مستوردو الغاز الروسي سيبحثون عن الروبل خارج روسيا
اتخذت روسيا قراراً بشأن واردات الغاز الطبيعي إلى البلدان الأجنبية ردّاً على العقوبات الأميركية الأخيرة على «بنك غازبروم» المملوك للدولة الروسية، وهو القرار الذي من شأنه تعقيد عملية تحويل العملات الأجنبية إلى روبل والتي كانت مسموحاً بها في وقت سابق عبر النظام المالي الروسي.
وألغى مرسوم أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الخميس، خياراً يمنح مشتري الغاز الروسي إمكانية تحويل العملات الأجنبية إلى روبل في «بنك غازبروم».
وبذلك، سيضطر المشترون من الدول غير الصديقة لتحويل عملاتهم عبر مصادر أخرى، ما سيقود إلى ارتفاع الطلب على الروبل في الأسواق الخارجية، وخاصة في الدول التي تتعامل تجارياً مع روسيا، ولا تطالها العقوبات.
تعني العقوبات الأميركية التي فُرضت الشهر الماضي ويبدأ تطبيقها قبل نهاية هذا الشهر، أن «بنك غازبروم» لا يمكنه إجراء أي معاملات جديدة في قطاع الطاقة ترتبط بالنظام المالي الأميركي.
في الوقت ذاته، تحظر العقوبات الأميركية على الأميركيين إجراء أي معاملات مع «بنك غازبروم» مع تجميد أصوله الأميركية.
وفقاً للعقوبات الأميركية الصادرة عن وزارة الخزانة، يتعين على الشركات إنهاء معاملاتها مع البنك بحلول 20 ديسمبر الحالي.
قال «بنك غازبروم» في بيان أمس، إنه يظل البنك الوحيد المخول له استقبال المدفوعات الخاصة بالغاز الروسي من المشترين الأجانب، لكنه لن يتلقى المدفوعات إلا بالروبل الروسي.
في غضون ذلك، طلبت المجر من الولايات المتحدة إعفاء «بنك غازبروم» من العقوبات عندما يتعلق الأمر بمدفوعات الغاز الطبيعي، إذ إنها من أكبر مشتري الغاز من روسيا.
وأكدت المجر، التي طالما عارضت قرار فرض عقوبات على واردات الغاز والنفط الروسيين في الاتحاد الأوروبي، في بيان صادر عن وزارة الخارجية «أن هذه العقوبات قد تؤثر سلباً على بعض حلفاء الولايات المتحدة».
قال «بنك غازبروم» إنه سيتوقف عن تقديم المساعدة إلى المشترين الأجانب في تحويل العملات الأجنبية إلى روبل لسداد ثمن الغاز الطبيعي.
وينص المرسوم المعدل على أن المدفوعات مقابل الغاز الروسي عبر حسابات معينة بعملات أجنبية لـ«بنك غازبروم» لن تتم إلا بالروبل حتى تُرفع العقوبات المفروضة على البنك وقد تستأنف بقرار من الرئيس الروسي.
في مارس 2022، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً مبدئياً يلزم مشتري الغاز الروسي على دفع ثمن الإمدادات عبر بنك غازبروم في إطار خطة تشمل مدفوعات بالروبل.
وفقاً لبيانات وزارة الطاقة الروسية شحنت روسيا حوالي 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا عام 2023، ما يمثل 8% فقط من حجم تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر طرق مختلفة.
في الوقت ذاته تملك شركة «غازبروم للغاز المملوكة للدولة الروسية»، جزءاً من «بنك غازبروم» الذي يصنف بأنه أحد أكبر بنوك روسيا.