logo
اقتصاد

المحاصيل المعدلة وراثيا.. هل تحل أزمة الأمن الغذائي العالمي؟

المحاصيل المعدلة وراثيا.. هل تحل أزمة الأمن الغذائي العالمي؟
نباتات الذرة في حقل في حي لا كونستيتيوسون توتولتيبيك، في تولوكا، المكسيكالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:22 يونيو 2024, 02:51 م

مع شهية عالمية متزايدة وتدمير للنظم الغذائية بسبب الظروف الجوية القاسية، تظهر "ثورة جينية" جديدة باعتبارها علاجًا شاملاً للأزمة.

إذ يقوم المزارعون بتهجين الفواكه أو الحبوب أو الخضروات لإنتاج أنواع هجينة ألذ أو ذات إنتاجية أعلى لآلاف السنين، وفقا لموقع الإذاعة الألمانية.

وبداية، لم يستخدم العلماء الهندسة الحيوية لنقل الجينات من كائن حي إلى آخر لإنتاج محاصيل "معدلة وراثيا" حتى السبعينيات من القرن الماضي.

وعندما ظهرت هذه الكائنات المعدلة وراثيا لأول مرة في التسعينيات، كان يطلق عليها اسم أطعمة فرانكنشتاين.

ومنذ ذلك الحين، استندت مقاومة المحاصيل المعدلة وراثيا إلى الخوف العام المستمر من أنها ضارة بصحة الإنسان، حتى لو قالت الدراسات طويلة الأجل إن تناولها آمن مثل الأصناف التقليدية.

والآن في عشرينيات القرن الحالي، هناك "ثورة جينية" جديدة، حيث يمكن "تحرير" الحمض النووي وراثيًا دون ربط الجينات من كائن حي منفصل.

وعليه، فإن ذلك يعزز ادعاءات صناعة المحاصيل المعدلة وراثيًا بأنها يمكن أن تضمن الأمن الغذائي لسكان العالم المتوقع أن يقتربوا من 10 مليارات نسمة بحلول 2050.

إذ يقول المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، وهو مناصر دائم للتكنولوجيا المعدلة وراثيا، إن البحث في سلالات جديدة - مثل الأرز والذرة والقمح والبطاطس والكسافا - سيساعد هذه المواد الغذائية الحيوية على البقاء على قيد الحياة في الأحوال الجوية القاسية و"التغيرات المناخية الجديدة".                                    

وأشار أيضا إلى أحدث تقنيات الهندسة الحيوية التي تساعد النباتات والتربة على التقاط وتخزين الكربون، الذي يسخن الكوكب، من الغلاف الجوي.

على سبيل المثال، يساعد أحد المشاريع البحثية في الولايات المتحدة على تحسين عملية التمثيل الضوئي، بحيث تتمكن المحاصيل الغذائية الأساسية مثل الذرة والأرز من تحويل ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون إلى طاقة لتحسين المحاصيل، مع تقليل الكربون في الغلاف الجوي أيضًا.  

 تباين

لكن لا يتفق العديد من العلماء ونشطاء البيئة على أن المحاصيل المعدلة وراثيا يمكن أن تعد بالأمن الغذائي أو تساعد في مكافحة الجفاف الشديد والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ والتي تقضي على الزراعة.

إذ قالت أنيلين كينيس، المحاضرة في علم البيئة السياسية والعدالة البيئية في جامعة برونيل بلندن، إن الكائنات المعدلة وراثيا الجديدة ستستمر في إدامة "نظام زراعي صناعي يتحمل مسؤولية كبيرة عن أزمة المناخ".

وترى كينيس أن الكائنات المعدلة وراثيا غالبا ما تنطوي على "زراعات أحادية واسعة النطاق" لأصناف محدودة من المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية والري.

وأضافت أنه "نظام يستهلك الكثير من الطاقة من حيث المدخلات التي يحتاجها ليعمل. لا يوجد شيء مستدام في تعزيز هذا النظام بشكل أكبر".

كما تزعم كينيس أن هذا النظام فشل حتى الآن في "إطعام أجزاء كبيرة من السكان في أجزاء مختلفة من العالم"، مستشهدة ببيانات برنامج الأغذية العالمي التي توضح أن ما لا يقل عن 250 مليون شخص في حوالي 60 دولة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

محاولات للحظر

وكانت انتقادات مماثلة للكائنات المعدلة وراثيا وراء حملة ناجحة في الفلبين لوضع الأرز الذهبي والباذنجان المعدل وراثيا تحت وقف الإنتاج في أبريل الماضي. 

وللتوضيح، يتم تعديل الأرز الذهبي وراثيًا جزئيًا باستخدام بروتين من الذرة لإنتاج البيتا كاروتين لإضافة فيتامين أ، وتمت الموافقة على زراعته في عام 2021.

وأوضحت ليا غيريرو، المديرة القطرية لمنظمة السلام الأخضر في الفلبين، التي قادت الحملة، أن المحكمة نفذت الحظر على أساس "الحاجة إلى دعم الحق الدستوري في الصحة والبيئة الصحية".

وقالت إن المحكمة وجدت أنه "لا يوجد إجماع علمي حول سلامة أو ضرر الأرز الذهبي والباذنجان".

لكن ماتين كايم، المتخصص في اقتصاديات الغذاء ومدير مركز أبحاث التنمية بجامعة بون في ألمانيا، وعضو أيضًا في المجلس الإنساني المؤيد للأرز الذهبي، ذكر أن العديد من الفلبينيين الذين يعانون من نقص فيتامين أ قد يموتون دون الحصول على الأرز الذهبي الغني بالفيتامين. 

وعلى الرغم من الإمكانات المتزايدة للمحاصيل الجديدة المعدلة وراثيا، فإن مقاومة التلاعب بالجينات لا تزال مستمرة، كما هو الحال مع الشكوك حول ما إذا كانت آمنة للأمل أم لا.

على سبيل المثال، لاحظ باحثو العلوم الزراعية أوجه القصور في تقييم مخاطر اللوبيا المعدلة وراثيا التي طورها الباحثون الأستراليون، وتمت الموافقة على زراعتها في نيجيريا.

إذ لفتوا إلى أن هذا النبات، المعدل وراثيا، ينتج مادة سامة تهدف إلى الحماية من الآفات، وبالتالي تقليل الحاجة إلى المبيدات الحشرية، ولكن ظلت مخاطر السلامة مرتفعة بسبب "السمية المتزايدة".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC