logo
اقتصاد

من العداء للتحالف.. منصب رفيع ينتظر ماسك حال فوز ترامب

من العداء للتحالف.. منصب رفيع ينتظر ماسك حال فوز ترامب
تاريخ النشر:30 مايو 2024, 05:36 م
ناقش دونالد ترامب وإيلون ماسك دوراً استشارياً رفيعاً لرئيس شركة "تسلا"، في إدارة ترامب في حال فوزه بالانتخابات الأميركية المقبلة، في إشارة إلى ذوبان الجليد في علاقتهما الفاترة سابقاً.

وعلى الرغم من أن الدور لم تتم صياغته بالكامل وقد لا تتم هذه الشراكة بشكل مؤكد، بحسب أشخاص مطلعين على المحادثات، إلا أن مصادر لصحيفة وول ستريت جورنال قالت إنهما ناقشا منح ماسك دوراً رسمياً وتأثيراً في السياسات المتعلقة بأمن الحدود والاقتصاد، وهما قضيتان يدعمهما ماسك بشكل علني مؤخراً. 

ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، أطلع ماسك، إلى جانب المستثمر الملياردير نيلسون بيلتز، ترامب على خطة طوراها للاستثمار في مشروع يعتمد على البيانات، يهدف إلى منع تزوير أصوات الناخبين، وأبلغا ترامب عن حملة ضغط يقومان بها بالفعل في دوائر النخبة، حيث يستضيف ماسك وحلفاؤه السياسيون اجتماعات لمحاولة ثني قادة الأعمال في جميع أنحاء البلاد، عن دعم حملة إعادة انتخاب الرئيس بايدن.

تمثل العلاقة المزدهرة بين ترامب وماسك تغييراً كبيراً عما كانت عليه قبل عامين فقط، عندما كانا يتبادلان الإهانات علناً. لكن في الأشهر الأخيرة، ومع اقتراب موعد الانتخابات، طور الرجلان علاقة ودية، حيث يتواصلان عبر الهاتف عدة مرات شهرياً حول موضوعات تشمل الهجرة والتكنولوجيا وقوة الفضاء الأميركية. وقالت المصادر إن وجهات نظرهما ومصالحهما أصبحت أكثر توافقاً. وأخبر ترامب ماسك، أحد أغنى أغنياء العالم، عن اهتمامه بإشراكه بشكل أكبر في حال فوزه في نوفمبر.

ويفضل ماسك، المعروف بنهجه غير التقليدي في عالم الأعمال، استخدام نفوذه في دوائر الأعمال النخبوية للمساعدة في هزيمة بايدن، من خلال حشد دعم الحلفاء المؤثرين، بدلاً من مجرد المساهمة مالياً في لجان العمل السياسي الكبرى، والتي يمكنها قبول مبالغ غير محدودة من المال من الجهات المانحة، وهي طريقة شائعة لطبقة المليارديرات لدعم المرشحين.

وينبع دافعه من مخاوف انتشار ما يسميه "فيروس العقل المستيقظ"، وهو شعار شامل للسياسات الليبرالية، بما في ذلك برامج التنوع والمساواة والشمول التي يعتبرها المحافظون مثيرة للانقسام. ولم يستجب ماسك لطلبات الصحافة بالتعليق على الأمر.

وأبدى الرئيس السابق دونالد ترامب إعجابه بماسك وإدارته لشركة تسلا. ووصف ماسك سياساته بأنها "معتدلة إلى حد ما"، وتبرع بمبالغ أقل لكل من الديمقراطيين والجمهوريين في الماضي، وفقاً لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية. إلا أن سياساته تغيرت علناً في مايو 2022، عندما غرّد قائلاً إنه سيصوت لصالح الحزب الجمهوري لأن الديمقراطيين "أصبحوا حزب الانقسام والكراهية، لذا لم يعد بإمكاني دعمهم".

وقال بريان هيوز المتحدث باسم حملة ترامب، إن "الرئيس ترامب سيكون الشخص الوحيد، الذي يحدد الدور الذي يلعبه أي فرد خلال فترة رئاسته".

