توقعات سعر النفط مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، استقراراً نسبياً في التعاملات الصباحية المبكرة، رغم تزايد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي تسيطر على ثلث إنتاج النفط في العالم، ويمر من خلالها 20% من الصادرات الإجمالية عبر مضيق هرمز، ما سيؤثر على توقعات سعر النفط اليوم.

وفي إشارة إلى استيعاب الأسواق لاحتمالات تزايد الصراع، لا يزال التركيز منصباً على توقعات زيادة المعروض بدءاً من ديسمبر المقبل مع تخلى «أوبك+» التدريجي عن تخفيضات الإنتاج، وانفراجة أزمة المركزي الليبي، إضافة إلى إشارات ضعف الطلب القادمة من الصين، 

حركة محدودة

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم، بنطاق محدود، لتصعد العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم ديسمبر 0.2% عند مستويات 71.83 بمكاسب لم تتجاوز 12 سنتاً.

بالمقابل، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط تسليم نوفمبر 15 سنتاً ما يعادل 0.19% وصولاً إلى مستوى 68.3 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ4:30 صباح اليوم بتوقيت غرينتش.

وكانت أسعار النفط تباينت بنهاية تعاملات أمس، حيث ارتفع عقد برنت الأكثر تداولاً تسليم ديسمبر 0.27 دولار، بينما لم تتحرك أسعار الخام الأميركية سوى سنت واحد خسرته عن إغلاق يوم الجمعة الماضي.

وسجل خام برنت انخفاضاً بـ 9% في سبتمبر، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ نوفمبر 2022، بينما هبط للشهر الثالث على التوالي، ليفقد 17% في الربع الثالث، وهي أكبر خسارة فصلية له في عام.

بالمقابل، انخفض الخام الأميركي 7% في سبتمبر، وهو أكبر انخفاض شهري له منذ أكتوبر 2023، بينما تراجع 16% في الربع الثالث بأكبر انخفاض ربع سنوي له منذ الربع الثالث من 2023.

مثبطات الأسعار؟

وافق مجلس النواب الليبي أمس، على تعيين ناجي محمد عيسى بلقاسم محافظاً جديداً لمصرف ليبيا المركزي في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة التي أدت إلى انخفاض إنتاج البلاد من النفط؛ ما يفتح الباب لعودة تدفق مليون برميل نفط ليبي كان تأثر بالتوترات الحاصلة في البلاد.

كذلك، لا تزال أسعار النفط تحت ضغط البيانات الضعيفة من الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حيث تعززت مخاوف الطلب أمس بعد أن أظهرت البيانات انكماش نشاط التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم للشهر الخامس.

ولا يزال تأثير ما نشرته تقارير غربية عن استعداد السعودية للتخلي عن هدفها غير الرسمي لسعر 100 دولار للبرميل في إطار استعدادها لزيادة الإنتاج، يضغط على الأسعار.

إضافة إلى ذلك، تتعرض الأسعار لمزيد من الضغط مع اقتراب موعد تخلي «أوبك+» عن تخفيضات طواعية بوتيرة تدريجية بدءاً من ديسمبر، بواقع 180 ألف برميل يومياً.

محفزات الأسعار؟

يدعم التوتر المتصاعد بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان من احتمالات اتساع الصراع الدائر في الشرق الأوسط بوتيرة أكبر، ما قد يؤثر على  تعطيل صادرات النفط في المنطقة.

ولا يزال الإعصار الأميركي هلين يؤثر في تدفقات النفط من المنصات والشركات العاملة في خليج المكسيك الذي يسيطر على 15% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي.

إلى ذلك، عززت توقعات الأسواق بالحصول على مزيد من تخفيضات الفائدة في الولايات المتحدة من دعم احتمال صعود الأسعار، حيث يؤدي خفض الفائدة للضغط على الدولار ما يشجع المستوردين حاملي العملات الأخرى على زيادة المشتريات، مع انخفاض تكاليف النقل والشراء والتأمين.