رسوم ترامب الجمركية تهدد بمحو سنتين من النمو للاقتصاد الكندي

الرسوم الجمركية الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء تهدد بتعطيل انتعاش الاقتصاد الكندي وزيادة التضخم والبطالة، ما قد يؤدي إلى حدوث ركود اقتصادي.

وتعتمد كندا على الولايات المتحدة بنسبة 75% من صادراتها وثلث وارداتها، وتجعل هذه التبعية في التجارة من كندا عرضة لتأثيرات حرب تجارية طويلة الأمد.

وبدأ الاقتصاد الكندي يظهر علامات تحسن بعد عدة أرباع اقتصادية ضعيفة، بفضل ستة تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة من قبل بنك كندا، وبلغت نسبة النمو السنوي للاقتصاد الكندي في الربع الرابع 2.6%، متفوقة على التوقعات، في حين انخفض معدل البطالة بفضل زيادة كبيرة في عدد الوظائف في يناير. ومع ذلك، قد تكون هذه الزيادة في النمو قصيرة الأمد، حسب مدة تطبيق الرسوم الجمركية.

تهديد لنمو دام سنتين

وقال كريغ ألكسندر، رئيس «ألكسندر إيكونوميك فيوز»، وهي مؤسسة بحثية اقتصادية مستقلة: «إذا استمرت الرسوم الجمركية إلى أجل غير مسمى، فإنها ستقضي تقريباً على عامين من النمو الاقتصادي».

وأضاف أنه قد يشهد الاقتصاد الكندي ركوداً طفيفاً على الأقل، مع العلم أن هذه التقديرات لا تأخذ في الاعتبار تأثير الرسوم الجمركية الجديدة المحتملة، وقال الاقتصاديون أيضاً إن تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأميركي سيكون واسعاً وعميقاً، وسيظهر في الوقت المناسب.

وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات جميعها من كندا، باستثناء المنتجات الطاقية التي تخضع لرسوم بنسبة 10% بدءاً من يوم الثلاثاء.

وبعد إعلان كندا عن تدابير انتقامية فورية على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي، هدد ترامب بفرض المزيد من الرسوم الجمركية، وقال راندي بارتليت، كبير الاقتصاديين المساعدين في «ديجاردين»: «نحن في نقطة تحول. من المحتمل أن تنقلب كل الأخبار الجيدة السابقة من حيث الناتج المحلي الإجمالي والوظائف والتضخم».

وأضاف أنه من المتوقع أن تدخل كندا في ركود ابتداءً من الربع الثاني من هذا العام، مع احتمال وصول معدل البطالة إلى 8%، بينما يبلغ حالياً 6.6%.

 

قطاع السيارات إلى ركود

وفي وندسور، في أونتاريو، على بعد مسافة قصيرة عبر الحدود من ديترويت، قال العمدة درو ديليكنز لوكالة رويترز، إن التأثيرات على صناعة السيارات ستبدأ في الظهور في غضون أيام قليلة، وأضاف أنه من الممكن أن تبدأ تسريحات العمال في مصانع السيارات في غضون أسبوع.

وأضاف ديليكنز: «ستؤثر هذه الرسوم الجمركية على سلسلة الإمدادات. بعضهم قد ينجو لفترة أطول من الآخرين، لكن نسبة 25% على القطاع بأسره ستكون كارثية على صناعة السيارات بشكل عام».

وقال البنك المركزي إن النمو في كندا سيتأثر سلباً على المدى الطويل بسبب الرسوم الجمركية، في حين ستشهد معدلات التضخم قفزة قد تستمر إذا استمرت هذه الرسوم.

خيار خفض الفائدة 

وسيعلن «بنك كندا» عن قراره بشأن السياسة النقدية في 12 مارس، وتشير أسواق العملات إلى أن هناك فرصة بنسبة 90% على الأقل لخفض الأسعار، وهي ضعف الفرصة التي كانت متوقعة يوم الاثنين.

وتمثل الصادرات إلى الولايات المتحدة حوالي 18% من الناتج المحلي الإجمالي الكندي، ويعتمد أكثر من 2.4 مليون وظيفة في كندا على التجارة مع الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء: «لن أخفي ذلك. سيكون الأمر صعباً». وحذر الاقتصاديون من أنه في حال استمرت الرسوم الجمركية وتراكمت، فإنها ستؤثر على العديد من القطاعات الاقتصادية.

وسيتعين على الأسر زيادة ديونها، وسيؤثر ذلك على أرباح الشركات، وسيتم تقليص الإيرادات العامة، وستحدث تسريحات جماعية، وستزيد حالات التعثر المالي من قبل المستهلكين والشركات، وقد تفقد المقاطعات الكندية تصنيفها الائتماني.

وقال ديف مكاي، الرئيس التنفيذي للبنك الملكي الكندي، أكبر مقرض في البلاد: «سيؤثر هذا بشكل غير متناسب على الأقل حظاً من الناحية الاقتصادية».