logo
اقتصاد

هل تنجح عسكرة الاقتصاد الإسرائيلي في تجنب تأثير المقاطعة الدولية؟

هل تنجح عسكرة الاقتصاد الإسرائيلي في تجنب تأثير المقاطعة الدولية؟
رجل يهودي متدين يمر بجانب متاجر مغلقة في أحد أزقة البلدة القديمة بالقدس المحتلة، في 11 سبتمبر 2024، وسط استمرار الحرب بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:2 يناير 2025, 01:28 م

يتحول الاقتصاد الإسرائيلي بشكل متسارع نحو العسكرة، بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهراً على الحرب. تأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية تهدف إلى تقليل اعتماد الجيش الإسرائيلي على الولايات المتحدة، إلى جانب مواجهة التحديات المحتملة، مثل المقاطعات الدولية لصادرات الأسلحة، بحسب صحيفة "لي زيكو" الفرنسية.

نحو الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسلحة يعد هدفاً إستراتيجياً لبلاده، لتجنب الضغوط السياسية التي قد تفرضها الدول المصدرة. وفي هذا الإطار، وافقت ما يسمى بوزارة الدفاع الإسرائيلية على مشروع تطوير قنابل عنقودية بوزن 900 كغم من طراز MK 84 من قبل شركة «إلبيت سيستمز»، بدلاً من استيرادها من شركة «جنرال ديناميكس» الأميركية. ومن المتوقع أن تبدأ هذه القنابل بالخروج من خطوط الإنتاج المحلية خلال ثلاث سنوات، مما يعزز قدرات إسرائيل الدفاعية.

التوتر مع الولايات المتحدة

في مايو الماضي، علقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تزويد إسرائيل بـ1800 قنبلة من نفس النوع، في محاولة للضغط على نتنياهو لمنع شن عدوان كبير على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقد أثار هذا القرار استياء الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً أن الولايات المتحدة توفر 69% من واردات إسرائيل من الأسلحة.

استثمارات بمليارات الدولارات

لمواجهة هذه التحديات، خصصت وزارة الجيش الإسرائيلية ميزانيات ضخمة تُقدر بمليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم ما يسمى بالصناعات الدفاعية. تشمل هذه الاستثمارات توسيع خطوط الإنتاج، تعزيز المخزون الإستراتيجي، وتطوير قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، اللذين يلعبان دوراً متزايداً في المجال العسكري.

طفرة في صادرات الأسلحة

تعتمد إسرائيل على صادرات المعدات العسكرية كمصدر رئيسي لتمويل هذا التوسع. وقد حققت الشركات الإسرائيلية أرقاماً قياسية خلال عام 2024؛ إذ سجلت شركة «إلبيت سيستمز» طلبات بقيمة 22 مليار دولار، بزيادة قدرها 33%. كما شهدت «الصناعات الجوية الإسرائيلية» نمواً بنسبة 50%، لتصل طلباتها إلى 24.8 مليار دولار.

تهديدات المقاطعة الدولية

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، تصاعدت الدعوات الدولية لمقاطعة صادرات الأسلحة الإسرائيلية، بقيادة مجموعات حقوقية ومنظمات مؤيدة للفلسطينيين. وقد زادت الضغوط مع محاولة فرنسا استبعاد الشركات الإسرائيلية من معارض دولية، مثل «يوروساتوري» و«يورونافال». أعادت هذه الأحداث إلى الأذهان ذكرى المقاطعة التي فرضتها فرنسا عام 1967 قبل حرب الأيام الستة.

الدروس المستفادة من التاريخ

يرى مسؤولون في وزارة الجيش أن التهديدات الدولية للمقاطعة يمكن أن تكون حافزاً لتعزيز الاستقلالية. يقول أحد المسؤولين: «الضغوط الخارجية، مهما كانت قاسية، تدفعنا إلى الابتكار والتقدم. لقد علمنا التاريخ أن التحديات تعزز قدراتنا الوطنية».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC