تعريفات ترامب تهز أسواق الطاقة.. ماذا حدث للنفط؟

عصفت حرب الرسوم التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأسواق الطاقة، لتنخفض أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات.

جاء الهبوط الحاد في أسعار النفط، مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب، تزامناً واشتعال حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، وتوقعات بزيادة الإمدادات تزامناً وقرار «أوبك+» الأخير.

هبوط حاد

◄ تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يونيو أكثر من 2.4 دولار للبرميل أو ما يعادل 3.8% وصولاً إلى مستويات قرب الـ 60 دولاراً للبرميل بحلول الساعة الـ5:00 بتوقيت غرينتش.
◄ هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم شهر مايو بنحو 2.5 دولار في البرميل أو ما يعادل 4.15% وصولاً إلى مستويات قرب 57 دولاراً للبرميل.
◄ عند نهاية تعاملات أمس هبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.39 دولار أو ما يعادل 2.16%، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.12 دولار أو 1.85%.

خسائر متراكمة

◄ تفاقمت خسائر النفط في الجلسات الأخيرة ما دفع خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2021، في حين نزلت سعر خام غرب تكساس الأميركي الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2021.
◄ انخفض خام برنت، خلال الجلسات الخمس الأخيرة، بما يقرب من 18%، بينما تراجع خام غرب تكساس الأميركي بوتيرة أكبر مسجلا خسارة قدرها 20%.

◄ انخفضت أسعار النفط منذ أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة؛ ما أثار مخاوف حيال تأثير الحرب التجارية العالمية في النمو الاقتصادي والإضرار بالطلب على الوقود.

ماذا حدث؟

قال مسؤول بالبيت الأبيض في إفادة صحفية أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 104% على الصين اعتباراً من اليوم الأربعاء.

وفقاً للمرسوم الذي وقعه ترامب، ازدادت الرسوم الجمركية المفروضة على بكين بنسبة 50% بعدما رفضت إلغاء رسومها المضادة على السلع الأميركية بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترامب أمس.

في غضون ذلك تعهدت بكين بعدم الرضوخ لما وصفته بالابتزاز الأميركي، بحسب بيان وزارة التجارة الصينية، والذي جاء بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم تلغ البلاد الرسوم الجمركية المضادة ونسبتها 34%.

ضغوط متزايدة

تأججت مخاوف الأسواق بعد الرد الصيني الصارم على عقوبات واشنطن، ما يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم؛ ما يثير مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي في جميع أنحاء العالم؛ ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط.

ارتفع الضغط على أسعار النفط بعد قرار «أوبك+» الأسبوع الماضي بشأن المضي قدماً في خطة زيادة الإنتاج في مايو بمقدار 411 ألف برميل يومياً؛ ما أذكى توقعات الأسواق بشأن زيادة الإمدادات.

في الوقت ذاته توقع «غولدمان ساكس» في مذكرة بحثية هذا الأسبوع تراجع سعر برنت والخام الأميركي إلى 62 و58 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر 2025، وإلى 55 و51 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر 2026.

إشارة المخزونات

في إشارة إيجابية على ارتفاع الطلب أظهرت بيانات أولية لمعهد البترول الأميركي، انخفاضاً مفاجئاً لمخزونات النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، وذلك على عكس المتوقع.

وفقاً للبيانات الأولية انخفضت مخزونات النفط بأكثر من مليون برميل مقابل توقعات بزيادة 1.4 مليون برميل، ومقابل زيادة فعلية في الأسبوع قبل الماضي بواقع 6 ملايين برميل.

ومن المقرر أن تصدر بيانات المخزون الأسبوعية الرسمية في وقت لاحق اليوم عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وسط توقعات بزيادة المخزونات في حدود 2.2 مليون برميل.

نفط إيران 

في الوقت ذاته أكد كريس رايت وزير الطاقة الأميركي أمس أن إيران عرضة لفرض عقوبات أشد عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع ترامب بشأن برنامجها النووي.

وقال الوزير في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأميركية: «بالتأكيد، أتوقع عقوبات صارمة للغاية على إيران، وآمل أن تدفعها إلى التخلي عن برنامجها النووي».

جاء ذلك بعد أن أعلن ترامب بشكل مفاجئ مطلع الأسبوع أن الولايات المتحدة وإيران على وشك بدء محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي، لكن وزير الخارجية الإيراني قال إن هذه المحادثات ستكون غير مباشرة.