"الناتو" يتجه نحو المحيطين الهادئ والهندي بخطة صناعات دفاعية

يستهدف حلف شمال الأطلسي "الناتو" تشكيل برنامج صناعي دفاعي جديد مع شركائه في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وذلك بهدف الاستفادة من القواعد الصناعية الدفاعية التابعة للشركاء في تلك المناطق. 

وستكون البرنامج الجديد حاضراً بقوة خلال الاجتماع المقرر انعقاده يوم الخميس المُقبل بين حلف الناتو ودول اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، وفق تصريحات مسؤول أميركي رفيع المستوى.

وبحسب معهد "ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن كوريا الجنوبية وأستراليا في المركز العاشر والسادس عشر على التوالي ضمن أكبر مصدري الأسلحة في العالم خلال الفترة 2019-2023 على التوالي.

أمن متشابك 

إلى ذلك، أكد مايكل كاربنتر، كبير مديري شؤون أوروبا في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن أمن أوروبا متشابك مع أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو ما أكده مراراً رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وفقا لصحيفة "نيكي آسيا".

قال كاربنتر، في كلمة له بمركز الصحافة الأجنبية في واشنطن قبل قمة حلف شمال الأطلسي التي تفتتح يوم الثلاثاء "هذا وقت مهم بالنسبة لنا لنكون قادرين على التنسيق في أمور مثل مكافحة التضليل والتعاون الصناعي الدفاعي ومجموعة من الأمور الأخرى".

مخزونات الأسلحة

مع قيام العديد من أعضاء "الناتو" بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة لمحاربة روسيا، تشهد مخازن الأسلحة في المنطقة الأوروبية الأطلسية عجزاً في مخزوناتها.

وفي الوقت نفسه، وكجزء من مشروع لتطوير وإنتاج طائرة مقاتلة مع المملكة المتحدة وإيطاليا، غيرت اليابان مؤخراً قواعدها للسماح بمبيعات الأسلحة الدولية.

إلى ذلك، أكد لويس سيمون، مدير مركز دبلوماسية الأمن والاستراتيجية في كلية بروكسل للحوكمة، أن التعاون المرتقب يعد تحولاً في العلاقة بين حلف الناتو وشركائه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من المستوى السياسي والإعلاني إلى شيء أكثر واقعية.

دروس الحرب

هذا التحول، يعتمد بشكل كبير على الدروس المستفادة من الحرب الأوكرانية، فكلما كانت الذخائر والمعايير التقنية والقواعد الصناعية الدفاعية أكثر توافقًا، كلما كان من الأسهل تلبية حجم الإنتاج المطلوب للتفوق على منافسيهم.

في عام 2022، حضر قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا معًا قمة الناتو للمرة الأولى، عندما عُقدت في مدريد الإسبانية.

مرة أخرى، اجتمعوا في قمة فيلنيوس في ليتوانيا العام الماضي، فيما ستكون هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يحضر فيها الشركاء، على الرغم من أن أستراليا سيمثلها نائب رئيس الوزراء ريتشارد مارلز، الذي يشغل منصب وزير الدفاع.

في الاجتماعين السابقين، لم يُذكر التعاون الصناعي الدفاعي كأحد الموضوعات التي ناقشها حلف الناتو وشركاؤه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

وقد تركزت المحادثات السابقة على الدفاع السيبراني، والتكنولوجيا الجديدة، والأمن البحري، وتغّير المناخ، ومكافحة المعلومات المضللة.

تعميق التعاون

مع ذلك، فإن تعميق التعاون الصناعي الدفاعي هو اتجاه تتبعه الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.ففي يونيو الماضي، عقدت الولايات المتحدة واليابان المنتدى الافتتاحي للتعاون الصناعي الدفاعي الأميركي الياباني لتسريع التنسيق نحو التطوير والإنتاج والاستدامة المشتركة للذخائر والسفن والطائرات.