«فرصة بتريليون دولار» من 700 مليار إلى 1.3 تريليون دولار بحلول 2030، هذا ما توقعته شركة «آرثر دي ليتل» (Arther D Little)، المتخصصة في الاستشارات الإدارية في أحدث تقرير لها بعنوان «فرصة بتريليون دولار»، والذي يستكشف الإمكانات التحوّلية لحلول الشراء الآن والدفع لاحقاً الموجهة للأعمال في إعادة رسم ملامح التجارة العالمية.
وفي ظل تقديرات تشير إلى وصول قيمة التجارة العالمية بين الشركات إلى نحو 120 تريليون دولار وفقاً لأحدث البيانات المتاحة في عام 2022، تتوقع شركة آرثر دي ليتل أن تستحوذ حلول الشراء الآن والدفع لاحقاً على نسبة تتراوح ما بين 15% إلى 20% من المدفوعات بين الشركات العالمية بحلول عام 2030، ما يفتح الباب أمام حجم معاملات يتراوح ما بين 25 إلى 30 تريليون دولار.
وبمتوسط رسوم يتراوح ما بين 3% إلى 4% لكل معاملة، هناك قيمة سوقية محتملة لهذه الحلول تتراوح ما بين 700 مليار دولار إلى 1.3 تريليون دولار.
شهدت دول الخليج العربي خطوات بارزة في تبني حلول «الشراء الآن والدفع لاحقاً» الموجهة للأعمال. ففي المملكة العربية السعودية، قدمت شركة «فودكس» (Foodies) هذه الخدمة لشركات الأغذية والمشروبات، ما أتاح للشركات الصغيرة فرصة دفع اشتراكاتها ومصاريفها بمرونة.
كما استثمرت شركة «ملاءة» (Malaa) السعودية 7 ملايين دولار لدعم هذه الحلول، في حين حصلت شركة «كومفي» (Comfy) في الإمارات العربية المتحدة على تسهيلات ائتمانية بقيمة 5 ملايين دولار لتسريع تبني هذه الخدمات في السوق المحلية.
على المستوى العالمي، أشار التقرير إلى التجربة الألمانية كمثال ناجح يوضح إمكانات هذه الحلول. ففي عام 2022، بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية بين الشركات في ألمانيا 467 مليار دولار، وهو ما يفوق سوق التجارة الإلكترونية بين الشركات والأفراد بخمسة أضعاف.
هذه الأرقام تعكس بوضوح أهمية تطبيق هذه الحلول في الأسواق المتقدمة رقمياً، حيث توفر مرونة غير مسبوقة للتعاملات التجارية.
ولا يقتصر دور هذه الحلول على تسهيل المدفوعات فقط، بل تساعد أيضاً في تقليل مخاطر الائتمان، التي غالباُ ما تتحملها الشركات الصغيرة والمتوسطة.
حوالي 30% إلى 50% من المعاملات التجارية العالمية تتم حالياً باستخدام الائتمان التجاري التقليدي، ما يشكل عبئاً كبيراً على الموردين.
بينما توفر حلول «الشراء الآن والدفع لاحقاً» بديلاً مرناً وبسيطاً، حيث تمنح الموردين القدرة على تلقي مستحقاتهم بشكل فوري، بينما يحصل المشترون على شروط دفع مريحة ومرنة.
أكد أرجون فير سينغ، رئيس قطاع التقنية المالية في آرثر دي ليتل، أن هذه الحلول ليست مجرد أداة مالية، بل تُعد محركاً أساسياً لتعزيز التجارة العالمية.
وأضاف أن الشركات التي تسعى لتبسيط عملياتها وتحسين تدفقاتها النقدية ستجد في هذه الحلول وسيلة فعالة للتكيف مع الديناميكيات الاقتصادية الجديدة.
من جانبه، أوضح محمد نيكار، مدير مشاريع بالشركة في الشرق الأوسط، أن هذه الحلول تُعيد رسم ملامح تمويل التجارة العالمية من خلال معالجة تحديات السيولة وتبسيط العمليات التجارية ودعم النمو الاقتصادي.
ومع استمرار التحول الرقمي العالمي، تبدو حلول «الشراء الآن والدفع لاحقاً» كجزء لا يتجزأ من مستقبل التجارة.
بفضل مرونتها وقدرتها على تعزيز التدفقات النقدية وتقليل المخاطر المالية، أصبحت هذه الحلول أداة حيوية للشركات التي تسعى للنجاح في بيئة اقتصادية ديناميكية ومتغيرة.