يواجه الين الياباني اختبار قوة عند مستويات 140 يناً للدولار التي لم ينجح حتى الآن في تجاوزها، وفشل في عبورها بذروة ارتفاعاته التي بلغها هذا العام عندما وصل إلى مستويات 140.26 ين للدولار لفترة وجيزة يوم 5 أغسطس الماضي، حينما تعرضت الأسواق لضربة قوية فيما بات يدعى بأحداث «الإثنين الأسود» مع اشتعال تجارة المناقلة.
وخلال تعاملات اليوم الأربعاء، ارتفع الين أكثر من 1% مقابل الدولار بعد تصريحات متشددة من بنك اليابان، ليصل إلى مستويات 140.7 ين للدولار، إلا أنه عاد ليقلص جانباً من مكاسبه، حيث يحوم الآن قرب مستويات 141.51 ين للدولار، بحلول الساعة 8:40 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.
انخفض الدولار الأميركي أمام الين بعد تصريحات عضو بنك اليابان جونكو ناجاكاوا، اليوم، وواصل الزوج خسارته مع زيادة التلميحات المتشددة المحيطة بموقف سياسة بنك اليابان.
وقالت ناجاكاوا إن البنك قد يعدل درجة التيسير النقدي إذا جاءت أحوال الاقتصاد والتضخم كما هو متوقع.
وأضافت في كلمة ألقتها أمام قادة الأعمال شمال اليابان: «نظراً لأن أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة للغاية حالياً، فسنعدل درجة الدعم النقدي، من وجهة نظر تحقيق هدفنا للتضخم بنسبة 2% بشكل مستدام ومستقر، إذا تحققت توقعاتنا الاقتصادية».
يشير مؤشر القوة النسبية RSI إلى وجود فرصة لصعود الين مقابل الدولار مع تراكم الزخم الشرائي على العملة اليابانية.
وسجل المؤشر بحلول الساعة 8:10 صباح اليوم بتوقيت غرينتش 32.4 نقطة، في إشارة إلى ضعف الدولار وتراكم طلبات الشراء على الين.
وينخفض زوج الدولار/ين عن المتوسط المتحرك البسيط البالغ 150 يناً للدولار خلال 50 يوماً، وينخفض عن المتوسط المتحرك خلال 20 يوماً والبالغ 145.5 ين للدولار.
رغم رفع أسعار الفائدة في يوليو، تظل أسعار الفائدة الحقيقية سلبية للغاية في اليابان، ولا تزال الأوضاع النقدية تيسيرية، حيث تنخفض معدلات الفائدة البالغة 0.25% عن مستويات التضخم التي تناهز 3%.
وتقاس معدلات الفائدة الحقيقية باحتساب الفارق بين معدلات الفائدة الحالية ومعدلات التضخم، وإذا جاءت النتيجة لصالح الفائدة يعني هذا أن معدلات الفائدة إيجابية، وإذا جاءت لصالح التضخم فهذا يعني أن الفائدة سلبية.
ولا تزال أمام الين فرصة واسعة للصعود، وربما يتجاوز مستويات الدعم الرئيسة عند 140 يناً/دولار إذا أبدى المركزي الياباني مزيداً من التشديد، حيث إن سعر الفائدة الحقيقي في اليابان يقترب من -2.7%.
وإذا ارتفعت أسعار الفائدة طويلة الأجل، فقد يعيد بنك اليابان النظر في خطة التخفيض التدريجي خلال اجتماعات السياسة المقبلة، وفقاً لتصريحات سابقة لمسؤولي البنك؛ ما يمنح الين مزيداً من القوة بعد ما يقرب من 10 سنوات من أسعار الفائدة السلبية.
زاد من الاتجاه الهبوطي لزوج الدولار /ين السياسات النقدية المتناقضة لبنك اليابان، وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والتي كانت تشجع على تصفية عمليات التداول بالفائدة (تجارة المناقلة) وتعزيز الطلب على العملة اليابانية.
وبينما يؤكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا، التزام البنك المركزي بمواصلة رفع أسعار الفائدة، شريطة أن يلبي الاقتصاد الياباني توقعات البنك حتى السنة المالية 2025، يرى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول أن الوقت قد حان ليبدأ البنك في تيسير سياسته النقدية بعد أن ارتفعت أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 22 عاماً.
ويرى عضو مجلس سياسة بنك اليابان، هاجيمي تاكاتا، أن بنك اليابان يجب أن يظل على المسار الصحيح لرفع أسعار الفائدة، ولكن يجب أن يتوخى الحذر لضمان عدم إلحاق الأسواق المتقلبة ضررًا بالغًا بالشركات.