على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست في حالة ركود اقتصادي رسمي، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع التكاليف تدفع العديد من النساء إلى إعادة التفكير في روتين الجمال الخاص بهن، مما أدى إلى انتشار مفهوم «تسريحات الركود»، أو التسريحات الاقتصادية، على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا المصطلح يشير إلى اختيار تسريحات وألوان وعلاجات شعر منخفضة الصيانة، تساعد على تقليل زيارات الصالون وتوفير المال، إذ لا يعكس هذا الاتجاه فقط وعياً مالياً، بل يؤكد أن العناية بالنفس تظل أولوية مهما كانت التحديات، وفقًا لتقرير موقع «يو إس إيه توداي» (usa today).
ومع استمرار التضخم وارتفاع أسعار المواد الأساسية، مثل الغذاء، أصبحت النساء أكثر حرصاً على إنفاق أموالهن بذكاء.
ووفقًا لمسح أجرته «أدفانسد ديرماتولوجي» عام 2024، تنفق النساء في الولايات المتحدة في المتوسط 1064 دولاراً سنوياً على المظهر الخارجي، منها 277 دولاراً على قصات وصبغ الشعر. وأشارت نتائج المسح إلى أن 1 من كل 6 نساء تصرف أكثر مما تستطيع تحمّله، بينما دخل نحو 10% منهنّ في ديون نتيجة الإنفاق على منتجات أو خدمات جمالية.
من جانبها، تقول جوردان بيرد، مصففة شعر في صالون (6th and Big) في ولاية جورجيا، إنها شهدت تغيرات واضحة في سلوك الزبونات خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، موضحة: «في مثل هذه الفترات، تحتاج النساء إلى حوار صريح يمكنهن من قول لا يمكنني تحمّل زيارات متكررة، لكن أستطيع زيارة الصالون ثلاث مرات في السنة».
وأضافت: «دوري كمصففة شعر هو مساعدتهن على الشعور بالجمال من خلال تسريحات تدوم أطول، وتخفف الضغط النفسي المتعلق بالمظهر».
من أبرز التوجهات التي لاحظتها بيرد هو تقبّل النساء للون الشعر الرمادي الطبيعي، الذي يمكن تعزيزه من خلال إضافة خصلات داكنة (لولايتس) تساعد على تقليل الحاجة إلى التلوين المتكرر.
أما للنساء ذوات الشعر الأشقر، فالتقنيات الحديثة مثل «خصل البلياج» أو «دمج الألوان» أصبحت خياراً شائعاً، لأنها تمنح مظهراً طبيعياً يدوم فترات أطول ويوفر المال.
وأكد التقرير أنه رغم الظروف، يظل قطاع التجميل من المجالات المقاومة نسبياً للركود.
وتقول كاتي توماس، مديرة معهد كيرني للمستهلك، إن التجميل والعناية الذاتية تبقى من الأولويات، حتى في أوقات التوتر المالي، مضيفة: «وجدنا أن الناس مستعدون للتخلي عن الكماليات الصغيرة، مثل رقائق البطاطس، لكنهم يعتبرون العناية بالجمال أمراً لا يمكن الاستغناء عنه».
وتشير توماس كذلك إلى ما يُعرف بـ«تأثير قلم الحمرة»، وهو ميل الناس خلال الأزمات إلى شراء منتجات صغيرة تبعث على السعادة، مثل مستحضرات التجميل، للحفاظ على الإحساس بالرفاهية.
وتقول: «نرى هذا أيضاً في الإنفاق على تصفيف الشعر، قد تلجأ النساء لصبغ الشعر بأنفسهن لتوفير المال، لكنهن لا يستغنين تماماً عن صالونات التجميل».
ومع أن بعض النساء ما زلن يحتفظن بمواعيد دورية في الصالونات، يرى بعضهن أن الفترات بين الزيارات يمكن تمديدها دون التخلي الكامل عن الرعاية المهنية في الصالون.
ومع استمرار التقلبات الاقتصادية، يبقى واضحاً أن النساء لا يتخلين عن جمالهن، بل يبتكرن طرقاً جديدة وفعّالة للحفاظ عليه، سواء من خلال تقنيات جديدة في الصالونات أو حلول منزلية ذكية، لأن الشعور بالجمال لا يعرف حدود الميزانية.