمية الصيني، وهو مؤتمر اقتصادي عالمي سنوي برعاية الحكومة الصينية، والذي من المقرر عقده في أواخر مارس.
بالإضافة إلى منتدى بواو لآسيا في مقاطعة هاينان الجنوبية، وهو تجمع مدعوم من الحكومة لقادة الأعمال والسياسيين، على غرار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ومن المتوقع قدوم كبار المدراء التنفيذيين لزيارة منتدى التنمية الصيني في بكين، الحدث التجاري العالمي الذي يقام في الصين، من بينهم الرئيس التنفيذي لشركة أبل.
وتأتي زيارة الرئيس التنفيذي لشركة أبل، مع تسريع الشركة من خطط تحويل بعض إنتاجها إلى خارج الصين.
تشمل الأحداث التجارية الكبيرة الأخرى في الأشهر المقبلة، معرض شنغهاي الدولي لصناعة السيارات المقرر في أبريل.
وعلى الرغم من ذلك، يقول قادة الأعمال، إنه حتى الآن لا تزال رحلات العمل إلى الصين، أقل بكثير من معدلات قبل الوباء، حيث سيستغرق ذلك وقتاً للعودة للمعدلات الطبيعية.
