تشير بيانات حديثة جمعتها شركة «باناش فنتشرز» (Panache Ventures)، المتخصصة في تمويل الشركات الناشئة الكندية، إلى بوادر انتعاش محتمل في مجال الاستثمار للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة.
وفقًا لبراشانت ماتا، عضو شريك في «باناش» (Panache)، وصلت السوق إلى أدنى مستوياتها في النصف الأول من عام 2024، بعد فترة من الركود مقارنة بالنشاط المرتفع في عصر جائحة كورونا.
ورغم الأرقام الاستثمارية الضعيفة خلال الأشهر الأولى من العام، إلا أن ماتا يؤكد أن السوق تظهر مؤشرات تحسن، حيث تزايد عدد الشركات الناشئة، مما يعكس عودة الحماس للاستثمار. وأضاف: «لقد حان الوقت للانتقال من الدفاع إلى الهجوم في السوق».
من بين العوامل التي ساهمت في هذا التحسن، يبرز ماتا انخفاض تكلفة رأس المال نتيجة تراجع أسعار الفائدة، وتحسن الظروف الاقتصادية الكلية، وتسارع الابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى نمو الطموح الريادي بين المؤسسين الجدد.
وتستخدم «باناش» (Panache) الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بحثاً عن دلائل على ظهور شركات ناشئة جديدة، مما يشير إلى زيادة في الطلب المستقبلي على استثمارات رأس المال المغامر.
بحسب بيانات الشركة، تم إطلاق ما يزيد عن 800 شركة ناشئة في مجالات التكنولوجيا والبرمجيات في كندا خلال النصف الأول من 2024، مقارنة بـ 625 شركة في نفس الفترة من العام السابق. وتُظهر هذه الزيادة أن المؤسسين يستعدون للانطلاق في مشاريع جديدة، ما قد يدفع المستثمرين الذين كانوا مترددين في السابق إلى العودة إلى السوق.
من جانبها، أكدت أليسون نانكيفيل، الرئيسة التنفيذية لمنطقة «مارس ديسكفري» (MaRS Discovery District)، أن هناك انتعاشاً ملحوظاً في الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا التطبيقية والتكنولوجيا الحيوية. وأوضحت أن العديد من المواهب التقنية التي تأثرت بتقلصات سوق العمل بدأت تتجه لتأسيس شركات جديدة، مستشهدةً بأن فترات الركود غالباً ما تولد الفرص الريادية.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال بعض التحديات قائمة. فقد وجدت دراسة أجرتها «آر بي سي إكس» (RBCx) أن استثمارات رأس المال المغامر في كندا قد تصل إلى أدنى مستوياتها خلال العقد الحالي. ويؤكد الخبراء أن هناك حاجة لتحسين السياسات العامة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي وضمان توفير التمويل الكافي للشركات الناشئة خلال الفترة المقبلة.