اجتماع "بالم بيتش"

تمت مناقشة الدور الاستشاري ومشروع الناخبين خلال لقاء في مونتسوريل، في قصر بيلتز المطل على المحيط في بالم بيتش بولاية فلوريدا، مع مجموعة من الأصدقاء الأثرياء وأصحاب النفوذ، حسبما نقل بعض المطلعين على المناقشات. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت في البداية خبر اللقاء، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل المناقشات.

وخلال وجبة الإفطار، ناقش المجتمعون انتخابات نوفمبر وانتقدوا قيادة بايدن. وقد كان ماسك وابنه الصغير إكس، الذي غالباً ما ينضم إليه في المناسبات، جزءاً من مجموعة ضمت أيضاً ترامب وابنه بارون البالغ من العمر 18 عاماً، إلى جانب ديزل نجل بيلتز، وهو رجل أعمال في مجال التكنولوجيا وصديق لماسك.

ومن المرجح أن يشبه الدور الاستشاري المحتمل لماسك، المنصب الذي شغله إسحاق بيرلماتر، رئيس شركة "مارفل" السابق والمقرب من كل من بيلتز وترامب، خلال فترة ولاية ترامب السابقة. حيث تم تعيين بيرلماتر في وزارة شؤون المحاربين القدامى بصفة "مستشار"، إلى جانب عضوين آخرين في منتجع ترامب في مارالاغو في فلوريدا، مقدمين المشورة في مسائل مختلفة بما في ذلك الميزانيات، ومبادرات الصحة العقلية، وشراء البرامج، وإصلاح أنظمة حفظ السجلات في وزارة شؤون المحاربين القدامى.

وسبق أن عمل ماسك في المجموعات الاستشارية للأعمال بالبيت الأبيض خلال فترة رئاسة ترامب، لكنه استقال في عام 2017 بسبب خلافات مع سياسات ترامب بشأن سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.

في عام 2016، قام الرئيس السابق دونالد ترامب بتعيين المستثمر الملياردير كارل إيكان، وهو شريك تجاري منذ فترة طويلة، للعمل كمستشار خاص بشأن إصلاح اللوائح الفيدرالية. وشمل دور إيكان تقديم التوجيه بشأن الإصلاحات التنظيمية التي تهدف إلى تبسيط العمليات الحكومية وتعزيز النمو الاقتصادي. وقبل تعيينه الرسمي، كان إيكان يساعد ترامب بالفعل في التدقيق بالمرشحين للمناصب الرئيسية داخل الهيئات التنظيمية مثل "هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية" (SEC) و"وكالة حماية البيئة" (EPA).

ومن المهم الإشارة إلى أن منصب إيكان كمستشار خاص لم يكن وظيفة حكومية رسمية، ما يعني أنه لم يتلق أي تعويض مقابل خدماته الاستشارية. وسمح هذا الترتيب لإيكان بالحفاظ على مصالحه التجارية دون الحاجة إلى سحب الاستثمارات أو الكشف عن تضارب المصالح المحتمل. لكن بعد أقل من عام من توليه دوره الاستشاري، استقال إيكان وسط التدقيق والانتقادات بشأن تضارب المصالح المحتمل الناجم عن محفظته الاستثمارية الواسعة. بعد استقالته، نأى إيكان بنفسه عن ترامب والمجال السياسي في واشنطن.

وفي الوقت نفسه، أفادت التقارير أن إيلون ماسك ونيلسون بيلتز كشفا لمعارفهما عن تعاونهما في مشروع قائم على البيانات يهدف إلى ضمان نزاهة عمليات التصويت، مرددين اتهامات ترامب بحدوث تزوير على نطاق واسع في انتخابات عام 2020. ورفض المدعي العام، بيل بار، هذه الادعاءات، وكانت طعون ترامب القانونية على نتائج الانتخابات غير ناجحة إلى حد كبير.

وخلال اجتماع عُقد في مارس، قدم ماسك وبيلتز تفاصيل مشروعهما لمكافحة تزوير الانتخابات إلى ترامب. ومع ذلك، لا تزال المعلومات المحددة المتعلقة بمساعيهم غير معلنة في هذا الوقت.

