logo
اقتصاد

ترامب ووظائف المهاجرين.. "مناورة" تفندها البيانات

ترامب ووظائف المهاجرين.. "مناورة" تفندها البيانات
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامبالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:1 يوليو 2024, 04:17 م

زعم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال المناظرة الرئاسية التي جمعته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الخميس، أن المهاجرين المتدفقين من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك كانوا "يأخذون وظائف ذوي الأصول الأفريقية".

وقال ترامب إن "أكبر ضربة له ضد ذوي الأصول الأفريقية هي السماح لملايين الأشخاص بالدخول عبر الحدود. إنهم يأخذون وظائف ذوي الأصول الأفريقية الآن، وقد يصل عددهم إلى 18 مليونًا أو 19 مليونًا أو حتى 20 مليونًا".

وأضاف: "هم يأخذون وظائف ذوي الأصول الأفريقية واللاتينيين، ولم تر ذلك بعد، ولكنك سترى شيئًا سيكون الأسوأ في تاريخنا"، وفقاً لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

لكن البيانات الاقتصادية تظهر أن أداء العمال ذوي الأصول الأفريقية جيد بشكل استثنائي؛ فلا يزال معدل البطالة بينهم (6.1% في مايو الماضي) بالقرب من أدنى مستوياته التاريخية، ومكاسب الأجور عند أعلى مستوياتها على الإطلاق. 

وفي الوقت نفسه، فإن حصة الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية الذين لديهم وظائف تبلغ 59.1%، وهي تقترب بذلك من الذروة البالغة 60.4% التي تم تحديدها العام الماضي.

وفي السياق، قالت فاليري ويلسون، خبيرة اقتصاد العمل في معهد السياسة الاقتصادية: "لا يوجد ما يشير في أي مكان إلى أن العمال من ذوي الأصول الأفريقية يخسرون في هذا الاقتصاد".

وأضافت: "ليس لدينا رقم قياسي في توظيفهم فحسب، بل شهدنا أيضًا نموًا أسرع بكثير في الأجور بعد الوباء مقارنة بالعمال ذوي الأصول الأوروبية".

وقالت ويلسون إن أجور العمال ذوي الأصول الأفريقية ارتفعت بنسبة 1.4% بين عامي 2019 و2023، بعد تعديل التضخم، مقارنة بزيادة بنسبة 0.9% للعمال من أصل إسباني وارتفاع بنسبة 0.5% للعمال ذوي الأصول الأوروبية. 

وعزا البيت الأبيض هذه المكاسب الضخمة في الأجور إلى حقيقة أن المزيد من العمال ذوي الأصول الأفريقية بدأوا العمل في الصناعات ذات الأجور المرتفعة.

إيجابيات الهجرة

وفي غضون ذلك، لا يزال سوق العمل في الولايات المتحدة قوياً بشكل استثنائي بالنسبة لجميع العمال، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى تدفق المهاجرين الجدد الذين ساعدوا في سد النقص في العمالة الذي طال أمده في مختلف الصناعات، وفقاً لواشنطن بوست.

ويتفق الاقتصاديون بشكل عام على أن الهجرة مفيدة للاقتصاد؛ فهي تعزز المعروض من العمال المتاحين، ولكن بنفس القدر من الأهمية، فإنها تزيد الطلب على السلع والخدمات، مما يعزز الاقتصاد ويخلق الحاجة إلى وظائف جديدة.

وقالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في شركة ZipRecruiter: "معظم الأبحاث الأكاديمية حول الهجرة على مدار العقود الماضية وجدت أنها إيجابية بشكل عام للاقتصاد، لكن بعض الدراسات تجد فقدان الوظائف للعمال ذوي الأجور المنخفضة".

ومع ذلك، أكدت أن الصورة في تغير مستمر، خاصة في ضوء أن سكان الولايات المتحدة يصلون بسرعة إلى سن التقاعد.

وأردفت: "من الصعب قياس التأثيرات الصافية، ومن المرجح أن تمر عقود قبل أن يكون هناك مجموعة قوية من الأدلة العلمية والتحليلات حول آثار سياسات الهجرة الحالية".

وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة استقبلت نحو 2.5 مليون مهاجر، العام الماضي، لكن ويلسون قالت إنه لا يوجد دليل على أن هؤلاء الوافدين الجدد انتزعوا وظائف من العمال المولودين في الولايات المتحدة. 

وأضافت أن معدل البطالة بين العمال المولودين في الولايات المتحدة بلغ في المتوسط ​​3.6% في عام 2023، وهو أدنى معدل مسجل على الإطلاق.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC