النفط يترقب.. مفاوضات السلام أم عقوبات إيران؟

استهلت أسعار النفط تعاملات اليوم الاثنين، مطلع تداولات الأسبوع، على تقلبات محدودة، إلا أنها مالت إلى التراجع، في إشارة إلى حالة عدم اليقين التي تسيطر على المتداولين في ظل تناقض الأنباء التي تحيط بالسوق، ما بين الدعم تارة والضغط تارة أخرى.

هبط خام برنت 3.1%، في الجلسات الأربع الماضية، وتراجع الخام الأميركي 3.8%، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولون من إدارته أنهم بدأوا مناقشات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين قلصت العقوبات الإيرانية من تلك التراجعات.

أسعار

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم إبريل 0.2% دولار أو ما يعادل 0.2% إلى مستويات 74.59 دولار للبرميل، بحلول الساعة 4:30 بتوقيت غرينتش.

ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط، تسليم شهر مارس، بنحو 0.25 دولار في البرميل، أو ما يعادل 0.3% وصولاً إلى مستويات 70.51 دولار للبرميل. 

في نهاية الأسبوع الماضي هبطت العقود الآجلة لخام برنت 0.28 دولار، بما يعادل 0.37%، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.55 دولار أو 0.77%.

حرب

أمر الرئيس دونالد ترامب المسؤولين الأمريكيين الأسبوع الجاري ببدء محادثات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا بعدما عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبتهما في إحلال السلام خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع ترامب.

كما قال ترامب أمس الأحد إنه يعتقد أنه قد يلتقي قريباً جداً مع بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وروسيا لإجراء محادثات أولية في المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة.

أدت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على صادرات النفط الروسية إلى الحد من الشحنات وتعطيل تدفقات إمدادات النفط المنقولة بحراً، ومن شأن رفع العقوبات في حالة التوصل إلى اتفاق سلام أن يعزز إمدادات الطاقة العالمية.

تعريفات

أمر ترامب أيضاً منتصف الأسبوع الماضي مسؤولي التجارة والاقتصاد بدراسة فرض رسوم جمركية على الدول التي تفرض رسوماً جمركية على السلع الأميركية، وتقديم توصياتهم بحلول الأول من أبريل.

ويقود تأجيل الرسوم الجمركية الأميركية إلى تمهيد الطريق لبعض التعافي في أسعار النفط، مع تحسن بيئة المخاطرة أمام احتمالات التوصل إلى مزيد من التوافق التجاري، ومنع اندلاع حرب تجارية تكبل الطلب على النفط.

إيران

قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة قد تطبق أقصى الضغوط الاقتصادية على إيران؛ ما حدَّ من الخسائر، التي تعرضت لها أسعار النفط، إذ أذكت التصريحات مخاوف اضطراب الإمدادات.

ودفع ترامب صادرات النفط الإيرانية إلى الاقتراب من الصفر خلال ولايته الأولى بعد إعادة فرض العقوبات، في حين أظهرت بيانات «أوبك» أن إنتاج إيران خلال 2024 سجل أعلى مستوياته منذ 2018، متجاوزاً حاجز 3.2 مليون برميل يومياً.

كما حققت صادرات النفط الإيرانية إيرادات بلغت 53 مليار دولار في 2023، و54 مليار دولار في العام السابق، وفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

الطلب

كتب محللون في بنك «جيه بي مورغان» نهاية الأسبوع الماضي: «الطلب العالمي على النفط ارتفع إلى 103.4 مليون برميل يومياً، بزيادة بلغت 1.4 مليون برميل يومياً على أساس سنوي».

أوضحت مذكرة «جيه بي مورغان» أنه بعد تباطؤ الطلب في البداية على الوقود المستخدم في التنقل والتدفئة، انتعش في الأسبوع الثاني من فبراير؛ ما يشير إلى أن الفجوة بين الطلب الفعلي والمتوقع ستضيق قريباً.

في حين قالت شركة «يكر هيوز» لخدمات الطاقة يوم السبت الماضي، إن شركات الطاقة الأميركية أضافت الأسبوع الجاري حفارات نفط وغاز طبيعي للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر 2023.