كندا: سنرد بشكل فوري وقوي للغاية
أوروبا: يجب علينا حماية مصالحنا
أثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أطلقها منذ ساعات، والتي أكدت تفعيل التعرفات الجمركية الثلاثاء المقبل على كندا والمكسيك وإضافة 10% على الرسوم التي طبقت بالفعل على الصين مطلع الشهر الجاري، موجة غضب واسعة من جانب خصومه التجاريين، وفي المقدمة الصين، والتي تعهدت برد قاس على تلك التهديدات، في حين أطلقت أوروبا وكندا تهديداً للإدارة الأميركية بالدفاع عن مصالحها.
في الوقت ذاته، طغت التهديدات «الترامبية»، على الخلافات الأوروبية الصينية القائمة بالفعل في العديد من المسائل التجارية، لتضع العالم في جبهة واحدة مقابل الرد على عاصفة الرسوم الجمركية الأميركية.
تعهدت الصين اليوم الجمعة باتخاذ كل التدابير المضادة اللازمة ما يؤجج المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
المتحدث باسم وزارة التجارة هي يا دونغ، قال إن موقف الصين بشأن قضية التعريفات الجمركية ثابت، وبأن تدابير التعريفات الجمركية لا تخدم مصالح الصين أو الولايات المتحدة، وبقية العالم.
في بيان منفصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن بلاده تعتقد دائماً أنه لا يوجد فائز في حرب تجارية أو تعريفات، وأنها ستظل ثابتة في حماية مصالحها الوطنية.
رداً على مزاعم ترامب بأن بكين تسهم بأزمة الفنتانيل القاتلة في الولايات المتحدة -مبرراً للرسوم الجمركية- قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان يوم الجمعة إن واشنطن تتذرع بحجة الفنتانيل.
جاء في البيان أن الصين تعد إحدى الدول التي تطبق أشد سياسات مكافحة المخدرات صرامة وشمولاً في العالم.
كما أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «أكدت الصين مراراً وتكراراً أن التعريفات الجمركية الأحادية الجانب تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، وتضر بنظام التجارة المتعدد الأطراف. وتعارض الصين بشدة تحرك الولايات المتحدة».
أفادت وزارة التجارة الصينية في البيان «تحويل اللوم إلى دول أخرى لن يساعد على حل المشكلة الداخلية للولايات المتحدة، بل سيفرض المزيد من العبء على الشركات والمستهلكين، ويضر باستقرار سلاسل الإمداد العالمية».
أضاف البيان «إذا أصر الجانب الأميركي على السير في طريقه الخاص، فإن الجانب الصيني سيتخذ كل التدابير المضادة اللازمة للدفاع عن حقوقه ومصالحه المشروع».
مباشرة بعد تهديد ترامب الجديد، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الجمعة إن كندا سترد بشكل فوري وقوي للغاية إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على الواردات الكندية يوم الثلاثاء المقبل.
أما وزير المالية الفرنسي إريك لومبارد فقال أمس الخميس على هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في كيب تاون، إن الاتحاد الأوروبي «سيفعل الشيء نفسه إذا أبقت الولايات المتحدة على الرسوم».
أضاف لومبارد: «حتى لو لم يكن ذلك في المصلحة العامة، فيجب علينا أيضاً حماية مصالحنا ومصالح دول الاتحاد».
قال نائب رئيس جمعية الصين لدراسات منظمة التجارة العالمية في بكين، هوو جيانجو، اليوم الجمعة إن فرض ترامب المزيد من الرسوم الجمركية على الصين أمر متوقع، حيث تمثل تكتيكات من ترامب لزيادة أوراق المساومة في المفاوضات المحتملة مع الصين في المستقبل.
خلال فترة ولايته الأولى في 2018، بدأ ترامب حرباً تجارية ضروساً استمرت عامين مع الصين بسبب فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة، تبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات؛ ما أربك سلاسل التوريد العالمية، وألحق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وافقت الصين في 2020 على إنفاق 200 مليار دولار إضافية سنوياً على السلع الأميركية، لكن الخطة خرجت عن مسارها بسبب جائحة «كوفيد ـ 19»، ليتسع العجز التجاري السنوي إلى 361 مليار دولار لصالح الصين.