الشرق الأوسط.. الابتكار في اللوجستيات يعزز القوة الاقتصادية

بينما يشهد الاقتصاد العالمي تحولاً سريعاً، يقف الشرق الأوسط على عتبة أن يصبح قوة اقتصادية كبرى، بحسب تقرير لمنصة (Logistics Middle East)، المتخصصة في تحليل قطاع اللوجستيات في الشرق الأوسط.

هذه التحولات، التي تقودها بشكل كبير الشركات الرائدة، تعزز من حلول المدفوعات عبر الحدود واللوجستيات من خلال التكنولوجيا المتقدمة، مما يبشر بعصر جديد من الازدهار الاقتصادي في المنطقة.

لوجستيات الاقتصادات الناشئة

في العديد من الاقتصادات الناشئة، كانت البنية التحتية القديمة والتعقيدات التنظيمية ونقص التكامل التكنولوجي عوائق رئيسية أمام تطوير الصناعات اللوجستية. ومع ذلك، أكد التقرير أن الشركات الرائدة تعالج هذه التحديات من خلال حلول تكنولوجية مبتكرة.

ومن ضمن هذه الحلول، تستفيد شركات تقديم الخدمات اللوجستية العالمية من تقنيات متقدمة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، ونظم المعلومات، والحوسبة السحابية، وإدارة المشاريع الرشيقة، حيث تنفذ مبادرات تهدف إلى التغلب على القضايا الرئيسية التي تواجه الدول النامية.

وينطبق هذا أيضاً على المشهد اللوجستي الأوسع، فوفقاً لاستطلاع حديث لشركة «ماكنزي وشركاه»، أظهرت البيانات أن 87% من الشركات أو الأفراد الذين يشحنون البضائع قد حافظوا على، أو زادوا إنفاقهم على التكنولوجيا منذ عام 2020، مع تخطيط 93% لزيادة الاستثمارات على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

التكنولوجيا المتقدمة

أوضح التقرير أن تكلفة إرسال الأموال عبر الحدود كانت مرتفعة في الماضي، مما أعاق نمو هذا النوع من المدفوعات، خاصة في الأسواق الناشئة. لذا، تعمل الشركات التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة على تقليل كل من الوقت والتكلفة المرتبطين بالمدفوعات عبر الحدود.

وأطلقت إحدى الشركات في مجال التجارة الإلكترونية خدمة تشمل نظاماً فورياً للمعاملات عبر الحدود، مما يجعل عملية إرسال الأموال أسرع وأرخص مقارنة بالطرق التقليدية.

وفي قطاع الخدمات اللوجستية، تقود شركات الجيل التالي تبني التكنولوجيا المتقدمة لتبسيط العمليات عبر الحدود وتعزيز الكفاءة. فبحسب التقرير، تسعى إحدى الشركات الرائدة في مجال اللوجستيات والتجارة الإلكترونية في الإمارات إلى دفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تحسين اللوجستيات والتجارة الإلكترونية، والشمول المالي والتحول الرقمي.

الإمارات مركز لوجستي عالمي

يؤكد الموقع الإستراتيجي للإمارات بين مراكز التجارة الرئيسة في أوروبا وآسيا وإفريقيا على دورها كمركز لوجستي عالمي. ووفقاً لتقرير حديث من مجموعة التحليل الدولي للأبحاث والاستشارات، من المتوقع أن تصل قيمة سوق اللوجستيات في الإمارات إلى 58.5 مليار دولار أميركي بحلول عام 2032، ارتفاعاً من 35.9 مليار دولار في عام 2023، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.58% من 2024 إلى 2032.

وأضاف التقرير أن المستقبل يبدو واعداً للشرق الأوسط، حيث تقود الشركات المستقبلية التقدم في المدفوعات عبر الحدود واللوجستيات. ومن المتوقع أن تعزز الابتكارات المستمرة والتعاون المشهد الاقتصادي الديناميكي والمزدهر.

ومع اقتراب المنطقة من تحقيق هدفها في تثبيت نفسها كقوة اقتصادية، أكد التقرير أن الحفاظ على روح الابتكار سيكون أمراً حيوياً في تعزيز المعايير العالمية في المعاملات اللوجستية عبر الحدود.