الثلاثاء 29 أبريل 2025 ص
وبحسب أشخاص مطلعين، أبلغت طهران دمشق أنه يتعين عليها الدفع مقدما مقابل النفط، ورفضت طهران الطلبات الجديد للتسليم بالدين، مما يضيق الخناق على الاقتصاد السوري الذي يعتمد على إيران في أكثر من نصف احتياجاته النفطية.
وتعاني سوريا من أسوأ أزمة نقص في الوقود منذ اندلاع الأزمة، ويصطف سكان العاصمة كل يوم لساعات بالقرب من محطات الوقود المعطلة، في حين ارتفعت تكلفة وسائل النقل مما أدى إلى إجهاد الاقتصاد المتعثر مع ارتفاع أسعار السلع.
ووفقا لوسائل إعلام سورية، قامت الحكومة بإغلاق العديد من المكاتب الإدارية لعدة أيام لتوفير الطاقة، بالإضافة إلى إغلاق العديد من المصانع التي تكافح للعثور على وقود لتشغيل المولدات.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن أصحاب الدخل المنخفض هم أكثر المتضررين من الأزمة، حيث يكافح الكثير منهم للعثور على مصادر للطهي والتدفئة.
ولطالما اعتمدت الأسر السورية تاريخيا على الوقود لتشغيل مدافئها، إلا أن الأسعار ارتفعت خمسة أضعاف خلال العام الماضي، و لا تستطيع العائلات تحمل ذلك وسط معدلات التضخم المرتفعة، وهبوط الليرة السورية إلى مستوى قياسي مقابل الدولار.
قال الأستاذ المختص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة ليون 2 الفرنسية، ال فابريس بالانش، إن سورية تشهد أسوأ أزمة وقود في تاريخيها، في حين أن إيران لا تستطيع تحمل ذلك.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية وإيرانية، إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تعهد خلال لقائه الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق بالحفاظ على علاقات قوية مع سوريا.
ومن غير المحتمل أن تتحسن الأمور في دمشق ما لم يكن هناك تغيير في آفاق الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من العقوبات الدولية، بالإضافة إلى معدل التضخم الذي ارتفع بنسبة 50%، بالإضافة إلى الاحتجاجات الداخلية وقيود الإنترنت.
وقال المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات في طهران، حميد حسيني، إن إيران تعاني من الضغط الآن، ولا يوجد أي سبب لبيع الوقود لسوريا بسعر منخفض.
وكانت كمية النفط التي وردتها طهران إلى دمشق في الربع الأخير من 2022 مماثلة للعام السابق، إلا أن طهران رفضت زيادة المعروض لتلبية الطلب المتزايد في سوريا.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر، إن خط الائتمان الذي سمح لسوريا في السابق الدفع لاحقا نفد بعد أن رفعت إيران سعر البرميل بمعدل 30 دولارا، مما دفع إيران لرفض تسليم شحنات جديدة بالدين، وذكرت الصحيفة أن سوريا ستدفع مقدما مقابل إمدادات النفط الجديدة.
وعادة ما تستقبل سوريا على الأقل شحنتين من النفط شهريا من إيران، إلا أن الناقلة التالية لن تغادر إيران متوجهه إلى سوريا حتى أوائل مارس القادم، مما يشكل فجوة 11 أسبوعا في التسليم، وفقاً لبيانات شركة السلع الأساسية Kpler.
وبحسب البيانات، غادرت الشحنة الأخيرة في منتصف ديسمبر الماضي.