كما شملت المناقشات الأخيرة بين ترامب وماسك شركات ماسك، بما في ذلك منصة التواصل الاجتماعي "إكس"؛ و"تسلا"، صانعة السيارات الكهربائية، ومنصة إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية "سبيس إكس". وشهدت "تسلا"، المصنعة للسيارات الكهربائية الأكثر قيمة في العالم والشركة العامة الوحيدة التي يمتلكها ماسك، انخفاضاً في أسعار أسهمها وسجلت مؤخراً أدنى أرباح لها منذ سنوات. لذا تحدث ماسك وترامب عن صناعة السيارات الكهربائية والإعفاءات الضريبية للمركبات الكهربائية.

حافظ ترامب على موقفه المنتقد للمركبات الكهربائية خلال حملته الانتخابية، وانتقد كيف تحتاج إلى إعادة الشحن لرحلات أطول، ودعا إلى فرض رسوم جمركية على تلك المصنوعة في المكسيك، قائلاً إن ذلك يضر بصناعة السيارات الأميركية.

كما انتقد ماسك علناً دعم السيارات الكهربائية، الذي استفادت منه "تسلا"، وتحدث مؤخراً ضد التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية وقطع الغيار الأخرى.

وطلب ماسك من ترامب أن يكون أكثر نشاطاً على "إكس"، لا سيما باستخدام ميزة (Spaces) الصوتية، إذ سبق وأن هيمن ترامب على المنصة عندما كانت تعرف باسم "تويتر"، حيث كان يضم أكثر من 88 مليون متابع. وعلى الرغم من إعادته إلى منصة "إكس" بعد استحواذ ماسك عليها، إلا أن ترامب لم ينشر عليها سوى مرة واحدة، معطياً الأولوية لمنصة (Truth Social)، المملوكة لمجموعة (Trump Media & Technology Group)، والتي تم إطلاقها في عام 2022 وتبلغ قيمتها السوقية ما يقرب من 9 مليارات دولار.

وبينما أعرب ماسك عن عدم رضاه عن بايدن، فإنه لم يؤيد ترامب رسمياً. علناً انتقد ماسك بايدن، لكنه لم يصل إلى حد تأييد ترامب. 

عشاء سري

ويواصل ماسك حشد الدعم ضد بايدن بين نخبة قادة الأعمال. في أبريل، شارك في استضافة عشاء سري في لوس أنجلوس مع حضور بارزين كبيلتز، وصاحب رأس المال الاستثماري بيتر ثيل، ووزير الخزانة السابق ستيفن منوشين، وقطب الإعلام روبرت مردوخ، الرئيس الفخري لشركة "نيوز كورب" التي تمتلك صحيفة وول ستريت جورنال. وقد تم عقد التجمع، الذي ذكرته منصة الأخبار (Puck) سابقاً، في منزل رجل الأعمال ديفيد ساكس في هوليوود هيلز، الذي عمل مع ماسك منذ سنوات على تأسيس شركة "باي بال".

تضمنت المناقشات التي دارت خلال العشاء استراتيجيات دعم ترامب مالياً بشكل سري وخارج نطاق الرأي العام. وفي فبراير، أطلق أنصار ترامب لجنة عمل سياسية جديدة تسمى (Right For America) للمساعدة في إعادة انتخاب الرئيس السابق، وكان بيرلماتر أول مانح رئيسي لها. من المقرر أن يشارك ساكس في استضافة حملة جمع التبرعات القادمة لترامب في سان فرانسيسكو.

وقال مطلع على الأمر إن ماسك وبيلتز وغيرهما من أنصار ترامب يخططون لمواصلة تنظيم فعاليات مماثلة على مستوى البلاد لاستهداف الأثرياء وأصحاب النفوذ في مجال الأعمال. وأكد المصدر أن الفكرة تدور حول التأكيد على ما يعتبره ماسك وبيلتز إخفاقات لبايدن أكثر من الترويج لترامب نفسه.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC