قال كيري أدلر، رئيس شركة «سكاي باور غلوبال» (SkyPower Global)، إن قرارات الولايات المتحدة الأخيرة بتحرير الرسوم الجمركية شكّلت «صدمة» للأسواق، مؤكداً أن الحروب التجارية لا تُحقق مكاسب حقيقية لأي طرف.
وأوضح أدلر في تصريحات خاصة لـ«إرم بزنس» على هامش قمة AIM للاستثمار في أبوظبي، أن تأثير الرسوم على المستهلك النهائي واضح، وأضاف «إذا كنت تشتري هاتف آيفون مقابل 1000 دولار، ستدفع الآن 1300 دولار بسبب التعرفة. الهدف من ذلك هو إعادة التصنيع محلياً، لكن لا أحد في أميركا مستعد للعمل مقابل 3.5 دولار في الساعة، لذلك فالنموذج غير قابل للاستمرار على المدى البعيد».
وأشار إلى أن منطقة الخليج، وخاصة الإمارات، تمتلك فرصة استراتيجية للتحول إلى مركز إقليمي للتجميع النهائي للمنتجات القادمة من الصين وجنوب شرق آسيا، قائلاً: «إنشاء مصانع من الصفر يتطلب وقتاً وتكلفة ضخمة، لكن عمليات التجميع تحتاج إلى كوادر مدربة وبنية تحتية متاحة، وهو ما توفره الإمارات. هذه فرصة لخلق وظائف وتعزيز التجارة عبر المواني، وتحقيق قيمة مضافة ضمن سلاسل التوريد العالمية».
وتطرّق أدلر إلى حضور شركته في مؤتمر AIM، مشيراً إلى أن «سكاي باور» دأبت منذ 23 عاماً على المشاركة في مثل هذه الفعاليات بهدف التوسع وبحث فرص التعاون مع مستثمرين وحكومات، وقال: «هذا العام التقينا بقيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي من الدول التي نعمل معها منذ سنوات في مشاريع حيوية لتوليد الكهرباء، الضرورية لاقتصادها القائم على استخراج الكوبالت وخلق الوظائف».
وأوضح أن «سكاي باور» طورت مشاريع طاقة شمسية في أكثر من 35 دولة حول العالم، وخصصت استثمارات تتجاوز 5 مليارات دولار في آسيا، وتعمل حالياً ضمن منطقة (MENASA) التي تضم الكونغو وزامبيا وزيمبابوي، مع اهتمام خاص بالسوق المصرية رغم تحديات العملة.
أبدى رئيس «سكاي باور» تفاؤله بمستقبل الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى التزام واضح من دول المنطقة بخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة، وقال: «الشمس هنا هي الأقوى عالمياً، ما يجعل من المنطقة بيئة مثالية لتركيب الألواح الشمسية. الهدف ليس فقط خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري محلياً، بل تصدير الطاقة النظيفة إلى دول لا تملك بنية كهربائية أساسية».
وحول تجربة الإمارات، أشار أدلر إلى أنه انتقل للعيش في أبوظبي منذ أربع سنوات، بعدما لمس جدية حكومية في دعم مشاريع الطاقة المتجددة، وقال: «قبل سنوات كنت أعتقد مثل غيري أن الوصول إلى 30 أو 40% من الطاقة المتجددة بحلول 2030 أمر غير ممكن، لكن اليوم أعتقد أنه قابل للتحقق بفضل التوجيه الحكومي، والبيئة التنظيمية السريعة، والبنية التحتية الجاهزة».
وأضاف: «الأمر لا يقتصر على تأمين الطاقة محلياً، بل يتعداه إلى تصدير الطاقة المتجددة إلى دول أخرى. نحن نعمل مع الإمارات والسعودية على مشاريع لتوليد الطاقة في مناطق نائية بطريقة غير مسبوقة».
وعن الفروق في بيئة الأعمال، قال أدلر إن أصدقاءه الأميركيين يشعرون «بالغيرة» من قراره بتأسيس قاعدة إقليمية في الإمارات، مضيفاً: «في الولايات المتحدة، الآلاف من مشاريع الطاقة الشمسية متوقفة؛ بسبب صعوبات الربط والتنظيم. أما في الشرق الأوسط، فهناك تركيز على الإنجاز وسرعة التنفيذ، وهو ما يجعل من الخليج بيئة خصبة للاستثمار الأجنبي المباشر».