وفي غضون ذلك انخفضت جميع المؤشرات الأوروبية في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، وسط حالة من التضارب في تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض أسعار الفائدة، جنباً إلى جنب وتركيز المستثمرين على قراءة محضر اجتماع الفيدرالي الأميركي مساء اليوم.
وترتبط تحركات أسعار الفائدة بين البنوك المركزية الكبرى، حيث يؤدي التحول المبكر في السياسة النقدية لأحد البنوك إلى خفض جاذبية العملة مقابل عملات البنوك الأخرى ما يجعل من تحقيق مستهدفات التضخم أكثر صعوبة في تلك الحالة.
بدأ بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك كندا في خفض الفائدة باجتماع يونيو المقبل ما يعزز انخفاض الطلب على عملات هذه الدول لصالح الدولار الأميركيغولدمان ساكس
تراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، إذ أدت قراءة أضعف من المتوقع للتضخم في بريطانيا إلى إضعاف المعنويات قبيل صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4% وتصدر المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني" فوتسي" الخسائر بين الأسواق الإقليمية بانخفاض 0.6 %.
وأظهرت البيانات أن التضخم في بريطانيا انخفض بنسبة أقل من المتوقع بنسبة 2.3% في أبريل، مما دفع المتداولين إلى خفض رهاناتهم على خفض سعر الفائدة من بنك إنجلترا الشهر المقبل.
وانخفض داكس الألماني0.35% وتراجع كاك 40 الفرنسي 0.59% وانخفض فوتسي إم اي بي الإيطالي 0.555 وتراجع أيبمس 35 الإسباني 0.3%.
وفي وول ستريت انخفض العقود الآجلة للأسهم الأميركية جميعها، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 بحوالي 0.15%.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا بنسبة 0.10% بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي 0.11%.
وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر الدولار مقابل سلة من ست عملات بنسبة 0.1% إلى مستويات 104.75 نقطة وسط توقعات أن يبدأ الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر.
ستستمر قوة الدولار الأميركي لفترة أطول من الوقت إذا حافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على نهجه التشديديغولدمان ساكس
ومنذ ساعات نشرت وسائل إعلام دولية مذكرة بحثية لبنك غولدمان ساكس توقع فيها أن يبدأ بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك كندا في خفض الفائدة باجتماع يونيو المقبل، ما يعزز انخفاض الطلب على عملات هذه الدول لصالح الدولار الأميركي.
وتوقع محللو غولدمان ساكس أن صانعي القرار النقدي في البنوك الكبرى يراقبون بشدة تحولات الفيدرالي للحد من مدى تقلب الدولار.
ورجح محللو غولدمان ساكس، أن تستمر قوة الدولار الأميركي لفترة أطول من الوقت إذا حافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على نهجه التشديدي وإبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، والذي سيتزامن مع بدء خفض البنوك المركزية الأخرى لسعر الفائدة.
وقال خبراء غولدمان ساكس: "إذا اتخذت البنوك المركزية العالمية إجراءات تيسيرية أقوى وأبكر مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي الأميركي فإن ذلك من شأنه أن يدعم الولايات المتحدة للوصول إلى هدف التضخم".
ووفقا للمذكرة، إذا استمرت السياسة النقدية التشديدية خلال الفترة المقبلة لدى الفيدرالي، وقررت السلطات النقدية في البنوك المركزية الأخرى اتخاذ قرارات تيسيرية بدلا من انتظار بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للبدء في دورة خفض الفائدة، فمن المرجح أن تدعم فروق أسعار الفائدة قوة الدولار لوقت أطول.
إذا اتخذت البنوك المركزية العالمية إجراءات تيسيرية أقوى وأبكر مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي الأميركي فإن ذلك من شأنه أن يدعم الولايات المتحدة للوصول إلى هدف التضخمغولدمان ساكس
وفي كلمة معدة للنشر قالت محافظ البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد: "خفض أسعار الفائدة أمر محتمل باجتماع البنك في الشهر المقبل مع احتواء الارتفاعات السريعة في نمو أسعار المستهلك (أي التضخم) الآن إلى حد كبير".
وأضافت لاغارد: "هناك احتمال قوي لبدء خفض الفائدة باجتماع يونيو، حيث يتعلق الأمر بما إذا كانت البيانات الواردة تعزز مستوى الثقة لدى أعضاء البنك المركزي الأوروبي في تحقيق هدف التضخم البالغ 2% على المدى المتوسط".
وأكدت محافظ المركزي الأوروبي عن ثقتها بأن التضخم تحت السيطرة، وأن توقعات المركزي الأوروبي للعام المقبل والعام الذي يليه تقترب حقا من الهدف، إن لم يكن عند هدف البنك المركزي الأوروبي نفسه، لذلك، أضافت لاغارد أن صناع القرار قد وصلوا بالفعل إلى مرحلة السيطرة على التضخم.
عملية الخفض يجب أن تكون تدريجية ولا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يتسرع فيهاعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي مارتينز كازاكس
وفي غضون ذلك، قال مارتينز كازاكس، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية اليوم الأربعاء: "عملية الخفض يجب أن تكون تدريجية ولا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يتسرع فيها".
وأوضح صانع السياسات الأوروبي مارتنيز كازاكس، أن السيناريو الأساسي هو أن المركزي الأوروبي يقترب تدريجيا من هدف التضخم البالغ 2%، وأضاف أن نهج الاعتماد على البيانات الاقتصادية الذي يتبعه البنك هو النهج المناسب حتى الآن.
وفي الوقت ذاته أشارت عضو المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل، إنه من المحتمل أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو، لكنها أردفت قائلة: "يجب النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية، نظرا لمخاطر التيسير قبل الأوان".
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني يواكيم ناجل: "خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقة".
خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقةمحافظ البنك الاتحادي الألماني يواكيم ناجل
وقالت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا: "لا تزال هناك مخاطر صعودية على توقعات التضخم على المدى القريب من العوامل الجيوسياسية، حيث تشهد المؤشرات الرئيسية لاستمرار التضخم اعتدالا على نطاق واسع كما هو متوقع، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة.
ورغم انقسام الأعضاء، أبقى بنك إنجلترا على أسعار الفائدة لمرة السادسة على التوالي، متفقا مع توقعات الأسواق والمحللين، متجنباً المجازفة بخفض مبكر لأسعار الفائدة رغم بيانات التضخم الأخيرة والتي جاءت إيجابية، مبقيا على تكلفة الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ 16 عاما.
وقال هيو بيل كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا: "موعد خفض أسعار الفائدة المصرفية لا يزال بعيدا بعض الشي، حيث إن خفض أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية لن يؤدي بالكامل إلى إلغاء الموقف التقييدي للسياسة النقدية".